هل تريد النجاح ؟.. عليك معرفة هذه الحقائق النفسية

نعيش أيامنا ونتصرف ونقوم ببعض الأمور من دون نفكر حقاً بها.
فلا الأسباب الكامنة خلفها نعرفها أو حتى نحاول معرفتها ما يعني أن التأثيرات المرتبطة بها مجهولة عندنا أيضاً. 
السلبي أو الإيجابي في يومنا له أسبابه، من التفاصيل الصغيرة الى ما هو أكبر وأكثر أهمية.. ما نحب، ما نكر، ما يعجبنا وما لا يعجبنا، تصرفاتنا وتأثيراتها على الاخرين وحتى على المستقبل كلها نابعة من حقائق نفسية على كل شخص معرفتها. 
حين نعرف الأسباب سنتمكن من فهم الدوافع وبالتالي التأثيرات وعليه سنملك القدرة على التعديل أو التبديل من أجل الحصول على ما نريده. في موضوعنا هذا سنتحدث عن حقائق نفسية ترتبط بأمور بسيطة نقوم بها يومياً ولكنها وعلى بساطتها تأثيرها أكبر مما يخيل اليكم. 

الموسيقى والأغاني 

من بين عشرات الأغاني التي تستمع إليها وتعجبك بشكل كبير هناك دائماً أغنية واحدة أو معزوفة موسيقى واحدة تعتبرها الأجمل والأفضل.. فهي المفضلة لديك والتي يمكنك الإستماع إليها والإستمتاع بها حتى ولو مر عشرات السنوات على إصدارها. 
سبب عشقك لهذه الأغنية بالتحديد، لا يرتبط بكلماتها ولا بواقع أنك ربما تعشق المغني أو حتى اللحن بل بما هو مختلف كلياً..الأغنية التي تفضلها على كل الأغاني ترتبط بحدث ما عاطفي. والمثير في الأمر كله هو أنك على الأرجح قد لا تتذكر الحدث العاطفي المرتبط بها ولكن كل ما تعرفه هو أنك تحب هذه الأغنية وتفضلها على الجميع وحين تستمع اليها فهي تثير مختلف أنواع المشاعر. 
الموسيقى لها تأثيرها الكبير جداً على وجهة نظرك للأمور.. أي أنك قد تملك وجهة نظر حول أمر محدد قبل الإستماع لمعزوفة ما ثم ستملك وجهة نظر أخرى حول الامر نفسه بعد الإنتهاء من الإستماع اليها. ففي دراسة أجرتها جامعة غرونينغن تبين بأن الموسيقى لها تأثيرها الدراماتيكي على وجهة نظر البشر للأمور. 
الإنفاق على الغير والسعادة 

الغالبية تظن بأن الإنفاق على النفس من شأنه ان يجعل الشخص يشعر بسعادة أكبر ولكن الدراسات أكدت بأن الإنفاق على الغير هو الذي يحفز السعادة. في إحدى الدراسات تم منح مجموعة من الموظفين علاوة وقام العلماء بقياس نسبة سعادة الموظفين بهذه العلاوة وفق الية الإنفاق وتبين بأن الذين قاموا بالإنفاق على الأعمال الخيرية أو بمنح الأخرين المال   كانوا الاكثر سعادة من الذين قاموا بانفاق العلاوة على أنفسهم. 
في تجربة أخرى تبين بان المشاركين الذين تم توجيههم لإنفاق كميات قليلة على غيرهم، بغض النظر عن حجم المبلغ الذي تم إنفاقه، كانوا اكثر سعادة من الذين قاموا بإنفاقه على أنفسهم. 

المال يشتري السعادة

مقولة أن المال لا يشتري السعادة هي جملة يخدع أصحاب الدخل المحدود والفقراء أنفسهم بها لان المال يشتري كل شيء، راحة البال، الطبابة، الطعام الصحي، الحياة الصحية المرح وكل شيء من شأنه أن يجعل الحياة أكثر راحة. 
توصلت دراسة أجريت من قبل جامعة كولومبيا وكلية هارفادر لإدارة الاعمال وشملت اكثر من ٦ الاف شخص من أميركا، الدنمارك، كندا، وهولندا الى أن إمتلاك النقود لشراء ما يمكن الشخص من توفير الوقت مثل مدبرة منزل أو من يقوم بإنجاز بعض الأعمال المنزلية يجعل مستويات السعادة أعلى. 
وفي دراسة ميدانية تم منح الاشخاص مبلغاً محدداً وطلب منهم إنفاقه على ما من شأنه أن يوفر عليهم الوقت والعناء وقد سجلت معدلات سعادة أعلى أيضاً . 
في المقابل وفي دراسة اخرى في أميركا تبين بان السعادة تشترى بـ ٧٥ الف دولار سنوياً.. اذ ان هذا هو المبلغ التي تم تحديده من قبل الغالبية لأنه يمكنه منحهم الإستقرار المادي وبالتالي النفسي ما يعني بشكل تلقائي السعادة. 
إن أردت النجاح.. فلا تكشف عن هدفك لأحد 

إن كان هدفك النجاح فعليك عدم الكشف عن هدفك لأي شخص كان لان القيام بذلك من شأنه ان يقلص نسبة نجاحك بشكل كبير. 
الدراسات أكدت بأن الإعلان عن «النوايا» من شأنه أن يقلص نسبة النجاح بشكل كبير جداً لان الاهداف المهنية مثلاَ هي إلتزام بأهداف لها علاقة بالهوية المهنية. وهذه النوعية من الاهداف بشكل أو باخر تؤثر على نظرة الشخص لنفسه.. وحين يتم الإعلان عن هذه الاهداف بشكل علني فإن نسبة تحقيقها على أرض الواقع تصبح متدنية جداً.
مثلاً لو إقترضنا بأن هدفك هو أن تصبح طبيباً نفسياً وقمت بالكشف عن هدفك هذا أمام صديقك، فحينها أنت تدرك بأن الصديق هذا بدأ بالتفكير بك بالفعل على أنك طبيب نفسي وبالتالي ما تم تحقيقه حتى الان هو جزء من «الهوية المهنية». وللغرابة فان تحقيق الجزئية هذه «نفسياً» من شأنه أن يقلص نسبة نجاحك الفعلي على أرض الواقع. 

قراراتك منطقية حين تفكر بها بلغة مختلفة 

لعلها من الحقائق النفسية الأكثر غرابة حين يتعلق الأمر بالعقل البشري.. التفكير بلغة ثانية يجعل القرارات التي تتخذها أكثر منطقية. في سلسلة من التجارب التي أجريت على أشخاص بجنسيات مختلفة تم التوصل الى خلاصة مفادها أن التفكير بلغة ثانية يقلل من التحيزات الراسخة المضللة الى تؤثر بشكل سلبي على إدراك المخاطر والفوائد. 
وفق علماء النفس فان المنطق البشري يتشكل عن طريق نمطين، الاول منهجي وتحليلي وإدراكي مكثف والثاني سريع ولا واعي وإنفعالي. 
وعليه عندما يتم التفكير بلغة ثانية فان الإعتماد يكون أكبر على التفكير القوي والفعال.. كما انه يجعل الشخص أكثر تأنياً في حسم الامور ما يعطل دور الغريزة أو يجعله في الحد الأدنى وكذلك الامر بالنسبة للإنفعالات العاطفية.

المصادر: – – – – 

زر الذهاب إلى الأعلى