عبد الرحمن إبراهيم منيف روائي سعودي ولد في الأردن لأب سعودي وأم عراقية عام 1933، درس في الأردن حتى أنهى دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى بغداد ليدرس هناك في كلية الحقوق

وقد بدأ هناك نشاطه السياسي والأدبي، فكتب العديد من الكتب والروايات المميزة والسبّاقة في مجالها، مثل رواية شرق المتوسط التي كانت من أوائل الروايات العربية التي تتحدث عن أدب السجون، كما أن له غيرها العديد من الروايات المهمة مثل مدن الملح، وقصة حب مجوسية، وسنذكر في هذا المقال نبذة عن رواية قصة حب مجوسية.

نبذة عن رواية قصة حب مجوسية

صدرت رواية قصة حب مجوسية في عام 1974، وهي تتحدث عن قصة رجل تملؤه الكآبة، بعيداً عن الأهل والأصدقاء والوطن، وحيداً لا شيء يشغله سوى طيف امرأة، شاء القدر ووضعها أمامه، لم يحادثها ولم يعرف عنها شيء، كل ما عرفه أنها كانت متزوجة وأم لطفلين، ورغم ذلك فقد وقع في حبها فقط عن طريق النظر، فباتت هذه المرأة هي هاجسه الوحيد في تلك المدينة، دفئه في بردها، روحه في وحدته، لقد كان هو الرجل المعذب في حبها، وكانت هي بالنسبة إليه  المنقذ الوحيد، رغم كل البعد الذي بينهما، إلّا أنه شبّه حبه لها بالمجوسي الذي يعشق النار ويعبدها، فقد كانت هي النار التي تشتعل بداخله، ووهج هذه النار هو ما ينير دربه في تلك الغربة، والجلي بالرواية أن هذا الحب لم يكن حباً عادياً كأيّ حب وراءه شهوة، بل أن البطل أحب في هذه المرأة حباً طاهراً لا يشوبه شيء، فقد كانت بالنسبة له الأم التي يفتقدها، والوطن الذي يسكنه.

لقد كتب عبد الرحمن منيف هذه الرواية بلغة أصيلة، وبأسلوب شيّق يجذب القارئ ويجعله متمسكاً بالكتاب إلى أخر كلمة، فيشعر بأنه مع البطل في حله وترحاله، حبه وغضبه، تناقضه وسخطه وحيرته، حتى لكأن المرء سيشعر بأنه هو العاشق لا الراوي، هو الابن والزوج والمغترب الذي لا تجذبه في غربته سوى نظرة حنونة وابتسامة عذبة.

اقتباسات من رواية قصة حب مجوسية

  • ما يحتاجه الإنسان هو الفرح، إذا أراد أكثر منه ضاع في متاهة البحث عن وجود شيء لا وجود له.
  • الظلام أب كبير يعطف على الحزانى، يمد راحته إلى الرؤوس يمسح عنها تعبها، حزنها، ويحفظ الأسرار، الأسرار الصغيرة التي لا تعني أكثر من اثنين.
  • فالمشاعر التي تسيطر على حين أتذكرها تجعلني أقرب إلى المجنون، والأوقات التي يمر فيها طيفها كثيرة لدرجة لا أستطيع أن أفكر بغيرها.

شاركها.