هل صفة القدم “القديم” من صفات الله

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :

  1. قال ابن القيم رحمه الله :
    ” ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه ” انتهى من “بدائع الفوائد” (1/ 285) .
  2. قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية : ولفظ أو اسم القديم أو الوصف بالقدم لم يأتِ في الكتاب والسنة، فيكون في إثباته تعدٍّ على النص.الأمر الثاني:
    أنّ اسم القديم منقسم إلى ما يُمدح به، وإلى ما لا يمدح به، فإنّ أسماء الله – عز وجل – أسماء مدح؛ لأنها أسماء حسنى واسم
    القديم لا يمدح به؛ لأن الله وصف به العرجون، والقديم هذا قد يكون صفة مدح وقد يكون صفة ذم.
  3. قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في شرحه للطحاوية((اعلم أنه ليس من أسماء الله تعالى : ( القديم ) وإنما هو من استعمال المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن – هو المتقدم على غيره فيقال : هذا قديم للعتيق وهذا جديد للحديث ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى : ( حتى عاد كالعرجون القديم ) [ يس : 39 ] و العرجون القديم : الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في ” مجموع الفتاوى ” ( 1 / 245).
  4. قال الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه للطحاوية :(( هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه عليه الشارح رحمه الله و غيره و إنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء و أسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة و لا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح, و لفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره و إن كان مسبوقاً بالعدم كما في قوله سبحانه: ((حتى عاد كالعرجون القديم)) و إنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف و هو قوله (قديم بلا ابتداء) و لكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى لعدم ثبوته من جهة النقل و يغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز و جل ((هو الأول و الآخر)) الآية. و الله ولي التوفيق.
  5. “” سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    هل (القديم) اسم لله تعالى, أو من صفاته؟
    فأجاب :
    ” لا, القديم ليس من أسماء الله, وليس من صفاته, لكن المقدِّم من أسماء الله، كما في الحديث: (أنت المقدم وأنت المؤخر) .

شاركها.