● ـ برنامج التدريب الذاتي للمعلمين .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
● ـ برنامج التدريب الذاتي للمعلمين .

• ـ كثيراً ما يزور المشرف التربوي معلمين يرى أنهم يحتاجون إلى تطوير أدائهم في جوانب فنية تخصصية أو مهارات مهنية مثل : (الإدارة الصفية – أو تفعيل الطلاب – أو استراتيجيات التدريس – أو طرق التواصل مع الطلاب .. إلخ).
• وحين يجلس المشرف مع المعلم بعد الزيارة أثناء المداولة الإشرافية يتناول المشرف فيها نقاط القوة لدى المعلم ويثني عليها، ثم يتناقش معه في بعض الجوانب التي تحتاج إلى تعزيز لضعف أداء المعلم فيها أو فقدانه للمهارة المطلوبة بشكل كامل.
• ثم يبين له أهمية حضوره دورة في ذلك الجانب لإتقان تلك المهارة الضعيفة أو المهارات المفقودة ثم يتفق مع المعلم على ضرورة ذلك ويضع له خطة للالتحاق بالدورة المناسبة وطريقة الحصول عليها والتسجيل فيها.
• ثم يتم تذكير مدير المدرسة بذلك ليتابع تسجيل المعلم في الدورة المناسبة له في الجدول المعدّ من قبل إدارة التدريب أو الجهة المشرفة على التدريب، ويقوم المشرف بتسجيل ذلك في تقرير الزيارة.

• ومع ذلك فإنه بمجرد خروج المشرف التربوي من المدرسة ينتهي الأمر بمجرد كتابته وتسجيله في التقرير ولا يتبع ذلك أي خطوة عملية لأسباب مختلفة منها :
1- جهل المعلم بالطريقة الصحيحة للحصول على الدورة.
2- بعض المعلمين لا يبالي أصلاً بما أشار إليه المشرف أثناء الزيارة.
3- مدير المدرسة قد ينشغل عن متابعة الموضوع لكثرة أعماله التي قد تكون أكثر إلحاحاً من وجهة نظره.
4- صعوبة الحصول على دورة مناسبة في الوقت المناسب وقد يستغرق انتظار ذلك فصلاً دراسياً كاملاً أو في بعض الأحيان ينتهي العام الدراسي قبل توفر الإمكانية.
5- اختلاف آلية التدريب التربوي واهتماماته عن اهتمامات المشرف التربوي.

• ومن هنا فإني أرى أن تقوم الجهة التي تباشر الإشراف الفني على المعلمين بتجميع قرص حاسوبي (حقيبة إلكترونية) ونصممها بحيث تحوي جميع الدورات التي يتفق المشرفون التربويون في المكتب على أهميتها وكثرة الحاجة إليها بحسب الحاجة الفعلية في الميدان التربوي داخل المدارس.
• ثم تصمم لها واجهة سهلة وجميلة ويوضع على الغلاف الخارجي شعار مكتب التربية ثم تنسخ هذه الحقيبة على أقراص ضوئية أو ذاكرة فلاش بكميات كافية، ومن ثم توزع على المشرفين لتبقى معهم نسخ كافية.
• ثم إن المشرف التربوي كلما زار معلمًا يحتاج إلى دورة أو إثراء لجانب معين في أداءه أو مهارة تعزز أداءه، فإنه يعطي المعلم نسخة من هذه الحقيبة الإلكترونية ويحدد له المجال المطلوب منه والمهارة التي يُفترض أن يكون عنوانها واضحاً على واجهة البرنامج الإلكتروني .
• ثم يُكلف المشرف المعلم بأن يتدرب عليها ويطبق خطوات التدريب الموجودة على الحقيبة الإلكترونية.
• ويؤكد المشرف التربوي للمعلم بأنه في الزيارة القادمة سيتفقد نمو المعلم المهني في هذا الجانب ويسجل ذلك في تقرير الزيارة ويبلغ به مدير المدرسة.
• وينبغي أن يتأكد مدير المدرسة من تفاعل المعلم الإيجابي مع ما كُلف به ويستشعر المعلم بأن المشرف التربوي ومدير المدرسة جادّين في متابعة هذا الأمر حتى يؤتي ثمرته المرجوة منه.

• ـ ولهذا المقترح ميزات عديدة من أهمها – في رأيي – :
1- أن التدريب المطلوب سيكون فوري ومباشر بعد الزيارة مما يعطي التقويم والتقييم قيمته الفعلية.
2- أن جهد المشرف التربوي سيرتقي من مجرد تسجيل ملاحظات وإعطاء توجيهات إلى دور إيجابي سريع ومباشر من خلال تفعيل التشخيص ووضع العلاج في نفس الوقت مما ينمي مهارته الإشرافية.
3- نقل الخبرة الإشرافية وتقويم أداء المعلم داخل الفصل إلى مدير المدرسة ليتمكن فيما بعد مع تعدد الخبرات من أداء دوره كمشرف مقيم.
4- بناءًا على ما سبق أرجو أن تتغير نظرة المعلم ومدير المدرسة عن المشرف التربوي لتكون أكثر إيجابية حين يجد المعلم تطورًا في أداءه في فترة قصيرة وكذلك مدير المدرسة سيجد فائدة زيارة المشرف التربوي من خلال المساهمة في تقليل السلبيات الفنية والمهارية ضمن طاقم العاملين تحت إدارته مما يرفع من قيمة المدرسة في المجتمع المحلي.
5- سيستفاد من الجهود المبذولة من قبل المشرفين ومديري المدارس التي قد تكون غير معروفة لدى الآخرين في الميدان التربوي ويتم تبادل الخبرات من خلال تحديث الحقيبة وتطويرها في المستقبل حين تنتقى أفضل الأعمال المقدمة للمشاركة فيها.
6- سيكون للمكتب الإشرافي الذي يعتني بها تميز على غيره من المكاتب حين ينفذ برنامجاً متميزاً ينعكس أثره على الميدان التربوي مما ينقل مثل هذه الأفكار الناجحة في مناطق أخرى ليتم تطوير الفكرة من متخصصين وتربويين مهتمين بالأثر الناتج عنها.
7- من ميزات هذه الفكرة سرعة تفعيل التدريب وتوفير الوقت والمال والمدربين والبرامج التدريبية.
8- تفعيل التقنية والاستفادة من أقل مواردها تكلفة في النهوض بمستوى المعلمين داخل الفصول.
9- يمكن تطويرها لتكون حقيبة تفاعلية عبر الشبكة العنكبوتية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عرض نماذج عملية وتدريبات متناسبة مع موضوعاتها.

• ـ أخي القارئ الكريم هذه الفكرة المقترحة مرنة لأقصى الحدود الممكنة إذ يمكن أن تبدأ بأقل مجهودات لتناسب مدرسة صغيرة كما يمكن تطويرها لتتناسب مع مكتب تربية وتعليم كما يمكن أن تطور لتتناسب مع إدارة تعليمية وهذه من أهم ميزاتها، وبكل حال فإني أتمنى أن يكون في هذه الفكرة المقترحة مساهمة في تطوير الميدان التربوي.

خالد بن محمد الشهري
مشرف علم النفس بتعليم المنطقة الشرقية

زر الذهاب إلى الأعلى