أصدرت هيئة البيئة في إمارة أبوظبي، اليوم الأربعاء، أول أطلس للمياه الجوفية في إمارة أبوظبي، على هامش فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستضيفها أبوظبي خلال الفترة بين 14 و17 يناير 2019. ويقدم الأطلس الجديد معلومات حديثة عن الخصائص والكمية والنوعية، والموقع والعمق والملوحة، لمصادر المياه الجوفية في الإمارة، في صورة خرائط ومخططات، وجداول ورسوم بيانية واضحة. وستساعد بيانات الأطلس في تقييم وتحليل حالة المياه الجوفية ومناسيبها واستخداماتها، كما ستساعد النتائج والإحصائيات في الأطلس على تحسين وتعزيز كفاءة استخدام مصادر المياه في أبوظبي.

واستغرق مشروع حصر الآبار الجوفية وإنجاز الأطلس ثلاث سنوات، مروراً بثلاث مراحل، ويتضمن المشروع قياس أكثر من 100 معيار، تشمل حجم ضخ المياه، ومناسيبها، والملوحة، والإحداثيات، والنوع والعمق وطبيعة الاستخدام لأكثر من 118 ألف بئر في إمارة أبوظبي. كما تم تحديد رقم تعريف موحد لكل بئر في إمارة أبوظبي لضمان سهولة متابعتها وتحديدها. وتشمل الخرائط أيضاً نتائج مشروع مسح ملوحة التربة من خلال تحليل عينات التربة في أكثر من 4 آلاف مزرعة لتحديد نوع التربة، وملوحتها ونوعيتها، بهدف دراسة استدامة المحاصيل والمزارع في أبوظبي.

أداة مرجعية
وفي هذا السياق، قالت الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة – أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه إنه “لطالما كانت المياه الجوفية في بلادنا مورداً ثميناً، وضرورة أساسية لوجودنا وبقائنا وتطورنا. ويؤكد إصدار أطلس المياه الجوفية في أبوظبي على جهودنا المتواصلة لجمع وتحليل جميع مصادر المياه الجوفية ذات الصلة في الإمارة. وسيكون الأطلس بمثابة أداة مرجعية قيّمة لصناع القرار والمسؤولين عن إدارة موارد المياه والعلماء والباحثين الذين يعملون للحفاظ على مخزون المياه الجوفية لدينا. ويتوافق ذلك مع توجيهات حكومتنا الرشيدة، حيث ستسهم هذه المبادرة إلى حد كبير بدعم الشركاء المعنيين لوضع خطة إدارة مستدامة ومتكاملة وفعالة للموارد المائية لضمان استخدام هذا المورد النادر بشكل مسؤول وفعال ومستدام”.

وأشارت المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية بالهيئة المهندسة شيخة أحمد الحوسني، إلى أن النتائج الرئيسية التي توصل إليها أطلس المياه الجوفية في أبوظبي؛ تشير إلى الارتباط القوي بين التغير في مناسيب المياه الجوفية وبين مناطق الري والنشاط الزراعي في الإمارة. وتظهر النتائج أن المناطق التي يتناقص فيها مخزون المياه الجوفية بسرعة تتطابق مع المناطق التي تشهد أعلى نسبة سحب للمياه الجوفية لأغراض الري الزراعي. وفي الواقع، بشكل عام تأثرت مستويات مناسيب المياه الجوفية في الإمارة سلبا حيث انخفض منسوب المياه الجوفية على سبيل المثال في آبار المراقبة بأكثر من 20 متراً في منطقة رماح، وبأكثر من 14 متراً في منطقة ليوا على مدى 12 عاماً فقط.

وأضافت الحوسني أنه “وبالرغم من ذلك، فقد شهدت أجزاء أخرى من إمارة أبوظبي، انعكاساً في هذا الاتجاه خلال السنوات القليلة الماضية – ففي مدينة زايد مثلاً، ارتفعت مناسيب المياه الجوفية منذ عام 2010 بعد انخفاضها لسنوات عديدة. كما تظهر مناطق أخرى، وبخاصة في الشمال الشرقي، ارتفاعاً في مناسيب المياه عند مقارنتها بسجلات عام 2005، ويمكن أن يعزى ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض النشاط الزراعي”.

ويشكل أطلس المياه الجوفية في أبوظبي عنصراً أساسياً في البرنامج الشامل والمتكامل لهيئة البيئة – أبوظبي لإدارة وتنظيم المياه الجوفية الذي يشجع على الحلول المبتكرة لمعالجة التحديات المتزايدة التي تواجه موارد المياه الجوفية غير المتجددة في أبوظبي، بالتعاون مع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص. وتشكل المياه الجوفية، نسبة ثلثي (65%) المياه المستخدمة في أبوظبي، بإجمالي يقدر بحوالي 2.1 مليون متر مكعب سنوياً. وفي المقام الأول، يستخدم حوالي 80% من مخزون المياه الجوفية في الإمارة لري المزارع والغابات والمناطق الحراجية.

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة البيئة – أبوظبي هي الجهة المسؤولة عن أنشطة الإدارة والتنظيم والترخيص الخاصة بالمياه الجوفية. وتهدف جهود الهيئة في مجال المياه الجوفية إلى الحدّ من إجمالي استهلاك المياه، والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي في البلاد، لضمان مستقبل مستدام. ويتوفر أطلس المياه الجوفية في أبوظبي على موقع الهيئة على شبكة الإنترنت من خلال هذا الرابط.

شاركها.