نبذة عن كتاب هكذا تكلم زرادشت

عندما بدأ نيتشة بتأليف كتابه الأشهر هكذا تكلم زرادشت قال بأنَّه سيكون أعظم كتاب يقدّمه للبشرية ولن يكتب شيئًا بعده وبالرَّغم من مرور قرابة المائة عام على كتابته ونشره إلّا أنَّه ما زال يحظى بمنزلةٍ عالية

وبآثار لا يستطيع أحدٌ إنكارها فقد جمع نيتشة في كتاب هكذا تكلم زرادشت الكثير من الأفكار الفلسفية  في مختلف مجالات الحياة لذا يُصنَّف هذا الكتاب ضمن قائمة أعظم مئة كتاب في البشرية، تلك القائمة التي تحوي الكتب المقدَّسة من ضمنها، ولا يخفى على أحد بأنَّ الكتاب ساهم في تغيير إيديولوجية بعض المجتمعات وظهورها أحيانًا فقد كان بعض الجنود في الحرب العالمية الأولى يضعونه في حقائبهم وارتكزت النّازية على تعاليم الإنسان المتفوِّق التي ذُكرت في الكتاب.

من هو زرادشت

استوحى نيتشة شخصيته المحورية في الكتاب من شخصية حقيقية وهو الفيلسوف الإيراني زرادشت الذي ولد وعاش في مناطق أذربيجان حوالي سنة 1500_650 قبل الميلاد وأسَّس الديانة الزرادشتية وقد ظلَّت تعاليمه وأفكاره منتشرةً في المنطقة حتى وصول الإسلام إليها.

كان زرادشت شخصيةً غريبة بدءًا من معجزة ميلاده بظهور شبحٍ في حقل والده وإعطاءه غصنًا من نبات الهوما المقدَّس الذي كان سببًا في حمل والدته به، كما تروي الأساطير القديمة لحظة قدومه والأحداث التي صاحبتها حتّى قال النّاس بأنّه النبي المُنتظَر.

ملخَّص كتاب هكذا تكلم زرادشت

قسّم نيتشة كتابه إلى أربعة أجزاء وجعله أقرب إلى رواية ملحمية تحمل أفكارًا فلسفية لكن بأسلوب شعري يتمحور حول الشخصية الرئيسية زرادشت.

كان الكتّاب بمعظم أفكاره موجهًا نحو تنمية الحضارة الأوروبية والاهتمام بحداثتها والابتعاد عن سيطرة الرأسمالية عليها، وقد بدأ الكتاب بفصول الإنسان المتفوِّق وهنا يظهر لنا تأثّر نيتشة بنظرية التطوّر فقد دعا ضمنيًا إلى هدم الأديان في سبيل تطوير جنس البشر وأنَّ النوع القادم هو الإنسان المتفوِّق الذي يأتي عن طريق مبدأ البقاء للأصلح والأكثر قوة.

أمّا الجزء الثاني من الكتاب فقد جاء شارحًا لفلسفة الأخلاق التي نالت نصيب الأسد من أفكار نيتشة التي بُنيت على ضرورة تفعيل الفضيلة دون انتظار الثواب عليها لأنَّ الفضيلة هي الثواب بحدّ ذاته. وقد بيَّن أنَّ الخير والشر نسبيان وضروريان بنفس المقدار فما تراه أنتَ خيرًا ربّما يكون شرًّا لغيرك والعكس صحيح.

الجزء الثالث من الكتاب كان للحديث عن المرأة التي ذمّها نيتشة وحذَّر منها وأكّد على أنّها مجرَّد لعبة للرجل ومهمتها الوحيدة هي الإنجاب وحفظ الجنس البشري.

في الجزء الأخير تحدَّث نيتشة عن الدّين الذي كان يدعو من بداية الكتاب إلى هدمه واستبداله بنظرية التكرار الأبدي فالإنسان لن يفنى وإذا صل إلى درجة الإنسان المتفوِّق فسيكون هو إله نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى