هذه مسيرة “قذافي الخليج”.. عقدة النقص والطيش عنوان حكمه!

لم يتوقع الإعلامي القطري جابر الحرمي، أن ما خَطَّتْه أصابعه من تغريدة تتحدث عن بر الوالدين والنجاح ستكون عبئًا عليه وتجعله مادة ساخرة؛ حيث أبرز هذا الطرح المتناقض ما قد يعرض لمثل ما حدث مع رئيس مجلس الوزراء عبدالله بن ناصر، الذي أطيح به بعدما أبدى قلقه من تغلغل الأتراك في مؤسسات الدوحة؛ حيث وجد نفسه خارج الملعب مطروداً من منصبه، إرضاءً للحاكم الفعلي “السيد الأردوغاني”. وكتب “الحرمي” مُنظراً جازماً أن بر الوالدين مقرون بالنجاح، وقال: “شقيقان لا يفترقان: بر الوالدين.. والنجاح.. نحرص على الثانية.. وننسى الأولى”. ورغم أن مثل هذه الحِكَم لا غبار عليها، إلا أنها لم تفت المغردين؛ حيث شهدت سيلاً من التعليقات تجاوزت الـ٧٠٠، فهل تلتقطها “الجزيرة” وتتناولها أم لا “لأن المخرج مش عاوز كده”.! كما يقال عندما يلتزم الممثلون بتوجيهات مخرج المسرحية.

ومثل هذه الكلمات المختصرة التي أراد بها الوعظ “التويتري” المزيّف، كما هي عادت الإعلاميين القطريين والمستأجرين من العرب؛ تعكس واقع إدارة الحكم في قصر الوجبة القطري، فقد ورث تميم العرش من والده حمد بن خليفة الذي سيطر على الحكم بانقلاب أبيض، وطارد والده خليفة بن حمد بالإنتربول حتى مات منفياً. وإن كانت هناك مراحل للعقوق فهذه أكبر درجاته، فجمع “قذافي الخليج” كما يسمى بين الخسة والعقوق؛ لأنه لم يكتفِ بإزاحة والده بل لاحقه بالإنتربول؛ مما يعكس حجم الأحقاد الموغلة في صدره، والتي ألقت بظلالها على كيفية إدارته للحكم.

ومنذ الإطاحة بوالده دأب بمحاولة تمزيق الوطن العربي بدايةً من جيرانه دول مجلس التعاون الخليجي، عبر إشاعة الفوضى والتخريب وتهييج الشعوب، واستمر بنفس النهج حتى انفجر بركان الربيع العربي؛ فدعم هذا المشروع بقوة بالسلاح والإعلام والمال؛ ظناً منه أن هذا السيل سيصل للشعوب الخليجية، لكنه صُدم بتضامن وتكاتف هذه الشعوب مع حكامها، لكن ظلّ على طيشه حتى اقترحت الدول المتأذية “التقفيل” على دوحته حتى يعتزل سفهه. واليوم، نلمس فشل السياسية القطرية داخلياً وخارجياً، وهذا نهاية “العقوق”، فصدق “الحرمي” النجاح والرضا بالنفس لا يمكن أن تكتسب ولا تشترى؛ فهي أشياء داخلية فطرية، ولا يعتقد مسلم عاقل أن من طرد والده سيكون راضياً عن نفسه أولاً، ثم محيطه؛ لأن الرضا والفوز بالقناعة شعور داخلي ينعكس على سلوكيات الفرد، فحمد بن خليفة طوال مسيرته السياسية لم يكن كذلك؛ فالتصرفات الهوجاء ونصب الفخوخ للسعودية عنوان لفترة حكمه، وهي إرهاصات عقدة النقص التي تلازمه؛ فهو لا يعدو كونه “ابناً عاقاً”!، وجاء ابنه مواصلاً مسيرته.

زر الذهاب إلى الأعلى