هل ستكون الخلايا الجذعية الأمل الأخير لعلاج كورونا؟

في وقت أصبح الطب التقليدي مكتوف اليدين عن معالجة فيروس كورونا المستجد، هناك من يتكهن بأن استخدام الخلايا الجذعية قد تكون هي الأمل الأخير في علاجه. لكن وقبل كل شيء، هل فعلا ساهمت الخلايا الجذعية في معالجة أحد الأمراض المستعصية التي عانى منها أحد الأشخاص الذين تعرفونهم مثلا؟

عن هذا التساؤل، يبدأ الطبيب العام الدكتور محمد يونس المداينة بتعريف الخلايا الجذعية، وهي الخلايا والمواد الخام الأساسية بالجسم والتي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف التخصصية في ظل الظروف المناسبة. أما عن سبب تركيز العلم حاليا على استخدام الخلايا الجذعية في علاج فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” فيعود ذلك لتميزها في معرفة كيفية حدوث المرض بشكل أساس، ومن ثم كيفية إنتاج العلاج المناسب، وتوليد الخلايا الجديدة لتحل محل الخلايا المتضررة خاصة في الأمراض التي لم يُكتشف لها مصل دوائي مثل “كوفيد-19″، وتستخدم أيضا في اختبار مدى فاعلية العلاج وسلامته في حال اكتشافه.

إذ تساهم الخلايا الجذعية في تعزيز ورفع مناعة مريض “كوفيد-19″، كما تعمل على ترميم الرئتين والقصبات. لذلك، وفي الوقت الراهن، يلجأ العديد من الأطباء والباحثين حول العالم لاستخدام تلك الخلايا في ظل عدم وجود أي لقاح حول العالم لفيروس كورونا المستجد. كما تشير جميع الدراسات السريرية إلى نجاح فريق من علماء متخصصين في تطوير وسيلة طبية لإعادة برمجة خلايا (T) بصفة محددة، إلى جانب كيفية تحويل الخلايا المسببة للالتهاب والتي تدفع جهاز المناعة المركزي نحو إثارة ردود فعل التهابية إلى خلايا تكافح الالتهاب عن طريق علاج وظيفة الخلايا المناعية، والمعروفة باسم الخلايا التائية، حيث بذلك يستعيد الأطباء النظام المناعي ودعمه وتعزيزه بقوة لدى مرضى “كوفيد-19”. إن هذه الطريقة في العلاج كما يراها المداينة، هي لإعادة برمجة الخلايا التائية التي تسهم بشكل كبير في حل أزمة “كوفيد-19″، وتعطي أفقا في علاج الأمراض الأخرى.

كيف تعيد الخلايا الجذعية ترميم الرئتين لدى مريض “كوفيد-19″؟

إن مرضى فيروس كورونا المستجد يعانون بشكل كبير من أضرار في الجهاز التنفسي المركزي أي الرئتين والقصبات، لذلك تبيّن لدى الأطباء أن استخدام الخلايا الجذعية تسهم في إعادة بناء الخلايا المتضررة في رئة المصاب وبرمجتها بعدة طرق طبية من خلال إدخال واستخدام الخلايا الجذعية لتصبح خلايا سليمة، وفق المداينة. إذ تسهم تلك الوسيلة أيضا في تشكيل خلايا وأنسجة رئوية تعمل بشكل طبيعي في جسم الإنسان خصوصا فيما يتعلق بالأضرار الكبيرة التي تتعرض لها رئة المصاب والقصبات الهوائية.

كيف يتم استخلاص المضاد الحيوي من بلازما الدم؟

أما فيما يتعلق باستخلاص المضاد الحيوي للفيروس فيتم استخلاصه من مصل الدم لشخص تمت إصابته بالفيروس وتم شفاؤه من “كوفيد-19″، وبعد أخذ العينة يتم استخلاص البلازما الخاصة به، واستخلاص المضاد الحيوي الطبيعي الذي كوّنه جهازه المناعي ضده، ومن ثم استخلاص المصل من المضاد الحيوي، وإعطاؤه للمرضى المصابين بـ “كوفيد-19″، للتغلب عليه، وبعد ذلك، يُعطى لجميع الفئات لتكوين حماية مضادة للفيروس، كما يقول المداينة. وهذا ما يدعو للتساؤل: هل يمكن للخلايا الجذعية أن تكون الحل الأسرع والأقوى في علاج هذا الفيروس؟

زر الذهاب إلى الأعلى