موسم ثقافي حافل لمعهد العالم العربي في باريس

يُقدّم معهد العالم العربي في باريس هذا العام، مجموعة غنية من الفعاليات الثقافية التي تشكل نافذة مهمة للمثقف والأديب والفنان العربي على الجمهور الأوروبي والعربي في ذات الوقت، حيث يزور المعهد سنوياً ما يزيد عن 2 مليون مُهتم من الفرنسيين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية، ويستقطب المعهد كافة الفئات العُمرية والمُجتمعية، مع تزايد حضور للنخبة المثقفة في فعالياته الفكرية. ويواصل المعهد تنظيمه لمعرض “حوار الرسم والشعر” حتى 28 يناير (كانون الثاني) الجاري، للفنان التشكيلي العراقي حيدر المُقيم في فرنسا منذ سنوات، وذلك بالتعاون مع الشاعرة اللبنانية فينوس خوري غاتا، والشاعر السوري المعروف أدونيس، حيث يُقدّم حيدر في معرضه لوحات مُستوحاة من أعمال الشاعرين.

أما معرض “التاريخ لا يهتم بالأشجار ولا الموتى” فيتواصل في المعهد لغاية 11 فبراير (شباط) 2018، ويعرض لوحات فنية وصوراً فوتوغرافية تُبرز تاريخ وحاضر العالم العربي، بأعمال قديمة وحديثة ومُعاصرة، من مُقتنيات متحف معهد العالم العربي.

ولتشجيع الإبداع الثقافي في فلسطين المحتلة، وللعام الثاني على التوالي، يواصل المعهد مبادرته “متحف من أجل فلسطين”، حيث ينظم المعهد النسخة الثانية من المعرض بين 10 مارس (آذار) و13 مايو (أيار) 2018، في انتظار عرض تلك الأعمال الفنية في متحف وطني يُقام في القسم الشرقي من مدينة القدس المحتلة.

واستوحي المشروع من متحف المنفى الذي أقامه فنانون من مختلف أنحاء العالم في الثمانينات من القرن الماضي للتنديد بنظام الفصل العنصري حينها في جنوب إفريقيا.

ومن 28 مارس (آذار) إلى 5 أغسطس (آب)، يستضيف معهد العالم العربي، معرضاً عن تاريخ قناة السويس تحت عنوان “ملحمة قناة السويس.. من الفراعنة إلى القرن الحادي والعشرين”، ويتضمن جدول الفعاليات ندوات للتعريف بتاريخ قناة السويس، وورش عمل مبتكرة، وحفلاً موسيقياً للفنانة المصرية دنيا مسعود.

كما ستُعرض معزوفات من أوبرا عايدة التي وضعها الإيطالي جوزيبي فيردي بمناسبة افتتاح القناة في 1870، ولوحات فنية فريدة لافتتاح قناة السويس ومخطوطات ومواد فيلمية نادرة تروي تاريخ القناة.

ويُنظم المعهد بين 19 و 22 إبريل (نيسان) 2018، رحلة أدبية للمغرب بالتعاون مع جمعية أصدقاء المعهد، وأصدقاء المكتبة الوطنية الفرنسية، بإقامة معارض لفنون الكتاب، من الدار البيضاء إلى طنجة، تضم فعاليات ثقافية غنية يشارك بها كتاب وفنانون ودور نشر وحرفيون تقليديون.

كما وتستضيف قاعة العروض في معهد العالم العربي في باريس، بين 15 مايو (أيار) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2018، معرضاً بعنوان “عين مفتوحة على العالم العربي”، بمشاركة 240 فناناً يسعون لتوجيه تحية لمعهد العالم العربي من خلال أعمالهم الفنية، وإنجاز عمل جماعي خاص، وذلك بمناسبة مرور ما يزيد عن 30 عاماً على إنشائه، وبما يُساهم في إثراء الثقافة العربية بتعابير ومشاريع فنية مُستحدثة.

كما وتواصل مكتبة معهد العالم العربي، الأكبر من نوعها في فرنسا، تقديم خدماتها لزوار المعهد، بعد إعادة افتتاحها العام الماضي.

وتضم المكتبة ما يزيد عن 100 ألف إصدار وعمل ووثيقة عن العالم العربي بعدّة لغات، وأضيف لها أخيراً نظام أدوات متعددة الوسائط ونظام سمعي جديد.

يُذكر أن الإمارات، ومساهمة منها في تعزيز دور المعهد في الحوار الحضاري والثقافي بين العالم العربي وفرنسا وأوروبا بشكل عام، أعلنت أخيراً تبرعها بـ 5 ملايين يورو، لمعهد العالم العربي في باريس الذي احتفى في 2017 بمرور 30 عاما على إنشائه، لخدمة الثقافة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى