من أهم الأعمال التي كتبتها الراحلة رضوى عاشور هو روايتها ثلاثية غرناطة التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية

قسمت رضوى روايتها إلى ثلاثة أجزاء: غرناطة، مريمية، الرحيل، وقد كانت هذه الرواية عملاً أدبياً تاريخياً متكاملاً، وتدور أحداثها في الأندلس، في تلك الفترة التي سقطت فيها هذه المدينة التي كانت مهداً للحضارة والتاريخ، فسردت أحداث ذلك الانهيار بأسلوب روائي سلس، عن طريق ذكرها لحياة عائلة أبو جعفر ذلك الوراق الذي توفي باكراً وخلّف وراءه من عاش نكبة الأندلس.

سقوط غرناطة

غرناطة هي إحدى ممالك الأندلس التي كان يعيش فيها المسلمون، والتي كانت أخر معاقلهم في الأندلس بعد أن انهارت كل الممالك من حولها وسقطت في يد الفرنجة، فتذكر لنا رضوى في هذه الرواية بعض التفاصيل التي تدمي القلب عن سقوط حضارة وليس فقط مدينة، أخبرتنا بكل ذلك وجعلتنا نعيش مع أفراد عائلة أبو جعفر، نبكي لبكائهم، ونبكي لكل ما حصل في تلك المدينة من سلب ونهب ولأهلها من تعذيب جسدي ومعنوي، نبكي على كل تلك الجثث التي كان ذنبها أنها مسلمة وعربية، جعلتنا نعيش بذلك الرعب الذي عاشه أهل غرناطة، فما أن ينطق أحدهم بكلمة ليعلم العدو من خلالها بأنه عربي حتى يقتله، جعلتنا ندرك قيمة الكتب حين رأينا الناس يحرصون عليها أكثر من حرصهم على حياتهم، أصابتنا الحرقة حين رأينا كم الكتب التي تم إتلافها وسرقها لتموت ذكرى الحضارة الإسلامية على أيدي الفرنج، أحداث كبيرة ونكبات متوالية لسنوات طويلة تلك التي عاشها أهل غرناطة في محاولة للدفاع عنها وعن انفسهم وديانتهم وعربيتهم، سنوات يلخصها قول أحد أبطال الرواية بعد خروجه سالماً منها بقوله: “كيف يبدأ المرء حياته وهو في السادسة والخمسين ”.

مقتطفات من رواية ثلاثية غرناطة

  • لا شيء مستحيل في حكم القوىّ على الضعيف.
  • والقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت. يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن. يلقون بك في قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكي على تلك المزق الآدمية التي تعرف أنها أنت، تبكي على حالك وعلى هجر حبيب في الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلي بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين. وحدك في سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذي يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار. وحدك في سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك. يصير لك رفاق يسكنون معك في قبو أيامك ولياليك. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء في عتمة الجدار.
  • لكل شيء ثمن، وكلما عز المراد ارتفع ثمنه.
  • المشكلة يا ولدي أن قادتنا كانوا أصغر منا، كنا أكبر وأعفى وأقدر ولكنهم كانوا القادة .. انكسروا فانكسرنا.

شاركها.