موضوع تعبير عن الحج

الحج

موضوع تعبير عن الحج : يقولُ الله تعالى في محكم التنزيل: “أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)” سورة الحج، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرضٌ على كل مسلمٍ قادرٍ على أدائه، ولعظمة هذا الركن، قد أنزل الله تعالى سورةً في القرآن الكريم اسمها الحج، تتحدث فيه عن عظمة مناسك الحج، فهذا الركن العظيم تجتمع فيه أكثر من عبادةٍ في وقتٍ واحد، لذلك أعدّ الله لمن يؤدي الفريضة فيه على أكمل وجه، نجاةً وغفراناً من الذنوب، وجعله يغتسل من ذنوبه وخطاياه ويعود كيوم ولدته أمه.

تجتمع في أيام الحج عباداتٌ عظيمة، ففي أيام ذي الحجة التي أقسم الله تعالى بلياليها العشر، يُستحبّ الصيام والصدقات والدعاء، كما يُستحب فعل جميع الأعمال الصالحة التي تقرب بين العبد وربه، وقد جعل الله فيها يومٌ هو أعظم الأيام وهو يوم عرفة، يوم الحج الأكبر، الذي يُباهي الله سبحانه وتعالى به ملائكته بعباده الذين جاؤوا من جميع أصقاع الأرض لتأدية فريضة الحج التي أمرهم بها.

الحج يحمل الكثير من العبر والثمرات الإيمانية السمحة، ففيه يتساوى لباس الأمير مع الفقير، ولا تمييز فيه بين غنيٍ وفقير، ولا بين طويلٍ وقصير، ولا بين ذكرٍ وأنثى، ولا تفريق فيه بين العباد إلا بميزان التقوى، وفي الحج أيضاً امتثالٌ لأمر الله تعالى وتخليدٌ لقصة إبراهيم عليه السلام مع ولده إسماعيل، وكيف أن أنبياء الله لا يتخلفون عن أمر الله أبداً مهما كان الأمرُ قاسياً وصعباً.

لم يفرض الله سبحانه وتعالى عبادة إلا لحكمةٍ عظيمةٍ، والحكمة من الحج تتجلى في أعظم صورها لأنه رحلة خالصة لوجه الله تعالى، لا يرجو منها العبد إلا رضى الله وغفرانه وطاعته، وترتفع فيه روحانية العبد ويُصبح قلبه معلقٌ بالله تعالى وحده، وهو يهتف بنيةٍ خالصةٍ بالنداء الخالد دائماً: «لَبّيكَ اللهمّ لَبيْكَ، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، فيا لها من كلماتٍ يخشع لها القلب، ويا لها من مناسبةٍ عظيمةٍ تسمو فيها أرواح المؤمنين وتترفع عن كل ما هو دنيوي وزائل.

من دروس الحج العظيمة أنه يكسر في القلب حب الشهوات والمعاصي، ويُزين للعبد حب الخير والإيمان، ويجعل فكر العبد وقلبه وروحه معلقٌ بالله وحده، وفيه تعلو الهمم، وتصفو النفوس، فلا عجب أن يسعى كل عباد الله المخلصين إلى أداء فريضة الحج ليفوزوا برضى الله ورحمته وعفوه وغفرانه، فلا أحد غير الله تعالى يُنقذ العباد من ظلم الجهل والتخلف والمعاصي، ولا أحدٌ غيره سبحانه يُدخل عبيده نور العبادة الطاهرة، فالحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة.

زر الذهاب إلى الأعلى