موضوع عن يوم المعلم





في ذكرى يوم المعلم الفلسطيني
(((أنقل لكم هذا المقال الرائع للكاتبه محمد الغول)))
بمناسبة يوم المعلم الفلسطيني نطير اجمل باقات الورد والتحية والتقدير لتلك السواعد السمراء التي تساهم في النضال من اجل العلم والحرية والكرامة وضد الجهل والجوع والفقر والتحكم. 
الى تلك الايادي والعيون والقلوب التي تحرس فلذات اكبادنا لساعات تطول الى اكثر من نصف النهار، لكل معلم ومعلمة عملوا ويعملون في ظروف قاهرة ويتحدون كل الصعاب من اجل زرع بذور البناء والعلم والتحرر من قيود الجهل ليؤسسوا لمستقبل افضل للاجيال، اقل ما نقول لهم سلمتم وسلمت سواعدكم وعقولكم وكل عام وانتم بالف خير.
يوم المعلم الفلسطيني الذي وللاسف يقتصر احيائه في المدارس فقط رغم انه يجب ان يكون يوما وطنيا تحيه كل فئات الشعب الفلسطيني، هذه المناسبة لا تقل اهمية عن اي مناسبة وطنية فلسطينية اخرى، لانها تخص شريحة من أهم شرائح المجتمع الفلسطيني  وهي كما غيرها واكثر عانت الكثير على مدار التاريخ الفلسطيني وساهمت في النضال الوطني الفلسطيني للحفاظ على الهوية الوطنية وخاضت معارك طاحنة مع الاحتلال ومع الظروف القاهرة التي تعمل بها، نضال المعلم الفلسطيني كان جزء لا يتجزأ من النضال الوطني الفلسطيني لمنع تمرير سياسات الاحتلال الاسرائيلي والتي اهمها سياسات التهويد وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية.  
وتأتي اهمية هذه المناسبة ايضا للحدث الذي ارتبط به ففي الرابع عشر من كانون الاول من سبعينيات القرن الماضي تعرض عشرات المعلمين للقمع والتنكيل بسبب مطالبهم بحقوقهم العادلة وبرغم صنوف الاذى والمهانة التي تعرضوا لها في حينه الا انهم صمدوا وحققوا انجازات بنضالهم انذاك على صعيد حقوقهم النقابية وايضا على صعيد حماية العملية التعليمية ، والمناهج المدرسية، والمؤسسات التعليمية من التدخل، وفرض الوصايات على المعلم، والمتعلم، والعامل في حقل التعليم. 
المعلم الفلسطيني يستحق منا جميعا التقدير والاحترام للدور الاجتماعي الذي يلعبه حيث لم يقتصر دور المعلم الفلسطيني على التعليم والتربية فقط بل تخطاه الى دور اجتماعي ونضالي هام لعبه على مدار التاريخ منذ نكبة فلسطين عام 1948، ففي الوقت الذي فقد الشعب الفلسطيني سيطرته على كافة موارده استطاع الحفاظ على اهم مورد بشري ولم يخضع للسياسات والضغوط التي حاولت فرض مناهج ومعارف داخل المدارس فاستطاع المعلم الفلسطيني عقب الحقب التاريخية للتعليم في فلسطين وما رافقها من تنوع للسلطات التي سيطرت على التعليم من الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية، هذا الى جانب الدور المحوري في المقاومة الشعبية الذي قام به المعلمون الفلسطينيون خلال الانتفاضة الشعبية الاولى اثناء الاغلاق المستمر للمدارس والجامعات حيث شكل المعلمون الفلسطينيون قوة داعمة في تنظيم التعليم الشعبي الغير رسمي الذي اعتبره الاحتلال غير قانوني في ظروف المقاومة الشعبية وقمعه بشكل وحشي. 
في يوم المعلم الفلسطيني نحني الهامات لكل معلم ومعلمة ما زالوا رغم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية القاهرة ينتمون الى مهنتهم ويبذلون للارتقاء بها كل جهد يستطيعون، يزرعون الامل والتحدي والاصرار في نفوس الاطفال. 
فهل هناك اجمل من مشهد لذلك المعلم ولتلك المعلمة الذي يفترشون الارض ويحولونها مدرسة امام حواجز وبوابات مغلقة؟؟؟ يشكلون سد حماية منيع لاطفال برفقتهم متجهين معا الى مدرستهم لا يحملون سوى حقائب تحوي كتبا ودفاتر واقلام يعترضهم سوط المحتل في محاولة يائسة منه لتنغيص حياتهم لا لسبب الا لانهم فلسطينيون.
في يوم المعلم نود ان نؤكد على دعمنا لمطالب المعلمين العادلة لنيل كافة حقوقهم النقابية ………..
وايضا نود ان نثير تساؤلا لكل الاطراف ذات العلاقة، ما الذي علينا ان نعمله لنعيد للمعلم دوره الاجتماعي بحيث لا يختزل دور المعلم على التدريس فقط وان لا نشرخ دوره من سياقه الاجتماعي والسياسي؟؟؟؟؟؟ 
في النهاية كل التحية والتقدير لمن حول طفل الأمس الى كاتبا يشار له بالبنان..أو مهندسا يرفع الأعمدة والبنيان .. أو طبيبا يبرأ سقم السقيم.. 

فلن ننسى الايدي التي زرعت البذرة وبنت اللبنة الاساسية .. فلك  استاذي ولكي استاذتي .. يامن تحملون لقب  معلم فائق احترامي ..وتقديري ..

مواضيع ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى