يوجا

يوجا

يوجا هندية الأصل، كونية الطابع، تعود إلى ما قبل التاريخ تهدف إلى التحرر وهي على ناحيتين:

1- ناحية فكرية: تتمثل بالإيمان بأن التحرر الروحي يحصل حين تتحرر النفس من ارتباطها بالمادة الذي نتج عن الوهم. والناحية الفكرية مرنة جدا وتستدعي المناقشة والتحليل والنقد والتفكير والتطوير بكل حرية وبدون قيود. أي أنها ليست مجموعة عقائد جامدة ولا تشترط الإيمان المطلق، بل تحذر منه.

2- ناحية عملية: متمثلة بالتمارين البدنية وتمارين التحكم بالتنفس وممارسات اخرى مثل الفنون الجميلة والفنون القتالية (ولها تطبيقات في المجالات الحديثة مثل الأعمال والصناعة والتجارة والتكنولوجيا). والجانب العملي يتدرج خطوة خطوة حسب قابلية الفرد في محاولة الوصول به إلى مرحلة الكمال في مجاله، وهنا يخير التلميذ بين أن يطيع معلمه إلى أقصى حد، أو أن يترك الممارسة أو أن يجد له معلما آخر. ولا ينصح بتعلم اليوغا العملية إلا من خلال استاذ متعلم ومتمرس، ان وجد، واذا لم يوجد معلم يمكن للمرء أن يحاول لوحده أو من خلال القراءة أو متابعة الأفلام أو الصور التعليمية.

كما هي الحال في معظم النظم الفكرية الآسيوية الشرقية، لا يشترط بممارس اليوجا ان يتبع ديانة محددة أو أن يتخلى عن عقيدة ما. في الأدبيات البوذية، يستخدم مصطلح “التأمل” بدلا من مصطلح “يوجا”، الا أن الغرب والعرب تعودوا على مصطلح “يوجا” بحيث أصبح من الصعب ادخال مصطلح آخر بنفس المعنى.

تأثر المسلمون عبر التاريخ باليوجا وحاولوا أسلمتها، فنتج عن ذلك مدارس التصوف . اليوجا((بالهندية:योग))هي مجموعة من الطقوس الروحية القديمة أصلها الهند ، كمصطلح عام في الهندوسية ، “جافين فلود” يعرف اليوجا بأنها تشير ل “طريقة فنية أو ضوابط محددة من التصوف والزهد والتأمل ، مما يرمي إلى خبرة روحية وفهم عميق جدا أو بصيرة في الخبرات”. خارج الهند ، أصبحت اليوجة مرتبطة بالممارسة في وضعية من التمارين المعية “هاثا يوجا” ، كما انها أثرت بشكل كامل في عائلات تدين ب البراهمانية و ممارسات أخرى روحية حول العالم.

نصوص الهندوسية تناقش عديد من جوانب اليوجا بما فيها اليوبانيشادات उपनिषद् والبهجافادا جيتاभगवद्* गीता (أغنية الإله) ، وجوانب أخرى عدة.

الفروع الرئيسية من اليوجا تتضمن : هاثا يوجا ، كارما يوجا, جانا يوجا . وراجا يوجا ، يوجا الراجا تعرف ببساطة في سياق الفليفة الهندوسية باليوجا باليوجا ، هي واحدة من ستة مدارس أرثوذكسية حيث أنها أسست بواسطة يوجا ساتراس من باتانجالي.

أصل الكلمة
المصطلح السنسكريتي (اللغة الهندية القديمة) يوجا يحمل عدة معاني :

أولا هي مشتقة من جذورها السنسكريتية “يوج” “التحكم” أو أن “تتحد”.
مصطلح عام يتضمن “الأنضمام” او “التوحد” ومصطلحات مشابهة كالوحدة والترابط.
مفهوم تعريفي اخر هو “المزاج ، السلوك ، الوسيلة”.
يوجا هي كلمة سنسكريتية योग معناها الحرفي “التوحيد”، وهي مشتقة من نفس جذر الرقم واحد باللغة الكردية “يه ك”. يوجا هو اسم عام يطلق على أي نظام عقلي – بدني متكامل يعزز التجربة الروحية ويؤدي إلى اتحاد روح الفرد بالروح الكونية

اليوجا في التاريخ

تم أكتشاف عجل بحري أثناء التنقيب الأثري في الموقع الأثري موهينجو-دارو ، بالوادي الهندي ،. لفت الأنتباه كأحتمال انها تمثل شكل اليوجي أو البروتو شيفا ، عجل البحر الباشوباتي ” إله الحيوانات باللغة السنكريتية” هذا ، يمثل وضعية جلوس ومحاط بالحيوانات بعض الباحثين وصفوا الشكل بأنه وضعية تقاطع الأرجل التقليدية في اليوجا ويده تستلقي علي ركبتيه ، مكتشف عجل البحر ، السيد ” جون مارشال” وآخرون أدعوا أن هذا الشكل هو النموذج الأصلي ل شيفا “الإله الأعلى في الهندوسية” ، ووصفوا الشكل بانه : لديه ثلاثة وجوه ، وجالس في “وضعية يوجا” حيث الركبتان خارجتين والأقدام ملتحمة.

هذا الأدعاء لم يلقى قبولاً لدي بعض الهيئات العلمية والكليات الحديثة ، ” جافين فلود” شخص هذا المنظر بأنه ” تخميني ويحتاج للتأمل ” ، حيث يقول أنه ليس من الواضح من الشكل أن لدى عجل البحر ثلاثة وجوه, أو جالس في وضعية يوجا,أو حتى ان الشكل يجسد إنساناً ، ومع ذلك محتمل ان هناك عديد من الأيقونات لشيفا بهذا الشكل ، كأشكال لنصف القمر تشبه قرون الثور.

اليوجا و البوذية
اليوجا تعتبر ركيزة في بوذية التبت ، في تقاليد الناينجما ، نجح الممارسون لها في زيادة الدرجات النأملية العميقة لليوجا, بدأُ من يوجا الماها ، ومرورا بيوجا الأنو ، ومع الأخذ بالأعتبار في الممارسة العليا يوجا الأاتي, في نفس التقاليد يوجا الأوتارا مساوية في الرتبة لها. ممارسات يوجا التانترا هي الأخرى بما يتضمن نظام من 108 وضعية جسدية تمارس مع إيقاع التنفس والقلب ، الوقت في التمرينات الحركية لليوجا يعرف ب ترول كور أو وحدة القمر والشمس (قناة) طاقات البراجنا, وضعية الجيم لدى ممارسي اليوجا القدماء في التبت مرسومة على حوائط معبد الدالي لاما الصيفي للوكانج

أهداف اليوجا

في الهندوسية تهدف اليوجا إلى إدراك النفس وإدراك الله وهو شيء قابل للتبادل ، مع الإحساس الباطني بان الطبيعة الحقيقية نفسها (الحقيقة,الوعي و النعمة) تنكشف خلال ممارسة اليوجا,ولديها نفس طبيعة الكون (وحدة الوجود) ، حيث ليس شرطا ان تكون هناك ذات إلهية ولكن انتفى اكل في الواحد والواحد في الكل ، وهذا يعتمد على فلسفة ممارس اليوجا هو من يحدد بباطنه وجود أو عدم وجود ذات إلهية ، في الغرب والبلاد الإسلامية والعربية ، هناك تأكيد دائم علي التفرد حيث لا يوجد وحدة للكون ، تقوس اليوجا يمكن ان تكون أمتداد لمصطلح البحث عن الذات ، ودمج العناصر المختلفة للكائن الحي.

داخل المدارس المعبدية (بأفاديات فيدانتا) والشيفية هذا الكمال يأخذ شكل:

(موكشا मोक्ष) حيث التحرر من المعاناة الدنيوية و دورة الحياة والموت ، حيث أنقطاع التفكير والدخول في حالة من نعمة التوحيد بالروح العليا (بالبراهما ब्रह्म) ، بالنسبة لمدارس الباخي الدواليستيكية في فيشنافيست ، الباخي भक्ति (التقوى) هي نفسها الهدف المطلق والنهائي لمداخل اليوجا . حيث يبلغ الكمال أوجه وذروته في أتصال وخلود تام مع (الفيشنو विष्णु) أو أحد الأفتارات المتصلة به مثل (كريشنا) أو (راما) .

زر الذهاب إلى الأعلى