!! آراء الآخرين لا تدلّ عليكـ أنت … وإنّما تدل عليهم

*** ***

الاختيار

-إبراهيم الفقّي رحمه الله-

.كل ما يحدث في حياة الإنسان، سواء كان واعِياً أو غير واعٍ يكون من اختياره

… فالطّريقة التي تجلي بها، وتنام بها، وتتكلّم بها، وتتصرّف بها، وتأكل بها، هي من اختيارك الشّخصي

،ومُعظم سلوكيّاتنا نقوم بها تلقائيّاً بدون تفكير

 … لأنها جزء من برمجتنا الشّخصيّة واختياراتنا السّابقة التي أصبحت عادات نستخدمها بدون تفكير أو تقييم

فالطّالب الذي لا يُذاكر قرّر و اختار ألاّ يُذاكر، والنّتيجة التي حصل عليها ماهي إلاّ انعكاساً من اختياره في عدم الاهتمام والمُذاكرة

،، كذلك الشّخص المُدخّن الذي قرّر واختار التّدخين وستكون النّتيجة الأمراض التي تنعكس عليه بسبب اختياره الشّخصي

،والمرأة الحامل التي تُدخّن ولا تهتم بصّحتها فكانت النّتيجة أنها فقدت الجّنين في الشّهر السّادس بسبب اختيارها وأسلوبها في الحياة

.والمُدير المشغول في عمله الذي لا يُعطي وقتاً لعائلته اختار هذا الاسلوب من الحياة حتّى وجد زوجته  تطلب منه الطّلاق

،والبطل الرّياضي الذي اُصيب بالغُرور ولم يعد يتدرّب كما كان من قبل فكانت النّتيجة خسارته وخروجه من الدّوري العام للأبطال

!! وحرمانه من السّفر إلى البطولات الدوّلية وهذا بسبب اختياره الشّخصي

….والشّخص الذي يغتاب النّاس ويتكلّم في حقّهم يجد نفسه وحيداً لا يثق به أحد، وهذا أيضاً بسبب اختياراته الشّخصية في التّعامل مع النّاس

،والحقيقة أنّك لو نظرت إلى حياتكـ الآن وفي كل ركن من أركانها ستجد النّتائِج التي وصلت إليها سببها اختياراتك الشّخصيّة

.فيُمكنك أن تختار أن تستيقظ مُبكّراً لكي تُصلّي الفجر أو تختار أن تنام حتّى ساعة مُتأخّرة ممّا يعوق استيقاظك لصلاة الفجر

،يمكنك أن تختار أن تكون مُتسامِحاً أو لا، أو تكون صادقاً أو كاذِباً، أن تكون ناجِحاً أو فاشِلاً

… أن تُفكّر إيجابيّاً أو سلبياً، أن تركّز على الحلّ في مُشكلة أو تركّز على الصّعوبات واستحالة الحل، أن تهتم بصحّتك أم لا

،،،كما ترى

.كل شيء تفعله هو اختيار يجب أن يحدث أوّلاً في ذهنك فتُفكّر فيه، ثمّ تضعه في الفعل وتُكرّره حتّى يُصبح عادة تفعلها تلقائيّاً بدون تفكير

:وقد قال ألبرت أينشتين

“اختيارك لهذه اللّحظة هو بداية حياتك الجّديدة”

:وقال الحكيم الصّيني كنفوشيوس

“أعظم قوّة في الحياة هي قوّة الاختيار”

:وقال جورج برناد شو

!! “الاختيار -وليست الظّروف- هي التّي تُحدّد مصيرنا”

فما هي اختيارات حياتك؟ كيف تُمضي وقتك و يومك؟؟

قد خلقنا الله سُبحانه و تعالى مُختارين قادرين على الطّاعة أو المعصية

… لأنّه عزّ وجلّ أرادنا أن نأتيه عن اختيار وحُبّ وليس عن قهر كالمخلوقات الأُخرى

فابدأ من اليوم

واختر النّوم المُبكّر عن المُتأخّر حتّى تستطيع أن تستفيد من كل لحظة في حياتك

وتقترب أكثر من الله عزّ وجلّ

قرّر أن تكون صحّتك ووزنك أفضل، واخترالأسلوب الذي تُفضّله وضعه في الفِعل

…وقيّم اختيارك وعدّل فيه حتّى تصل إلى تحقيق هدفك

 

شاركها.