نبذة عن رواية كبرت ونسيت أن أنسى

تعدُّ رواية كبرت ونسيت أن أنسى إحدى أهمِّ الروايات الحديثة التي تُناقش قضيّة الحقوق التي حرِمَت منها المرأة بحجّة الدّين والعادات والتقاليد فالرواية تحكي قصّة فاطمة التي نشأت أثناء موجة ما يُسمى بالصحوة الدّينية في العالم العربي أي جيل الثمانينات والتسعينات حيث بدأت الفتاوى تنهال على الشباب من كلِّ حدبٍ وصوب فالموسيقى حرام والصور حرام والبرامج الإذاعية فسق والشعر طامّةٌ كبرى والفنون معصية وملهاةٌ عن الذكر. هذه الفترة التي كثرت فيها الحركات الدّينية والتخبطات تركت أثرها في الكثير من الشباب الآن وخلَّفت ورائها شقوقًا عميقة في النّفوس والبيوت أيضًا…

هي الروائية الكويتية بثينة العيسى، ولدت عام 1982 بدأت رحلتها الأدبية بروايتها الأولى “ارتطام لم يُسمع له دويّ” عام 2004 وتوالت إصداراتها بعد ذلك وقد حازت العديد من الجوائز عنها.

من أعمالها:

  • ارتطام لم يُسمع له دويّ 2004.
  • سُعار 2005.
  • عروس المطر 2006.
  • تحت أقدام الأمهات 2009.
  • قيس وليلى والذئب 2011.
  • عائشة تنزل إلى العالم السفليّ 2012.
  • كبرت ونسيت أن أنسى 2013.
  • خرائط التّيه 2015.

تدور أحداث الرواية في الكويت أواخر الثمانينات ومنتصف التسعينات حيث تفقد بطلة الرواية فاطمة والديها في حادث ليتولّى أخوها غير الشقيق صقر إدارة حياتها وعن ذلك تقول بأنَّ اليتم ليس موت والداها فقط بل اليتم هو عدم موتها معهم.. هو وجود صقر في حياتها.

يجد صقر في مسؤوليته عن أخته فرصةً ملائمة لتصليح حياتها فهي في عمر الثالثة عشرة ووالداه أفرطا في تدليلها وعدم تقويمها على حدّ تفكيره فيبدأ بتضييق الخناق عليها باسم الدّين، يمنع وجود ألعابها في البيت، يشطب القنوات التلفزيونية، يمنع صوتها وأخيرًا يحرق كتبها ويمنعها من كتابة الشّعر..

تتعرَّف فاطمه على عصام فينبثق الحبُّ في قلبها لترى بذلك طاقة النّور ولكنّ صقر يُسارع بتزويجها لصديقه دون أن يكون لها أيُّ رأيٍّ في ذلك، تتحدَّث الكاتبة هنا بقلمٍ واعٍ عن الحياة الزوجية وعن الزواج بشكلٍ عام منتقدةً المجتمع والرّجال، تتحدَّث عن الشعر وكيف كان متنفَّسُ فاطمة الوحيد وتحثُّ النساء على المقاومة وعلى أن يُزهرن من الدَّاخل حتّى يعمُّ النّور خاجهنّ.

جاءت النهاية سعيدة وحالِمة  على غرار أفلام الأسود والأبيض مما أفقدها بعض الواقعية لكن تبقى رواية كبرت ونسيت أن أنسى هي صدًى لما يردده الآخرين بأنَّ الطفل أو المراهق مصيره أن يكبر وينسى ما ألمَّ به، ينسى تنمّرَ زملاءه في المدرسة وظلم ذويه في البيت، ينسى جلّاده وحرمانه من أبسط حقوقه.. ينسى جفاف روحه وتشققها، لكن المفاجأة بأنّه لن ينسى، سوف تحفر فيه هذه التفاصيل طويلًا حتّى الإنهاك…

زر الذهاب إلى الأعلى