بواسطة: – آخر تحديث: 12 أكتوبر، 2017

ترشيد استهلاك الماء

الماء هو سر الحياة على هذه الأرض، وهو العصب الرئيسي الذي لولا وجوده لما ظلّ إنسانٌ أو نباتٌ أو حيوان، فسبحان الله الذي أودع سرّه في هذا السائل العجيب، وجعل منه معجزةً دائمةً تُحيي الأموات، لأن الله تعالى جعل منه كل شيءٍ حياً، وربط وجوده بالخضرة والحياة وانتشار الاستقرار.

رغم أن الماء يُشكل أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، إلا أن كمية الماء الصالح للشرب منه قليلة جداً، لأن معظم الماء الموجود يكون على شكل مسطحات مائية مالحة مثل البحار والمحيطات، أما المياه العذبة فتكون عادةً في الينابيع التي تُعطينا المياه الجوفية، وفي بعض الأنهار، ومن هنا كان لا بُدّ من الانتباه جيداً إلى ضرورة ترشيد استهلاك الماء وتقنين طريقة استهلاكه، وذلك للحفاظ عليه من النضوب والفقدان، خصوصاً أن الجفاف يُغطي مساحاتٍ واسعة من الكرة الأرضية، وهذا سبب  انحسار الغطاء النباتي وانتشار التصحر في مناطق ممتدة وشاسعة، كما أن الكثير من الحيوانات ماتت لأنها لم تجد ماء الشرب.

يُعتبر استهلاك الماء بشكلٍ مبذر بمثابة اعتداء صارخ على حقوق الأجيال القادمة بالماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى أن هذا التصرف يُعتبر من الأعمال التي تستوجب غضب الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى وصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، والتبذير في استهلاك الماء يجعل صاحبه بمرتبة الشيطان وعديم المسؤولية والأناني الذي لا يُفكر إلا في نفسه.

أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بضرورة ترشيد استهلاك الماء وعدم تبذيره مهما كانت الظروف، لأن الماء هو أيضاً أساس طهارة الجسد، ولولاه لما انتظمت العبادات، ولا حتى تطهرت الأماكن، لذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا تُسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ، وهذا دليلٌ واضحٌ وصريح على عدم جواز استهلاك الماء بغير حاجة حتى في الوضوء.

الماء هو روح الطبيعة عنصرها الأساسي، كما أنه يُشكل بيئةً لعيش جميع الكائنات البحرية، ومصدراً لرزق الكثير من الناس، فحاجته لا تتمثل فقط في الشرب والتنظيف، وإنما يُعتبر وسيلةً للنقل والترفيه، ومكان لعيش الأسماك واللآلئ والمرجان، كما أنه يُجمّل الطبيعة ويزيد من سحرها، ويُنعش الأجواء ويُلطفها، ويُساهم في زيادة كمية الأمطار لاكتمال دورة الماء في الطبيعة.

في الوقت الحاضر أصبح ترشيد استهلاك الماء ضرورة قصوى وحاجة أساسية، لأن كمية الماء الموجودة في الأرض تكاد لا تكفي لسدّ جميع الاحتياجات، ومن هنا تتضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لوضع قوانين رادعة لترشيد استهلاك الماء، فالعرب قالت قديماً عن الماء بأنه: “أهون موجود، وأعزّ مفقود”، فلنحافظ عليه ليكفينا طول العمر.

شاركها.