نبذة عن رواية عزازيل

عزازيل في اللغة العربية كلمة تعني الشيطان أو إبليس ويرتبط هذا اللفظ بالتوراة حيث تعدَّدت القصص التي جاء بها ذكر إبليس باسم عزازيل

وتبعًا لروايتنا هذه فقد اختار يوسف زيدان عنوانها بدّقة وكان موفقًا به، تعدُّ رواية عزازيل من أشهر الأعمال العربية فقد حازت على جائزة البوكر 2009 كما حصلت على جائزة أنوبي البريطانية كأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، ولقد أثارت رواية عزازيل جدلًا كبيرًا حتّى أنَّ الصحف والمواقع الإلكترونية تناولتها بأكثر من ثلاثمئة مقال وبناءً على ذلك قام مؤلفها بإنشاء موقع إلكتروني خاص بها أسماه رواية عزازيل وقد وضع فيه بعض فصول الرواية وقسم خاص للمقالات التي تذمّها وتلك التي تشيد بها كما أفرد زاوية للحوارات والمناقشات التي عُقدت حولها.

مؤلِّف رواية عزازيل

الدكتور يوسف زيدان، كاتب ومفكّر كاتب مصري متخصِّص في التراث العربي، له عدّة أبحاث علمية في مواضيع مختلفة من الفكر الإسلامي والتصوُّف وغالبًا ما تثير آراءه الجدل ويتناولها النّاس لفترة طويلة.

حقَّق شهرته في الوسط الأدبي بعد نشر روايته عزازيل وهي ليست أول أعماله بل أصدر قبلها ظلّ الأفعى.

عزازيل … صراع الخير والشَّر

يبدأ الكاتب روايته بمعلومة جانبية تقول بأنَّ هذه الرواية ليست سوى ترجمة لمجموعة من اللفائف التي وجدت مدفونة في إحدى الخرائب بجانب قلعة القدّيس سمعان العمودي في حلب، وهي ثلاثون رقًّا تتحدَّث عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا.

لا تعدو هذه المقدِّمة سوى جزءًا من الرواية والقصّة بأكملها التي تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي ما بين سوريا والإسكندرية والقدس وصعيد مصر. تُناقش الرواية الصِّراع الذي كان دائرًا في ذلك الوقت بين مذاهب الكنيسة والمؤمنين الجدد والوثنيين.

يبدأ الكاتب روايته بكلام الرَّاهب هيبا بأنَّه كتب هذه المذكَّرات بناءً على طلب عزازيل الذي قال له: “اكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب .. اكتب كأنَّك تعترف وأكمل ما كنت تحكيه” كان هيبا راهبًا وشاعرًا وطبيبًا غادر قريته متذكرًا طفولته ومشهد قتل والده الوثني بوحشية على أيدي متشددي الكنيسة وكيفية زواج أمه من قاتل أبيه وانضمامه إلى عمّه الذي أعدّه ليصبح راهبًا وها هو اليوم يتجه إلى الإسكندرية ليأخذ من علوم اللاهوت وفي الطريق يتعرَّض لإغواء أوكتافيا التي أحبته حبًّا شديدًا ولكنّها طردته عندما علمت بأنّه راهب.

في الإسكندرية يَشهد الرّاهب مقتل العالمة الوثنية هيباتيا على يدّ مسيحيي الإسكندرية بتحريض من بابا الكنيسة ويصف لحظة سحلها في جميع أرجاء المدينة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مما يجعله يُغادر متجهًا إلى القدس بحثًا عن الدّين الصحيح ليزداد الًصراع النَّفسي لديه ويبدأ في التشكيك بإيمانه وماهيته..

عزازيل هي رواية الصّراعات المتشعّبة .. صراع الخير والشّر، الحبّ والكره، الملائكة والشياطين…

زر الذهاب إلى الأعلى