“أخبار الساعة”: التعاون الدولي في مواجهة خطر الإرهاب

أكدت نشرة أخبار الساعة أن الإدانات العربية والدولية الواسعة للتفجير الإرهابي الآثم الذي وقع أمس الجمعة في الجيزة بمصر، والذي استهدف حافلة سياحية وأدى إلى وفاة 4 وإصابة 12 آخرين، تعكس في دلالاتها إدراك دول المنطقة والعالم أهمية الاصطفاف في مواجهة خطر الإرهاب الذي لا يزال يشكل تهديداً للأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، في وقت تشير فيه العديد من التقديرات إلى أن تنظيمَي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين يسعيان إلى إعادة تنظيم صفوفهما مجدداً في أكثر من منطقة. وقالت النشرة في افتتاحيتها تحت عنوان “التعاون الدولي في مواجهة خطر الإرهاب”، إن “دولة الإمارات أدانت التفجير الإرهابي الآثم الذي وقع أمس الجمعة في الجيزة مؤكدة وقوفها مع مصر، حكومة وشعباً، في مواجهة الإرهاب الذي يسعى للنيل من استقرار مصر ووحدتها الوطنية ومسيرتها التنموية، وهذا إنما يعبر عن موقف الإمارات الثابت في إدانة الإرهاب والتضامن مع الدول التي تتعرض له، حيث تدعو دوماً إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهته والتصدي له والقضاء على الأسباب التي تؤدي إليه، باعتباره من الأخطار الرئيسية التي تهدد أمن الدول والمجتمعات، وتنال من الاستقرار العالمي، وتسيء إلى العلاقة بين أصحاب الديانات والثقافات والحضارات المختلفة”.

تنمية المنطقة
وأضافت النشرة، التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن “ما شهدته العديد من دول المنطقة من عمليات إرهابية في الأيام الماضية، إنما يؤكد النظرة بعيدة المدى لدولة الإمارات، وقراءتها الثاقبة والعميقة لمصادر التهديد الحقيقية لأمن واستقرار وتنمية المنطقة ومجتمعاتها وشعوبها، وما يجب القيام به في مواجهة هذه المصادر، فدائماً ما تحذر من أن خطر التطرف والإرهاب لا يقف عند حدود دولة بعينها، وإنما يشمل المنطقة كلها من دون استثناء، لأن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تتبنى أيديولوجيات هدامة تغذي الكراهية وتحرض على العنف وتسعى إلى إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار مهما ادعت غير ذلك، أو حاولت إخفاء ما تريد تحت ستار من الشعارات الزائفة”.

وشددت على أن الرد على هذه التنظيمات ينبغي أن يكون حاسماً وسريعاً، بمزيد من التوحد والاصطفاف وتوحيد وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية؛ إذ إن خبرة السنوات الماضية أثبتت أن الحرب ضد الإرهاب هي حرب “النفَس الطويل” لما تتسم به من تعقيد وتشابك وتداخل بين أبعادها المختلفة، ولا يمكن أن تتصدى لها دولة بمفردها أو مجموعة قليلة من الدول، وإنما تتطلب التزام جميع دول العالم بالمشاركة الفاعلة فيها، وضرورة أن تأخذ أي استراتيجية لمواجهة هذه الظاهرة في الاعتبار أبعادها المختلفة، السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية، من أجل القضاء على جذور هذه الظاهرة والبيئة التي تنمو فيها.

قيم الوسطية
وأكدت أن “دولة الإمارات تقدم تجربة فريدة يمكن الاستفادة منها في الحرب ضد الإرهاب، خاصة أن هذه التجربة تتسم بالشمول ولا تقتصر على جانب من دون آخر، حيث تتبنى الإمارات نهجاً في هذه المواجهة له جوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية، من خلال الجهد الكبير الذي تبذله في نشر قيم الوسطية والاعتدال وقبول الآخر والانفتاح، وغيرها من القيم التي تسد الطريق أمام نزعات الغلو والتعصب والتكفير”.

واختتمت “أخبار الساعة” بالقول إن “الإمارات لا تتهاون مع نزعات التطرف والغلو مهما كان مصدرها أو الشعار الذي ترفعه، كما أن لديها العديد من الأطر المؤسسية التي تتعامل مع الأبعاد الثقافية والفكرية لهذه الظاهرة، مثل “مجلس حكماء المسلمين” الذي يعتبر أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، ويضم كوكبة من علماء المسلمين المتسمين بالحكمة، ليسهموا في إطفاء حرائق الأمة قولاً وفعلاً، ومواجهة أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود، فضلاً عن المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف “هداية”، الذي يهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة للحوار وتبادل الرأي وتنسيق الجهود مع المؤسسات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل بناء القدرات وتقديم برامج لمكافحة التطرف العنيف، كما تنخرط الإمارات في أي جهود إقليمية ودولية لمواجهة خطر التطرف والإرهاب؛ لأنها تؤمن بأن الانتصار في الحرب ضد الإرهاب، هي الحرب التي ينبغي أن يتوحد فيها العالم؛ لأنها ترتبط بأمنه واستقراره وحق الأجيال الحالية والمقبلة في العيش في سلام وازدهار”.

زر الذهاب إلى الأعلى