المدرسة هذا المكان المقدس والعالم الجميل الثاني للطفل، والموسوعة التي تمنحه القدرة على القراءة والكتابة والرسم واللعب، وتوفر له المعرفة والمعلومات في المجالات الأدبية والتاريخية والسياسية والفنية وغيرها، والتي تفيد في تنمية القدرات العقلية لدى الطالب، وتغذية معلوماته وتنشيط الذاكرة مما يساهم في زيادة ذكاءه، حيث يستطيع الطالب التكلم  بطلاقة وثقة والمشاركة في النقاشات الأسرية والمدرسية وفي أي مجال، وتجعل المدرسة من الطالب طموحاً يحلم بالمستقبل، والتطلع إلى حياة أفضل وهدفاً واضحاً يصل إليه من خلال مجهوده وتحصيله الدراسي والعلمي، فالعلم والدراسة والسعي للتفوق والحصول على العلامات والمعدلات العليا، تجعل الطالب أكثر ثقة وإدراكاً لخططه المستقبلية التي تبدأ من المدرسة وتؤهله للمرحلة الجامعية ومن ثم للحياة العملية.

لا شك أن دور المدرسة في حياة كل واحد منا مهماً وأساسياً، فالمدرسة هي الانطلاقة الثانية بعد الأسرة للطالب نحو الحياة الاجتماعية، حيث تعتبر الأسرة هي النموذج المتكامل وصاحبة الدور والانطلاقة الأولى في تشكيل وتنشئة شخصية الطفل، وإكسابه السلوكيات الحسنة والأخلاق الحميدة التي تنعكس في تصرفاته وكلامه مع الآخرين، ويأتي بعد الأسرة دور المدرسة، التي تشكل جسراً وامتداداً لتربية وتعليم الطفل وتنشئته على الطريق الصحيح، وتطوير معلوماته ودعم قدراته الإبداعية وصقل شخصيته وإرشاده لتحديد الهدف الواضح، وتركز وزارة التربية والتعليم باختيار المعلمين الذين يهتمون بتربية الطفل ومن ثم تعليمه، فمهمة التدريس مهمة مقدسة وعظيمة وعالية المقام، وهي من أرقى الوظائف الإنسانية، فالمعلم هو الذي ينشئ جيل المستقبل وبانيّ حماة الوطن.

قرأت في إحدى المجلات قصة طفل يعبر عن حبه لمدرسته وتعلقه بها، حيث قام بوصف مدرسته، بأنها بيته الثاني وأغلى وأحب مكان على نفسه وقلبه، وقال عن معلمه بأنه مثل أبي ومعلمتي مثل أمي وزملائي كأنهم إخواني وأخواتي، وفي مدرستي أتعلم الكثير من المعرفة والدروس المفيدة التي تزيد من معلوماتي وخبراتي وتفتح عقلي وذهني، وإلى جانب التعلم أحظى باللعب مع أصدقاء الدراسة ومزاولة الألعاب والنشاطات المدرسية، التي تغرس في أنفسنا الصفات المهذبة والأخلاق الطيبة، وتجعلنا مترابطين متحابين متكاتفين لتمتد روابط صداقتنا إلى ما بعد المدرسة.

المدرسة ذلك الصرح العظيم، الذي يرسخ في ذاكرة كل إنسان تعلم وعاش في المدرسة أجمل لحظاته وأوقاته، وحقق من خلالها أهم الطموحات والنجاحات، ومهما وصفنا المدرسة ودورها المقدس في حياتنا، لن نعطيها حقها وستعجز الكلمات في التعبير عن فضلها، وستظل المدرسة تحتل في قلوبنا جميعاً أعلى مكانة للقيم الرفيعة المستوى، ذلك أنها مهدّت لنا الطريق وسهلت لنا الدرب الطويل، الذي يوصل كل مجتهد ومثابر نحو تحقيق هدفه وحلمه، وفي منحه الفرصة العلمية والعملية التي تجعله محطّ احترام وتقدير المجتمع له.

شاركها.