هذه الحميات الغذائية قد تكون من أسباب مرض السكري.. تجنبها

معظم الحميات الرائجة تعد بخسارة الوزن خلال فترة زمنية قصيرة وهكذا وعود عادة تأتي على حساب صحتك. 

مشكلة مصطلح «حمية» يكمن في واقع أنه حل مؤقت، أي أن الالتزام بحمية مهما كان نوعها سيؤدي إلى خسارة الوزن، ولكن عند الانتهاء منها فالغالبية تعود للنظام الغذائي السابق والعادات السيئة السابقة. وعليه أي شخص يسعى لخسارة الوزن عليه أن يتحول نحو «نظام غذائي صحي»، ويجعله أسلوب حياة وليس مرحلة مؤقتة. 

المشكلة التي ترتبط بغالبية الحميات الرائجة هي أنها تستثني مجموعات غذائية كاملة، وهذا الاستثناء له أضراره الصحية. واحد من  هذه الأضرار هو مضاعفة نسبة الإصابة بالسكري. 

فما هي الحميات الرائجة التي تضعكم أمام خطر الإصابة بالسكري؟ 

الحميات الخالية من الغولتين 

الحميات الخالية من الغولتين تستثني البروتين غولتين الذي يوجد في القمح، الشعير والجاودار وغيرها من الحبوب. الحميات هذه مخصصة لمن يعانون من مرض الالتهابات الهضمية وداء الزلاقي أو الداء البطني المعروف بحساسية القمح. ولكنها راجت كثيراً خلال الفترة الماضية كوسيلة لخسارة الوزن. 

بداية الأطعمة الخالية من الغولتين لا تحمل أي فائدة صحية للأصحاء ولا تساعد على خسارة الوزن بل قد تؤدي إلى كسب كليوغرامات إضافية. وهذا مصدر الخطر الأول لرفع نسبة الإصابة بالسكري. المشكلة الأخرى هي أن هذه النوعية من الأطعمة تحتوي على كميات أقل من الألياف؛ ما يجعلها جافة وغير مشبعة فيصار إلى التعويض من خلال تناول أطعمة تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون. 

الحمية هذه تستثني وبشكل كلي الحبوب الكاملة، وبالتالي هناك خيارات اللجوء إلى الكربوهيدرات المعالجة التي تخلو من الألياف والمواد الغذائية الأساسية والفيتامينات والمعادن والمغذيات النباتية. الحميات الخالية من الألياف تزيد من نسبة اإستهلاك الأطعمة التي تتسبب برفع نسبة السكر في الدم، وبالتالي رفع نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني. 

حمية الكيتون 

هذه الحمية تحد من كمية الكربوهيدرات المستهلكة، وكما هو معروف الكربوهيدرات هي «الوقود» المفضل للجسم؛ من أجل الحصول على الطاقة. الهدف من هذه الحمية هو حث الجسم على حرق الدهون عوضاً عن الكربوهيدرات من أجل تزويد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها. حمية الكيتون  تشجع على تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى رفع نسبة الدهون الثلاثية. هذا الارتفاع يساهم في الإصابة بمقاومة الأنسولين والذي بدوره يمهد الطريق للإصابة بمرض السكري. 

المشكلة الأخرى التي تتعلق بحمية الكيتون هي أنه وفي حال لم يتم احتساب السعرات الحرارية بدقة بالغة فإن من يعتمدها لن يختبر أي خسارة في الوزن بل على العكس تماماً سيختبر زيادة ملحوظة في وزنه. وكما هو معروف الوزن الزائد يساهم في رفع نسبة الإصابة بمرض السكري. مشكلة إضافية تفرض نفسها هنا وهي أن هذه الحمية لا تحتوي على الأطعمة الغنية بالألياف والموجودة في الحبوب كالعدس والقمح وغيرها، وكما ذكرنا أعلاه في الحمية الخالية من الغلوتين، النظام الغذائي الذي يتضمن كميات قليلة من الألياف يساهم برفع نسبة السكر في الدم. 

حمية باليو 

حمية باليو تعرف أيضاً باسم حمية العصر الحجري، وهي تقوم على عادات الأكل التي كان أسلافنا يعتمدون عليها خلال العصر الحجري؛ حيث كانوا يتناولون ما يقومون باصطياده بالإضافة إلى الثمار والبذور المتوفرة. وعليه فهو يشجع على تناول كميات كبيرة من اللحوم ويمنع تناول منتجات الألبان والحبوب الكاملة. رغم أن هذه الحمية تمنع تناول الأطعمة المعالجة، وهذا أمر جيد، ولكنها أيضاً خالية من الألياف والمواد الغذائية الضرورية للجسم. يضاف إلى ذلك أنها قائمة على تناول البروتينات الحيوانية وبكثرة ما يعني أن كمية الدهون المشبعة ستكون في ذروتها. النمط الغذائي هذا هو طريق مختصر وسريع للإصابة بالسكري. 

ولكن هناك مقاربة أخرى يمكن من خلالها استغلال هذه الحمية للوقاية من السكري وهي التقليل من نسبة اللحوم والإكثار من الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف ضمن ما هو مسموح في حمية باليو. 

حمية الشاطئ الجنوبي (ساوث بيتش) 

حمية ساوث بيتش الشهيرة تعتمد على نظام قليل الكربوهيدرات وعالي البروتينات، وهي تتم وفق ٣ مراحل. المرحلة الأولى تمتد لأسبوعين يتم فيها عدم تناول النشويات والسكريات البسيطة من أرز ومعكرونة وفواكه وغيرها، والتركيز على الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية والنباتية. المرحلة الثانية هي تناول ما كان ممنوعاً خلال المرحلة الأولى، أما الثالثة فهي اعتماد نظام صحي غير صارم. 

هناك عدة نقاط خلل في هذه الحمية من شأنها أن تضاعف مخاطر الإصابة بالسكري، وهي أنه خلال المرحلة الأولى فإنه يتم زيادة استهلاك كميات البروتينات على حساب الكربوهيدرات. وبالعودة إلى ما تحدثنا عنه أعلاه، رفع كمية البروتينات المستهلكة يضاعف مخاطر الإصابة بالسكري، كما أن التقليل من الكربوهيدرات يقوم بالأمر نفسه. في المرحلة الأولى الجسم سيعاني حكماً من نقص في عدد من الفيتامينات والمعادن. الحمية وبمراحلها المختلفة لا تتضمن كميات كافية من الألياف، وعليه فإن التعويض سيكون بأطعمة ترفع من نسبة مقاومة الأنسولين الذي يمهد للسكري. 

زر الذهاب إلى الأعلى