نبذة عن رواية سماء قريبة من بيتنا

على عكس الروايات العادية قرَّرت شهلا العجيلي أن تجعل بطل رواية سماء قريبة من بيتنا هو المكان والجغرافيا

وربّما كان هذا السبب في تفرّدها ووصولها إلى القائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” فقد اقتحمت الرواية عدّة عوالم مختلفة وساهمت بنقل أحداث تاريخية  مفصلية وتحوّلات مهمّة حدثت على خارطة الشرق الأوسط انطلاقًا من القرن التاسع عشر وانتهاءً بيومنا الحالي عن طريق عدّة حكايات متفرَّقة بين دمشق وعمّان وما مرَّ على عائلات المدينتين من تدميرٍ للجذور وتفرّقها لتلتقي الفروع مجدّدًا بصدفةٍ فريدة وحكايةٍ مختلفة.

لمحة عن مؤلفة رواية سماء قريبة من بيتنا

الكاتبة السورية شهلا العجيلي ولدت عام 1976 وعاشت بين مدينتي الرّقة وحلب واستقرّت فيما بعد في الأردن كمدرّسة في الجامعة الأمريكية هناك، حصلت شهلا العجيلي على دكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة حلب وكانت أولى أعمالها التي هي مجموعة قصصية بعنوان “المشربية” ، لها  أيضًا العديد من الدّراسات والمقالات النّقدية في الأدب والتّاريخ والجغرافيا.

ملخّص رواية سماء قريبة من بيتنا

تبدأ الرواية فصلها الأول بعنوان “ليالي الأنس” من مدينة حلب منتصف القرن العشرين لتعطينا لمحة عن الوضع الاقتصادي والسياسي هناك عارجةً على مختلف المجالات التي كانت في أوج انتعاشها آنذاك.

بطلة الرواية هي الشابة “جمان” والتي تصوّرها الكاتبة كبطلة إحدى القصص الخرافية، حالمة مولعة بحبّ الحياة والفن وتهوى الترحال وتتبّع الطّرق المختلفة في المدن، فهي أكاديمية سورية مقيمة في عمّان تحمل دكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية ومن هنا تبدأ الحكاية عندما تقرِّر جمان تتبّع تاريخ عائلتها الذي يتقاطع قسرًا مع تاريخ المنطقة السياسي والحروب الطويلة التي مرَّت فيها.

تتعرَّف جمان على الخمسينيّ ناصر العامري فيشكلان ثنائيًا وتتخذه أبًا وصديقًا وحبيبًا ومرافقًا لها في رحلتها التي تمرُّ على المنطقة في مرحلة من مراحل استقرارها ثمَّ احتلال فلسطين والحروب التي تلتها، الاستعمار البريطاني والفرنسي للمنطقة، الربيع العربي والثورة السورية وكل ما يحدث الآن، كلّ هذه الأحداث عن طريق شخصيات متفرَّقة تروي قصصها وترتبط ببعضها البعض بخيطٍ واهٍ تكاد لا تراه.

رواية سماء قريبة من بيتنا تمثّل معارك الحياة، فبينما هناك حربٌ حقيقية تحصل وتحصد الأرواح كلَّ يوم هناك حروبٌ صغيرة في داخلٍ كلٍّ منّا وحوله، فجمان التي تُحارب التّاريخ بحثًا عن جذور عائلتها تكتشف أيضًا أنّها تحارب السرطان الذي يكاد يفتك بجسدها.

هذه الرواية هي حكاية اللاجئين في كلّ مكان والتشرّد الذي أصبح ثيمةَ العصر الحديث وعمّان الحضن الكبير الذي تبدأ فيه الحكايات وتنتهي…

زر الذهاب إلى الأعلى