هل الاعجابات على منشورات الفيسبوك تزيد الثقة بالنفس؟

توصلت دراسة حديثة إلى أنه ليس من الضروري أن تُعزز كثرة الإعجابات أو “اللايكات” على منشورات الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وغيره، من الثقة بالنفس.

اشتملت الدراسة على 331 مشتركاً جرى تجنيدهم في الدراسة من خلال منصات فيسبوك أو تويتر، ووجد الباحثون بأن الحصول على المزيد من “الإعجابات” لا يؤدي إلى تعزيز ثقة الشخص بنفسه، بغض النظر عما إذا كان يشعر بمزاج جيد أو سيء في ذلك اليوم.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور مارتين جراف، زميل الجمعية البريطانية للطب النفسي: “على الرغم من صغر حجم الدراسة الحالية، إلا أن نتائجها تشير إلى أن تفاعلنا مع المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يؤثر فينا بطريقة إيجابية دائماً.”

اشتملت الدراسة على 111 مشاركاً و 222 مشاركة، جرى سؤالهم عما إذا كانوا يوافقوا أو لا يوافقوا على مجموعة من العبارات، مثل: “اهتمام الناس بمنشوراتي على الفيسبوك/تويتر يحسن من مزاجي” أو “أعتبر الشخص مشهوراً إذا كان يتلقى عدداً كبيراً من الإعجابات على منشوراته على الفيسبوك/تويتر.”

وبحسب الباحثين، فإن اهتمام الشخص بتفاعل الآخرين مع منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بسماته وطباعه الشخصية. فعلى سبيل المثال، يميل الأشخاص الذين يلهثون وراء “إعجابات” الآخرين بمنشوراتهم لأن يكونوا أقل ثقة بنفسهم. وينطبق الأمر ذاته على الأشخاص الذين يحذفون منشوراتهم بعد عدم تلقي ما يكفي من الإعجابات عليها، أو يبدلون صورهم التعريفية على صفحات التواصل الاجتماعي بحسب ما يمكن أن تتلقى من إعجابات.

كما وجد الباحثون تلقي الكثير من “الإعجابات” على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لا يُعزز من الثقة بالنفس أو يُحسن المزاج إذا كان الشخص يشعر بالكآبة في ذلك اليوم.

ولعل خلاصة تلك الدراسة هي أن طريقة تعاطي الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بشخصياتهم وثقتهم بنفسهم.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول كورتيس ريزينجر، اختصاصي الطب النفسي بمستشفى زوكر هيلسايد بمدينة جلين أوكس بولاية نيويورك الأمريكية: “على الرغم من وجود بعض المآخذ على الدراسة، مثل عدم تقديم بيانات حول الفوارق بين الجنسين، وما إذا كان المشاركون في الدراسة قد أجابوا بتحيز عن بعض الأسئلة، إلا أن استنتاجاتها النهائية تبدو منطقية. حيث يميل الكثير من الناس إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز مزاجهم، فإذا لم يتلقَ أحدهم ما يكفي من الإعجابات عمد إلى حذف المنشور، لأنه لم يساعده على تحسين مزاجه وإمداده بدفقة عاطفية كافية.”

ويختم ريزينجر بالقول: “إن الثقة بالنفس لا تتأتى ببضعة “إعجابات” على منشور ما على الفيسبوك أو تويتر في يوم ما، لأنها ببساطة لا تشكل سوى جزء يسير من حاجة الشخص للدعم النفسي.

زر الذهاب إلى الأعلى