نصائح لتجديد الحب بين الزوجين

اذا كنتما زوجين تعانيان من برود عاطفي نتيجة عدة مشاكل بسبب حدة النقاشات و عدم التفاهم فنقدم اليكما مقال مذهل نتحدث لك فيه عن اهم النصائح لتجديد الحب بينكما.

246

ارتفعت في السنوات الأخيرة ، نسبة الطلاق وقد إمتلأت المحاكم بقضايا الخلافات الزوجية ،ويبحث المتخصصون في الشق الاجتماعي والأسري عن الأسباب والدوافع ، البعض يعدد هذه الأسباب كالتالي:

– أسباب إقتصاد
-إختلاف الثقافة بين الزوجين .
– تقصير أحد الزوجين في حق الفراش (العلاقة الحميمية ).
أيا كانت الأسباب والدوافع التي تسبب الشقاق ،لكنها لم تكن تسبب الشقاق و الخلاف في الأزمنة الماضية رغم وجودها عبر العصور ، لكن هناك أسباب زادت من نسبة الشقاق سنحاول سردها ومعالجتها منها:

1- أصبحت هناك شكوي من الكثيرين بأن المشاعر جفت ، فماهو سبب جفاف المشاعر بين الزوجين؟ رغم أن الأسر اليوم تعيش في مستويات إقتصادية لابأس بها ،وتمتلك متع الدنيا التي تعتبر عند البعض من الرفاهيات ،لكنها مع هذا تفتقر للسعادة ، وأضحت العلاقة بين أفرادها علاقة هشة جامدة لا روح فيها، وبالتالي فهي معرضة للتصدع والسقوط والانهيار.

الكل يعرف حقوقه وينسي واجباته ، ولاينظر للشريك الآخر واحتياجاته،كل شريك مشغول بأصدقائه ، حتي العلاقة الحميمة قد يؤديها البعض بأنانية لإشباع رغبته دون نظر لإحتياجات الطرف الآخر.

نصائح هامة لحل المشكلة:

1- لابد من رعاية الحب والعلاقة تماما كالنبتة أو البرعم الصغير، يحتاج إلي رعاية دائمة وإلي إرواء، ليعيش منتعشا ونضرا.

2- المعاملة بلطف ومودة ومراعاة للطرف الآخر ،ومايعترضه من ظروف ومشكلات سواء في العمل أو في الأسرة الخاصة بالشريك الآخر.

يجب أن يتلطف الرجل مع زوجته ، وأن يكون بينهما أوقات لاتخلو من مشاعر الصداقة والود والاحترام ، وأن يساند زوجته لتخطي الأزمات حيث يقوم بدوره كرجل يساند ويدعم ويقوي الزوجة .

3- عش الزوجية : نتذكر دائما أن نملأه بالأثاث الفاخر والمفروشات والشراشف باهظة الثمن ، وننسي أن نملأه بالحب والمشاعر الدافئة ، إرواء المشاعر والأحاسيس والعواطف ، تجعل كلا من الزوجين يتفاني في تحقيق السعادة ،وكلما كانت الحياة بسيطة وغير متكلفة كلما امتلكنا الحياة والسعادة .

4- بعيدا عن الحقوق المادية للزوجة وإكرامها وعدم جرح مشاعرها ، نحن هنا نؤكد علي الحقوق المعنوية التي تعمل علي إحياء مشاعر الحب والود بينهما ، كالحديث مع الزوجة بفكاهة وبساطة ومزاح في أوقات الراحة، مهما كان منصب الزوج أو مكانته في العمل أو في مجتمعه ،كذلك من المهم إدخال السرور والبهجة علي أهل البيت وعدم التجهم أو الغضب عند دخول المنزل .

5- يجب علي الزوج عدم تأنيب الزوجة أمام الغرباء أوتوجيه اللوم لها بكلام جارح ، أو البوح بأسرارها الدقيقة ،حتي لايوغر صدرها، وهذا يترك أثرا سيئا في النفس يتراكم بمرور الوقت ، خاصة إذا لم يقم الزوج بترضية الزوجة وعلاج المشكلة .

عش الزوجية هو الجنة وارفة الظلال التي يهرب إليها كل أفراد الأسرة من ضجيج الحياة ،لذا يجب أن يكون بالحب والمودة قويا حصينا ، لاتؤثر فيه الرياح ،بعمل الزوجين معا علي إنجاح هذه العلاقة.

علامات تدل على انهيار العلاقة بين الزوجين

– عند تحول الخلافات بينكِ و بين زوجكِ إلى نزاعات شديدة القسوة و العنف فلا تهملي هذا الأمر مثل الخلافات المالية فهي لا تتعلق فقط بالصرف و الإدخار بل ترجع إلى وجود علاقة نفسية مع المال نفسه، فكثير من الأشخاص يرون المال على أنه المانح الأكبر للشعور بالأمان و الحماية و السعادة، فعن طريق شراء الإحتياجات فإن السعادة و المعنويات ترتفع.

– إذا كانتِ الخلافات تستمر و تتواصل بشكل مستمر و الشعور بالغضب من الطرف الآخر يزداد فهذا نذير سيء يجب التعامل معه على الفور لأن هذه الخلافات تتسبب في فقدان الثقة بين الزوجين و لذلك إحرصي على الصراحة مع زوجكِ و أخبريه بما يزعجكِ حتى تتعاملا معه بشكل صحيح.

– إذا وجدتِ أن ارتداء الثياب المثيرة أثناء النوم قد أنتهى و حل محلها أرتداء ملابس أخرى و تبدلت القيلولة و أصبحت هي الوقت الحقيقي للنوم فهذا معناه أن العلاقة أصبحت في خطر و لذلك يجب بث الرومانسية على العلاقة بينكِ و بين زوجكِ فاذهبا للعشاء خارجاً أو لعطلة في مكان محبب.

– إذا كانت تحدث السخرية بشكل مستمر من تصرفات الشريك أمام أصدقائه و معارفه فهذه الطريقة تلجأ إليها بعض الزوجات للرد على شيء بدر من الزوج لذلك يجب الحذر من قيامه فيما بعد برد فعل على ما ترتكبينه.

– إذا كنتِ تحملين زوجكِ مسؤولية الأموال فهذا أمر خاطئ لأن الرجل ليس مجرد مصرفاً للنقود أو شخص يجلب إليكِ الأموال فلو قلت النقود لا تلقي بكامل المسؤولية عليه فيجب أن تكون الشراكة بينكما في أوقات الضيق كما هي في أوقات الفرج.

– إذا وجدتِ أن أسلوب الرد على الهجوم أصبح دفاعياً ثم تحول إلى هجوم مرة أخرى كما يمكن أن يكون الدفاع عن طريق الإعتذار وعدم الموافقة أو التجاهل أو تمثيل دور الضحية و لعلاج هذا أظهري تعاطفكِ مع الأزمة التي يمر بها زوجكِ و شاركيه فيها بكل جوارحكِ.

واخيراً لا تضعي سناً معيناً للزواج و لا تجعليه ضرورياً لأن هذا يتسبب في زواجكِ من الرجل الخطأ الذي لا يتناسب معكِ.

نصائح لتجديد الحب بين الزوجين

الهدايا

شراء الهدايا المناسبة وتقديمها في الوقت المناسب وبطريقة جديدة من الأمور التي تساعد على تجديد الحب بشكل رائع، لذلك قومي باختيار هدايا مناسبة لتقدميها لزوجك بين فترة وأخرى لتحافظي على السعادة بينكما.
مدح الزوح

يفضل كل منا أن يشعر الطرف الآخر من العلاقة بالرضا عنه وعن تصرفاته، لذلك قومي بالثناء على تصرفات زوجك طوال الوقت ولا تشتكي منه فالشكوى تتسبب في بعض المشكلات بين الزوجين، أما الثناء والمدح سيتسبب في تصرف الزوج بشكل أفضل لبقاء الصورة جيدة، فعلى سبيل المثال ينصح خبراء علم النفس النساء الاتي يشتكين من بخل أزواجهن بعدم ذكر كلمة بخل وإنما الثناء على كرم الزوج للحصول على ما يرغبن به.
المشاركة

بالتأكيد ستشعرين بالسعادة حين تشاركين زوجك إحدى الهوايات أو الأعمال، كذلك الأمر بالنسبة له، لذلك احرصا على أن تتشاركا الأعمال والهوايات، فهذا الأمر سيقرب بينكما وسيظهر مواقف لطيفة يمكن استغلالها للتعبير بصدق عن مشاعر الحب بينكما، وإذا كان زوجك من أصحاب الأعمال الخاصة يمكنك أن تستغلي تلك الفرصة، وذلك عن طريق أن تطلبي منه أن تساعديه في إدارة المشروع الخاص به في وقت فراغك ويمكن بهذه الطريقة أن تزيدي من عدد الساعات التي تقضينها معه أو اقضيا سهرة لطيفة كأن تقومي بتحضير جلسة لمشاهدة فيلم رومانسي، سيزيد ذلك الأمر من حب زوجك لكِ وتعلقه بك.
أوقات الأزمات

يحتاج الرجل للزوجة التي تقدر معنى الوقوف مع زوجها في أوقات الأزمات وعدم التخلي عنه، إذا لاحظ زوجك استعدادك للوقوف بجانبه وقت الأزمات سيزيد من حبه لكِ وتعلقه بكِ.
التشجيع

تشجيع الزوجة لزوجها ليحقق نجاحات مهنية وحياتية يزيد من حبه لها، لذلك احرصي على تشجيع زوجك ليحصل على نجاحات مهنية وحياتيه من خلال التشجيع اللفظي أو توفير منزل هادئ للعمل على تطوير ذاته وقدرتها.

فوائد صحية و نفسية للعناق بين الزوجين

– يفيد جهاز المناعة نظراً لأنه يحفز الغدة المسؤولة عن إنتاج كريات الدم البيضاء نتيجة الضغط الخفيف الذي يحدث على صدري المتعانقين مما يولد شحنات عاطفية تساعد هذه الكريات على تأدية وظيفتها بكفاءة مما يساهم في حماية الجسم من الإلتهابات.

– يساهم في نجاح العلاقات بين الناس لأنه يجعل الشخصين قريبين من بعض جسمانياً و لذلك ينصح أخصائيو العلاقات الزوجية الأزواج الذين يعانون من المشكلات بأن يتعانقا.

– يساهم في تخليص المتعانقين من التوتر لأنه يعمل على منح الراحة و الإسترخاء للجسم و العضلات كما إنه يخفف من الآلام التي تصيبهما في نفس الوقت و يجعل الجهاز العصبي متوازناً مما يعمل على جعل الحالة النفسية أفضل.

– يجعل الصحة النفسية أفضل لأنه يساعد الجسم في إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعرف بين العامة بأسم هرمون الدلال و هو الذي يساهم في منح المتعانقين الدفء و الحنان و يؤدي هذا إلى تحسين الروابط بينهما و تنمية الثقة و يجدر الإشارة إلى أن هذا التأثير الإيجابي لا يكون موجوداً حينما يتعانق شخصان غريبان عن بعضيهما أو لا توجد ألفة بينهما.

– العناق بين الزوجين قبل نومهما يزيد من المشاعر الإيجابية بينهما وتجعلهما يقتربان من بعضيهما أكثر ويكونان أكثر قدرة على الفهم و الإستيعاب.

– يزيد العناق من إفراز الجسم لهرمون السعادة و الذي يمنح المتعانقين الإسترخاء و الراحة والنوم الجيد كما إنه تجعل الشخصين أكثر قدرة على التفكير بشكل إيجابي و تمنحهما شعوراً غامراً بالسعادة و تقلل من العصبية و القلق و التوتر.

– يزيد من الرغبة في العطاء و يخلص المتعانق من الشعور بالأنانية فعن طريقه تبدأ مرحلة العطاء بين الزوجين و تبادلان مشاعر السعادة و الأمان و مزية هذا الأمر أنه مجاني لا ينبغي دفع مقابل مادي له و في نفس الوقت يمنح أحاسيس و مشاعر لا تقدر بثمن.

– التلامس الذي يحدثه العناق بين الزوجين حتى لو لم يكن تلامساً مثيراً يعمل على زيادة إفراز هرمون الدوبامين و لذلك ينصح المتخصصون الأزواج الذين يعانون من البرود الجنسي بزيادة التلامس بينهم لأن الشعور الذي يخلقه العناق و ملامسة الأيادي تساهم في زيادة الشعور بالأمان و يزيد من الرغبة.

– يساهم في خفض معدلات الضغط المرتفع فعند معانقة شخص محبوب يدفع هذا الجسم إلى زيادة إفراز الأوكسيتوسين المهم من أجل المحافظة على معدلات ضغط الدم.

طرق ونصائح فعالة لعلاج البرود العاطفي بين الزوجين

أسبابه :
– غالبية النساء يكتمن الحقيقة في كثير من الأحيان نظراً لأن هذه طبيعتهن التي تجعلهن يكذبن أو لأنهن يخجلن من قول الحقيقة لسبب أو لآخر.

– تبدأ بعض الضغوطات و الأزمات الاقتصادية تمر بالأسرة بعد إنجاب الأطفال و التي تغير سلوكياتهما معا.

– وجود جرح قديم من خلال أمر فعلتيه قديماً مع زوجكِ لم يستطع أن ينساه و يحاول أن يحمي نفسه منكِ مما يجعله يكتم مشاعره و لا يبوح لك بها مرة أخرى كي لا تجرحيه من جديد.

– عدم التواصل بينكما بشكل جيد نظراً لخوف كللاكما من ردة فعل الآخر.

– العلاقة الحميمة بينكما لا ترضي أحدكما كأن يكون زوجك عاجزاً عن تلبية رغباتك أو العكس و قد يكون ذلك بسبب الشعور بالإحباط او لعدم وجود ثقافة جنسية صحيحة.

العلاج :

– إعملي على كسر الرتابة بينكما و غيري من نمطكما في المعيشة فاخلقي أفكاراً جديدة كأن تقوما برحلة أو تخرجا للعشاء خارج المنزل أو أن تغيري من مظهركِ و طريقة إرتدائكِ لملابسكِ أو تقومي بإعداد عشاء رومانسي على أضواء الشموع أو أن تسترجعي مع زوجك ذكريات زواجكما السعيدة.

– إحرصي على أن تحصلي و زوجكِ على تغذية سليمة و صحية لأن هذا الأمر احد أسباب البرود العاطفي بينكما لذلك إحرصي و زوجكِ على تناول الأسماك و الطيور و اللحوم و فيتامين أ الذي يساعد على النمو و فيتامين ب الذي يقوي الأعصاب و فيتامين هـ الذي ينقي الدم من سمومه و فيتامين د الذي يحتوي على الفسفور و كذلك الفواكه و الخضروات الطازجة التي تقوي العلاقة الحميمة.

245

– أخبريه عن حبك بطرق عديدة كأن تقوليها له مباشرة أو تكتبي بطاقات تتركيها في الأماكن التي يوجد فيها.

– اعملي على تلافي السلبيات التي توجد فيه و ركزي على إيجابياته.

– لا تهملي العلاقة الحميمة بينكما فهي أكثر شيء يتسبب في تدمير علاقتكما معا إن لم تسر على الوجه الأكمل كما أنها السبب الرئيسي في جعلكما تقتربان من بعضكما إن كانت تسير على النحو الصحيح.

مهارات التواصل الناجح بين الزوجين

1. على كل من الزوجين أن يفهم احتياجات شريكه ويسعى إلى إشباعها، فهدف التواصل هو تلبية احتياجات الطرفين، وبدون ذلك لا يمكن لعلاقة حقيقية أن تستمر، حتى لو ارتضى أحد طرفى العلاقة أن يكون الطرف الذى يقدم كل شيء، ولا يحصل على شيء.

2. اختيار الوقت المناسب للتواصل، وتأجيل التواصل إذا كان أحد الزوجين متعباً بدنياً أو نفسياً أو منفعلاً.

3. الحرص على أن تكون توقعاتنا من شريك الحياة واقعية ومنطقية، وذلك من خلال فهم شخصية الطرف الآخر والاختلاف بين طبيعتى الرجل والمرأة.

4. التدرب على ملاحظة وتحدى الأفكار التلقائية، والتى غالباً ما تكون سلبية، ومضللة، وتظهر وقت الخلافات مما يؤدى إلى سلوكيات سلبية نحو الآخر، من الأفكار التلقائية الشائعة «أى محاولة سأقوم بها لتحسين العلاقة سيقابلها زوجى بالرفض».

5. المناقشة الموضوعية التى تنقل لكلا الزوجين وجهة نظر شريكه بوضوح، وقد ينتج تغيير قناعات وتصرفات أطرافها.

6. وضع كل طرف نفسه مكان الطرف الآخر.

7. التعبير عن المشاعر الإيجابية، مما قد يوقف دائرة الخلاف ويقلل من المشاعر السلبية.

8. التأكيد الدائم على أنكما فى سفينة واحدة، أهدافكما واحدة ومصلحتكما واحدة.

9. تقبل النقد والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه.

10- الاستماع للشريك والاهتمام بكل مايقول.

التدخل الخارجي بين الزوجين

هناك بعض العلاقات الزوجية التى تكون علي درجة جيدة من التوافق والتآلف بالرغم من وجود بعض السمات السلبية في شخصية أحد الزوجين، وذلك لأنة يوجد في سمات الطرف الأخر ما يقابلها من النقيض المناسب الذي يسمح بدرجة معقولة من التكيف بينهما، مثل أن يكون احدهما ضيق الأفق بينما الآخر بعيد النظر وحكيم، أو احدهما عنيد بينما الآخر لين، أو أحدهما سريع الإحباط بينما يتميز الآخر برحابة الصدر والقدرة علي التحمل، والأمثلة علي هذا كثيرة ومتعددة، المهم أن يكون لكل سمة سلبية في أحد الزوجين ما يقابلها ايجابياً في الطرف الأخر، والتي من خلالها يستطيع ان يتحمل شريكه في هدوء دون شعور بعبء أو معاناة.

بل أن الحياة الزوجية تقوم اساساً علي الاختلاف لا علي التماثل، وهو عندما يتم التعامل بين الطرفين بحكمه فيؤدى ذلك الي تجديد مناخ الزوجية ويفتح آفاقا جميلة تعود بالدفء علي تلك العلاقة المشتركة، لكن ماذا يحدث عندما تتفاقم تلك الاختلافات ويستفحل وضعها وتخرج عن دائر السيطرة؟ وهذا غالبا لايحدث الا عندما يتم التدخل الخارجي من قبل الغير، فهذا كثيرا ما يعرض العلاقة الزوجية للانهيار.

فالزوج العاقل والزوجة العاقلة هما اللذان يحيطان حياتهما بسياج من السرية المتكاملة ولا يتيحان لكائن من كان مجالاً لإقتحام اطارها، فالتدخل السيئ من اهل الزوج او من اهل الزوجة في أغلب الاحوال يؤدى الى تدمير الحياة الزوجية على المدى البعيد، وغالبا هذا التدخل يفشل لعدة اسباب منها :-

القصور فى فهم شخصية الطرف الآخر

– القصور في فهم شخصية الزوجين ولا شك أن الوعي بطبيعة الشخصيات وفهم ما هي تركيبتها وإدراك طريقة تفكيرها شرط جوهري لإحسان التعامل معها، فقد تكون مثلا شخصية أحد الزوجين تتصف بالعناد الحاد وهنا لابد من الإبتعاد عن مصادمتها ومواجهتها بشكل مباشر وإنما يتم التعامل معها بعد بذل جهد في تلطيف الأجواء وتهدئة الأوضاع وإمتصاص الإحتقان ومن ثم إعتماد طريقة ودية في التواصل.

ان فهم الشخصية ضرورة قصوى لأنه بناء على ذلك يتحدد نوع التعامل، فهناك فرق في التعامل بين الشخص الجاهل والعالم والأحمق والحكيم والحساس والبليد، هناك فرق في معاملة الزوج الذي لديه قدر كبير من الحب، والزوج الذي ليس في قلبه أي مساحة من الحنان لزوجته، وهناك فرق في التعامل بين الشخصية الناضجة المتزنة، والشخصية الفاقدة لتلك الصفات.

عدم السماح بسماع وجهات النظر الأخرى

– عدم وجود درجة كافية من الحياد، وعدم السماع من كلا الطرفين وانما الإقتصار في ذلك على طرف واحد سماع وجهة نظر واحدة لا يورث إلا تشويشاً في الصورة الذهنية وانطباعاً مرتبكا فاقداً للمنطقية، والعاقل هو من يحكم عقله فلا يسارع إلى الحكم على شيء إلا بعد التثبت والتأني والروية والسماع من كل الأطراف بينما الأحمق تقوده العواطف

إفشاء الأسرار

– أحيانا بعض الأسر لديها مهارة فائقة في إذاعة الخلافات والبوح بكل ملابساتها فيطلع على أسرارهم القريب والبعيد مما يفضي إلى استفحال المشكلة وتعدد أطرافها، مما يعيق بالتالي إمكانية توليد الحلول. إن ذلك النمط من الأوساط الأسرية التي تفشي الأسرار وتفتقد للحكمة في تعاملها تجعل الزوجة أو الزوج العاقل يحجم عن الإفصاح لهم، وأخيراً الزوجان العاقلان يبذلان أشد الوسع في تطويق الخلاف وتحجيمه وتقصير مدته وتجفيف منابعه وتضييق دائرته وعلاجه من غير الحاجة إلى التدخل الخارجي الذى قد يؤدى الى تفاقم المشكلة أكثر من حلها.

نصائح سحرية لتفادي النقاش الحاد بين الزوجين

– يجب الحفاظ على هدوء الأعصاب:

فعندما لا يستطيع الطرفان السيطرة عليها فالواجب ألا يفقدا هدوءهما و على الرغم من صعوبة هذا الأمر إلا أنه غير مستحيل و عند الشعور بالرغبة في التفوه بالألفاظ السيئة و الصياح عليهما أن يبتعدا عن بعضهما حتى يستطيعا إستعادة الهدوء و إستجماع الأفكار لإيجاد طريقة أكثر هدوء في التعبير.
– لا يجب الصمت عن الكلام:

فبعض الأزواج عندما يواجهون مناقشات حادة يقوم أحدهما بالصمت عن الكلام نهائياً و هذه الطريقة ليست صحية و خاطئة جداً لأن الشخص الآخر سيزداد فقدانه لأعصابه و قد يرتكب أمراً أكثر سوء لذا يجب على من أختار الصمت أن يتكلم و لو قليلاً لكن لا يقوم بتجاهل الطرف الآخر و الهروب من الموقف عن طريق صمته.
– تجنب المشاجرة علنياً:

فلو شعر أحد الزوجين بأن هناك نقاشاً حاداً سينشب مع طرفه الآخر أمام أناس آخرين فعليه أن يتوقف نهائياً لأن الشجار علنياً سيقوم بإحراج أحد منهما و جرح مشاعره فيجب تأجيل المناقشة عندما يكونان بمفردهما حتى لا تخرج منهما كلمات قد تسيء لهما أمام الغرباء عنهما.
– تجنب إستعادة المناقشات القديمة:

فلو شعر أحد الزوجين بالإستياء من أمر قام به الطرف الآخر فيجب أن يقوم بالتعبير عنه بدون إستعادة مناقشات قديمة حدثت و أنتهت لأن إستعادة خلافات قديمة قد تزيد من سوء الأمر و لن تنفع أياً منهما لذلك فالتركيز على المشكلة الحالية هو الأفضل.
– تجنب إنتقاد الطرف الآخر:

فلا يجب الهجوم عليه و وصفه بصفات يعجز عن الرد عليها فإستخدام الأوصاف السيئة ستزيد الأمر سوء و قد تضع حواجز بين الزوجين و ما ينصح به هو التعبير عن الشعور الفعلي بدون إنتقاد الطرف الأخر و قد يستجيب لهذه الطريقة أكثر.
– إعطاء كل طرف الحق في التفكير:

حتى يستطيع إختيار الرد المناسب الذي يجعله مستريحاً و لا يجب أن يقوم طرف بمحاولة فرض رأيه و طريقته على الطرف الآخر.
– ضبط النفس:

حتى مع طرح أحد الزوجين لرأي لا يعجب طرفه الآخر فيجب التحكم في الإنفعال و المحافظة على الهدوء قدر الإمكان.
– البحث عن نقاط مشتركة:

فيجب أن يقوم أحد الطرفين بتقريب وجهتي نظرهما و محاولة الإبتعاد عن نقاط الخلاف و التي ستؤدي إلى زيادة المشاحنات بينهما.

الاحترام المتبادل بين الزوجين مفتاح السعادة الزوجية

الاحترام بين الزوجين فن وموهبة لدى الكثيرين، حيث يساعد في تحقيق حياة زوجية سليمة ومستقرة بالنسبة لهم ولأبنائهم.
ومن هذا المنطلق تدعو الأبحاث والدراسات التي أُجريت في الجامعات العربية، كل الزوجات لإبراز الاهتمام بكل صوره تجاه الزوج، وكذلك الإطراء على أعماله.

كذلك تقدير واحترام الزوجة، وما تبذله من جهود مضنية لإسعاد أسرتها، يعمل بالأساس لتحقيق السعادة في هذا المجال.
وعند مناقشة الموضوع بين الأزواج والزوجات، أكدوا أنه في كل يوم يزداد فيه الاحترام المتبادل بين الزوجين، تزداد بالتبعية حقيقة وواقعية المودة والرحمة بينهما في إحدى أهم صورها ومظاهرها.

الاحترام بالتبادل لا التفاضل

لكن بالبحث في هذا المجال، نجد أن الاحترام فضيلة منسية، حيث يتعامل معظم الأزواج مع زوجاتهم بطريقة غير لائقة، وتتطور فيما بعد لأسوء وضع يمكن أن يتوصل إليه زوجان تحت سقف واحد، من المفترض أن يسود بينهما مشاعر التواصل والمودة والرحمة، وما أجمل أن يكون بالتبادل لا التفاضل بين الزوجين، وأجمل منه وأعلى وأسمى عطاءا، أن يكون الحب صادقا ونابعا من قلب محب لا ينتظر المقابل.

وتقول الباحثة في هذا المجال (العلاقات الزوجية) أن مظاهر الاحترام المتبادل بين الزوجين كثيرة، وقاسمها المشترك مراعاة المشاعر، فمنها: (مظاهر داخلية) بين جدران عش الزوجية، من خفض جناح، ولين جانب، وحسن إنصات، وأدب في الحوار، وتحفظ من إظهار حدة أو شدة أمام الصغار، حيث إن مراعاة وجود الصغار بين الزوجين يجب ألا نغفله، حتى لا يترك الشجار أثرا سيئا على نفسية الصغار.

ومنها (مظاهر خارجية) ومثال ذلك حسن الخلق وكرم النفوس، لدرجة لا نرى الزوجة مثلا تذكر زوجها في مجالس النساء إلا بخير، ولا تراه يذكرها بِدوره لدى الآخرين في مجالس الرجال إلا بخير؛ فإذا اجتمعا في مكان واحد مثل بيت عائلة أحدهما أشرق الاحترام من كل منهما للآخر في أبهى صورة.

ومن أهم الأشياء الواجب مراعاتها، والتي تكتمل وجهة نظر الاحترام المتبادل بين الزوجين، هو حفظ غيبة كلا الزوجين للآخر، في المال والنفس والعرض والأولاد، لأن المسئولية متبادلة أيضا بينهما.

وحول الاحترام المتبادل بين الزوجين، يجب أن يحيط كلا منهما الآخر بمشاعر الحب والإحترام، أمام الغرباء، وأن يكون في المقدمة من حيث الاهتمام، وأهم شخصية في الحاضرين، عندمايكون هناك حفلات عائلية، أو تواصل بين الأقارب، حيث يؤكد ذلك مشاعر الود المتبادل بين الزوجين، مما يحفظ حياتهما في إطار من السعادة الدائمة.

الاحترام في الأماكن العامة

يؤكد الباحثون في مجال العلاقات الأسرية، على ضرورة أن يقوم الاحترام والتقدير على أساس متبادل، لأن الاحترام مطلوب من الزوجين تجاه بعضهما البعض، لأنه يحفظ كرامة الزوجين ويرفع من شأنهما، وهذا يستلزم أيضا تعويد الأبناء على احترام والديهما، إضافة إلى احترام أفراد الأسرة داخل وخارج المنزل.
مودة واجبة

لابد أن يدرك الزوجان أيضا، أن أهل كل زوج هم جزء لا ينفصل منه، والحب والتواصل معهم وإعطاؤهم حقوقهم، هو احتياج نفسي وإنساني، كما هو احتياج ديني، ولا بد لمن يريد أن يراعي شريك حياته ويساعده على أداء واجباته نحو أهله أن يحترم هو أهله، أي يحترمهم باللفظ والإشارة والمجاملة والمساعدة والزيارة وتفقد أحوالهم، وسواء يستطيع المساعدة في أداء هذه الواجبات أو مجرد مساندة الطرف الآخر وإتاحة الفرصة له لأداء هذه الواجبات، فلا بد أن نعرف أن هذه مساحة مهمة جدا، مهما كان مستوى الأهل المادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو سلوكهم وتصرفاتهم.

الحياة الزوجية بدون إحترام هي والعدم سواء

لا يختلف اثنان على أنه لا حياة زوجية من دون احترام متبادل، فكلمة الاحترام في حد ذاتها تعد قيمة لابد من الحفاظ عليها ومراعاتها بغض النظر عن الحب أو الظروف أو الإمكانيات أو أي شيء، فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا هي حياة ولا هي زوجية ولا يمكن أن تستمر.

ومن المهم أن نعلم أنه إن احترمت الزوجة زوجها أمام أسرته وأسرتها فهذا من شأنه أن تكبر حتما في نظر زوجها والعكس صحيح.

لأن إحترام المشاعر وضرورة احترام الزوج بين الناس يؤدي إلى استقرار حياتهما الزوجية، كما يجب أن يطيب كل منهما خاطر الآخر عند حدوث خلاف، من خلال المديح والثناء، حتى تعود الحياة بين الزوجين كما كانت، وألا نترك الخلاف والمشاحنات تكبر فتتعقد المشكلة أكثر، فالذكاء الزوجي الذي يجب أن يكون هنا هو كسب الآخر باحترام بلا انفعال، وذلك من خلال لباقة الحديث، وفن الحوار.

نصائح لتخطي الغضب والخلافات بين الزوجين

1. حس الدعابة

من المهم الحفاظ على حس الدعابة داخل المنزل والتعامل مع المشاكل والتعبير عن الأخطاء بسلاسة كبيرة تخفف من الغضب وتطري الأجواء بين الزوجين.
2. أخذ فترة إستراحة

حين يشعر أحد الزوجين بالغضب الشديد، يمكنه أخذ إستراحة صغيرة لدقيقة أو إثنين للتفكير جيداً وعدم التسرع وتفادي جرح مشاعر شريكه. فالتحدث بسلبية في ساعات الغضب قد يفاقم المشاكل الصغيرة ويؤدي إلى تباعد وتنافر بين الزوجين.
3. الإعتراف بالخطأ

يؤكد المتخصصون في هذا المجال بأن الإعتراف بالخطأ والتعبير عن الأسف من دون الشعور بالخوف من ردة فعل الشريك قد يساهم في حل المشاكل والتقليل من الغضب على الرغم من أن الكثيرين يجدون صعوبةً في تحقيق ذلك. فالمصارحة بين الشريكين تساعد في تمتين العلاقة بينهما وبناء الثقة والتفاهم.
4. النوم في غرفة واحدة ولو في حال الغضب

في حال وجود مشاكل كبيرة، من الأفضل أن ينام كلّ من الزوجين في مكان في الغرفة نفسها مما يسمح لهما بأخذ قسط من النوم والراحة، وفي الوقت نفسه التفكير وأخذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بمشاكلهما.
5. تجنب الأمور المزعجة

يشعر الزوجان في بعض الأحيان بأن الكلام قد يزيد من المشاكل غير الضرورية بينهما ويسبب في إبتعادهما عن بعضما البعض. وفي هذه الحالة، يساعد التقارب الجسدي والشعور بمحبة كل منها للآخر في حل المشكلة بينهما.
6. تحديد الأولويات

غالباً ما يواجه الزوجان مشاكلاً نتيجةً لإختلاف وجهتي نظرهما حيال العلاقة بينهما. لذلك، يتوجب عليهما تحديد الأولوية والعامل المشترك بينهما وهو الزواج والتركيز على العناية بزواجهما بالطريقة المناسبة. فالخلافات العائلية قد تكون بسيطة مثل طرق تقسيم العمل داخل المنزل.
7. بناء الصداقة

يقول الكثير من الأزواج بأن الصداقة تزيد من قوة العلاقة بينهما وتساعدهما على الحفاظ على علاقة سليمة وتساعد على تخطي المشاكل ومواساة بعضهما.
8 عدم توقع المستحيل

لا يتوجب على الشريكين التوقع من الآخر تغيير سلوكه أو طريقة تفكيره. لذلك، من الضروري وجود صراحة بين الشريكين والتعبير عما يزعج كلاً منهما. فالجميع يرتكب الأخطاء. وإذا لم يستطع أحد الشريكين تقبل أخطاء الآخر، فيفضّل إتخاذ قرار حاسم فيما يتعلق بعلاقتهما.

وكما نعلم جميعاً ما من شيء مثالي في الحياة. فالحياة مليئة بالمشاكل ولكن الهدف في النهاية يكمن في تخطي المشاكل والحفاظ على علاقة متينة وقوية ومواجهة كل الصعاب بغية الحفاظ على الحب الذي يجمع بين الشريكين.

244

زر الذهاب إلى الأعلى