أكدت نشرة “أخبار الساعة” أن القرارات الملكية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بخصوص الحادث المؤسف والأليم الذي أودى بحياة المواطن السعودي جمال خاشقجي، تعد خطوة مهمة نحو ترسيخ العدالة وتعزيز الشفافية في التعامل مع هذه الأزمة التي حاولت بعض الأبواق الإعلامية المغرضة تسييسها خلال الأيام الماضية، وتوظيفها في الإساءة إلى المملكة العربية السعودية، والتشكيك في مواقفها وثوابتها وتشويه صورتها في الإعلام الدولي، للتأثير في مواقف الدول والمنظمات الدولية من هذه الأزمة.  وأشارت إلى أن هذه القرارات فوتت الفرصة أمام هذه الأبواق الإعلامية ومحرضيها، وكشفت بوضوح مدى انتهازية هؤلاء، وخطورة الأجندة التي تحركهم، والتي تستهدف إثارة البلبلة والفوضى والشائعات من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة.

وقالت النشرة – الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان “خطوة سعودية نحو ترسيخ العدالة وتعزيز الشفافية” – قرارات الملك سلمان الجريئة والشجاعة بإقالة عدد من المسؤولين، والمضي في إكمال التحقيق حتى النهاية، تشير بوضوح إلى أن المملكة العربية السعودية تنحاز دائماً للحقيقة، وتعمل على كشفها، لأنها تنطلق في ذلك من ثوابت راسخة تعلي من قيم سيادة القانون وتحقيق العدالة للجميع، لأنها تؤمن بأن ذلك أهم مرتكزات ما تنعم به من أمن واستقرار، فحينما يطبق القانون على جميع أفراد المجتمع، حتى لو كانوا مسؤولين ذوي أهمية في المجتمع، فإن هذا يعزز الشعور بالأمن والسلام، ولهذا فإن تأكيد المملكة على تقديم الأشخاص المتورطين في هذه القضية، والبالغ عددهم ثمانية عشر شخصاً للمحاكمة أمام القضاء، إنما هو إعلاء لدولة القانون وترسيخ لقيم العدالة وتعزيز الشفافية.

ونوهت بأن مبادرة المملكة العربية السعودية إلى كشف الملابسات التي أدت إلى وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي، يبعث برسالة واضحة، وهي أن المملكة حريصة كل الحرص على مواطنيها، ولا تقبل المساس بأي منهم، مهما كانت آراؤهم أو أفكارهم، فلم يسبق لها على مدار تاريخها أن قامت بملاحقة أو اختطاف أو اغتيال معارضيها، بل إنها كانت تتيح لهم العودة إلى وطنهم إن أرادوا ذلك، وكانت تعمل على احتضانهم وإتاحة الفرصة لهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى، لأنها مملكة العدل التي تؤمن بقدسية الحياة والحفاظ عليها، باعتبارها المقصد الأول من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.

وقالت النشرة: “لا شك في أن إشادة دولة الإمارات العربية المتحدة، والعديد من الدول العربية أمس بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بخصوص التعامل مع حادثة وفاة خاشقجي، إنما تؤكد عدداً من الأمور المهمة، أولها التضامن العربي القوي مع المملكة العربية السعودية، والوقوف معها، والثقة بالإجراءات التي تتخذها في التعامل مع هذه القضية، وهذا ما عبر عنه بوضوح وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حينما قال: “إن المملكة العربية السعودية الشقيقة ممثلة بقيادتها كانت ولا تزال دولة المؤسسات التي تقوم على العدل والإنصاف، وإن القرارات والإجراءات الملكية التي اتخذت بعد التحقيق الذي تم في هذه القضية تؤكد مجدداً هذه القيم والمبادئ الراسخة بما يكفل تطبيق القانون والعدالة”.

ثانيها رفض الدول العربية، باستثناء نظام قطر، لأي محاولات تستهدف “تسييس” هذه القضية، واستغلالها في ممارسة ضغوط ضد المملكة، وخاصة أن القرارات والإجراءات التي اتخذتها للتعامل مع هذه القضية كفيلة بمحاسبة المتورطين، وإحقاق العدالة، ثالثها إن وقوف الدول العربية مع المملكة العربية السعودية يصب في صالح تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بالنظر إلى الثقل الكبير التي تتمتع به المملكة، سواء باعتبارها ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة، لما تبذله من جهود كبيرة في مواجهة مختلف التهديدات والمخاطر التي تستهدف الأمن والسلم الإقليمي والدولي، أو لدورها الرئيسي في استقرار الاقتصاد العالمي، بالنظر إلى قوتها الاقتصادية، وتأثيرها الفعال في سوق الطاقة العالمية.

وأكدت “أخبار الساعة” في ختام افتتاحيتها ان المملكة أظهرت شجاعة فائقة في التعامل مع حادثة وفاة خاشقجي، وعرضت الحقائق بكل وضوح وشفافية أمام الرأي العام الدولي، لأن هذا هو نهجها الثابت في إحقاق الحق وإرساء العدالة وإنفاذ القانون، والالتزام بالأعراف والمبادئ الدولية والدبلوماسية، لأنها دولة مسؤولة في محيطيها الإقليمي والدولي، وتعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية لجميع دول العالم.

شاركها.