موضوع إنشاء عن التواضع

بواسطة: عاتكة البوريني – آخر تحديث: 8 نوفمبر، 2017

التواضع

من أروع الأخلاق التي يجب على كل شخصٍ الاتصاف بها خُلق التواضع، فالتواضع من الأخلاق الإسلامية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلي بها، كما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن نتصف فيه وألا نتصرف بغرورٍ وتكبر مع الآخرين، فالتواضع لم يكن في شيءٍ إلا زانه، وما نُزع من شيءٍ إلا شانه، كما أنه يمنح صاحبه الكثير من الهيبة ويُكبرّه في عيون الناس، لأن من يتواضع لله يرفعه الله كما قال عليه السلام: ” إن الله أوحى إلى أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد “.

التواضع من القيم الرفيعة التي تنشر الخير بين أفراد المجتمع، ويُمكن إبرازه في العديد من مظاهر الحياة كالحفاظ على الابتسامة عند رؤية الآخرين وإظهار البشاشة في حضورهم وعدم العبوس والتقطيب في وجوههم، ومعاملة الآخرين بلطفٍ كبير، وتوقير الكبير والعطف على الصغير، والعطف على المساكين والفقراء وتجنب احتقارهم أو إظهار التفاخر أمامهم، وردّ السلام على الناس، واحترام آراء الآخرين، وغير ذلك الكثير من الأشياء التي يتصف بها الشخص المتواضع.

من الأدلة الكثيرة على عظمة التواضع أن الله سبحانه وتعالى ذكره في القرآن الكريم على لسان لقمان الحكيم في سورة لقمان، حيث أوصى ابنه بأن يكون متواضعاً وأن لا يتصرف بتكبرٍ وخيلاء مع الناس وذلك في الآية الكريمة: “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)”، لذلك يُعتبر التواضع من الأخلاق الواجب التجمّل بها، لأن من يتصف به ينال الأجر الكبير والثواب العظيم من الله تعالى.

لا يكون التواضع في الأفعال فقط، بل يكون بالأقوال أيضاً، فمن يُظهر تفاخره بين الناس بما يملك، ويُقارن بينه وبين الآخرين بطريقةٍ تُشعرهم بالنقص، هو في الحقيقة لا يتصرف بتواضع وإنما يدّعيه فقط، فمن أراد أن يكون نقي السريرة ويتصرف بما يُرضي الله تعالى فيجب أن تكون أفعاله وأقواله جميعها خالصةً من أي ذرة كِبرٍ مهما صغرت، لأن الله تعالى حرّم دخول الجنة على من كان في قلبه ذرة واحدة من التكبر والغرور.

لأن الله طيبٌ ولا يقبل إلا الطيب، يجب علينا جميعاً أن نتصف بما أمرنا، ولهذا علينا أن نكون متواضعين، فالإنسان مخلوقٌ من طين، وقد ساوى الله تعالى بين عباده جميعاً بغض النظر عن جنسهم ولونهم ومظهرهم، وجعل ميزان التفاضل الوحيد بينهم هو التقوى، لذلك لا يحقّ لأي أحدٍ أن يتكبر على أحد أو أن يُعامله بطريقةٍ يُشعره بأنه أفضل منه قدراً أو قيمة.

زر الذهاب إلى الأعلى