نظام غذائي يساعد على التخلص من السرطان بشكل أسرع

قالت مجلة Nature، إن النظام الغذائي” الحمية الكيتونية”، يحسن عمل الدماغ والعضلات، ويساعد أيضا الأدوية المضادة للسرطان على تدمير الأورام بشكل أسرع.

وجاء في مقال لمجموعة علماء، من مركز ماير للسرطان في نيويورك، بقيادة بنيامين هوبكنز:”مثل هذا التأثير الناجع للحمية الكيتونية، على نتائج العلاج الكيميائي، يجعلنا نفكر، كيف تساعد بعض التقاليد العلاجية- مثل قطّارة( سيروم) الجلوكوز، وتناول الأطعمة الغنية بالسكر، أو أدوية الجلوكوكورتيكويد، على صمود مرضى السرطان”.

وما يسمى بـ” الحمية الكيتونية”، ينتشر بسرعة اليوم، بين محبي اللياقة البدنية والرياضة. ويتميز هذا النظام الغذائي عن المنظومات الغذائية الأخرى، بأن مصدر السعرات الحرارية الرئيسية فيه، ليس في النشويات بل في الدهون والبروتينات. وهذا التغيير يجبر الدماغ والأعضاء الأخرى في الجسم على عدم استخدام الجلوكوز، بل الأحماض الدهنية والكيتونات كمصدر رئيسي للطاقة.

ويجبر هذا النظام العضلات وخلايا الدماغ على الانتقال للعمل وفق نظام خاص مميز “لتوفير الطاقة”، ما يجعل العضلات أكثر قدرة على التحمل والدماغ أكثر مقاومة للشيخوخة.

لهذا السبب بالذات، تنتشر ” الحمية الكيتونية”، بشكل خاص اليوم بين راكبي الدراجات والعدائين في الماراثونات وممارسي أنواع الرياضة الأخرى التي تتطلب القدرة على التحمل.

وعثر هوبكنز وزملاؤه، على استخدام جديد غير متوقع لهذه الحمية، وذلك خلال دراستهم لسلوك الخلايا السرطانية التي تولدها إحدى الطفرات الأكثر شيوعًا – وهي التلف في جين PI3KCA. هذا المقطع من الحمض النووي، مسؤول عن نقل جزيئات الإشارة المختلفة داخل الخلايا، ويتسبب تلفه “بإعادة برمجة” هذه الجزيئات، ويجعلها تنشطر باستمرار.

وأكتشف العلماء مؤخرا، أن مستوى نشاط PIK3CA، يتعلق بمقدار كمية الأنسولين والجلوكوز الموجودة في الخلية – فكلما زادت كمية الهرمون كلما أصبح هذا الجين أكثر نشاطًا. ودفع ذلك مجموعة العلماء، إلى الاستنتاج بأن كبح وتطويق عمل هذا الجين، والبروتين المصاحب له يمكن أن يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الكيميائي. ولكن تأثير المواد الكابحة لعمل PI3KCA كان مؤقتا – لعدة ساعات فقط. وحدث ذلك لأن رد فعل الجسم على هذه المادة، تلخص في زيادة إنتاج الأنسولين والجلوكوز وهو ما جعل خلايا الجسم “تتجاهل” جزيئات الدواء. وتم التغلب على هذه المشكلة عن طريق استخدام الحمية الغذائية المذكورة أعلاه مع دواء Gliflozin وسمح ذلك بالتخلص من كل العوارض الجانبية السلبية التي رافقت عملية كبح عمل PI3KCA.

في القريب العاجل، سيقوم بنيامين هوبكنز مع زملائه بتنفيذ اختبارات سريرية على البشر للتحقق من فعالية وآمان هذه الطريقة بمكافحة الأورام ومرض السرطان لدى الإنسان.

المصدر: نوفوستي

زر الذهاب إلى الأعلى