“مطلوب معلم كي جي1” للتدريب على امتحانات القبول في المدارس !

لم تعد امتحانات الشهادة الثانوية وحدها التي تؤرق أولياء الأمور، فما أن يبلغ الطفل 3 سنوات ونيف تبدأ رحلة البحث عن مقعد له في إحدى المدارس الخاصة التي لم تواكب بعد موضة الامتحان “التعجيزي” لقبول طالب رياض الأطفال كنوع من الدعاية للدرجة العلمية في المدرسة. 24 رصد العديد من الشكاوى التي وردت تباعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حول امتحان قبول طلبة رياض الأطفال مستوى أول “كي جي1” في عدد من المدارس الخاصة على مستوى الدولة، والتي تركزت معظمها على صعوبة الأسئلة الموجهة للأطفال وعدم تناسبها مع صغر سنهم، وهو ما دفع أولياء أمور للبحث عن معلمين ملمين بماهية الأسئلة التي يتضمنها امتحان القبول، وذلك لتدريس أطفالهم وتهيأتهم قبيل الموعد المحدد لهم عبر البريد الإلكتروني من المدرسة، أملاً في عدم الحصول على نتيجة “مرفوض”.

وأشارت ربا الحسن إلى أنها نشرت إعلاناً على أحد ملتقيات “فيس بوك”، تطلب فيه معلمة رياض أطفال، لضمان استعداد طفلها للمقابلات التي تم تحديدها له من قبل عدة مدارس قامت بتسجيله فيها إلكترونياً.

متاعب التسجيل
وطلبت في الإعلان من أعضاء الملتقى مساعدتها في العثور على معلمة ملمة بطبيعة الأسئلة التي توجهها المدارس لطلاب رياض الأطفال، لأنها لا تريد المرور بتجربة قريباتها وصديقاتها في رحلة تسجيل أطفالهم في المرحلة الأولى من رياض الأطفال في المدارس الخاصة، ومعاناتهن في الحصول على مقعد لهم في إحداها.

ولفت محمد عيسى، إلى أنه بعد إجراء مقابلتين لطفله في مدرستين، وصعوبة الأسئلة التي لا تتناسب مع سنه، قام باستقدام معلم لإعطائه عدداً من الحصص يشرح له فيها نماذج من الأسئلة المطلوبة في معظم المقابلات.

وقال: “من غير المنطقي مطالبة طفل لم يبلغ 4 أعوام، كتابة اسمه كاملاً، وأن يكون قادراً على العد من الرقم واحد حتى عشرة، ومعرفة الألوان باللغتين العربية والإنجليزية، وأسماء الحيوانات باللغتين كذلك، وإجراء العمليات الحسابية، وغيرها”، لافتاً إلى أنه من المفترض لو أن الطفل كان ملماً بكل هذه الأشياء، يجب عدم مروره بمرحلة رياض الأطفال بمستوييها كونه ملماً بالمنهج الذي يدفع ذويه أقساطاً عالية ليدرسه بعد تسجيله في المدرسة، لا لاختباره به قبل أن يكون طالباً فيها.

ولفتت سهى بلال، إلى أنه يجب إلزام المدارس بعدم إجراء امتحان قبول لطلبة “كي جي1″، لأنه غير منطقي بتاتاً، ليس فقط احتراماً لاختلاف قدرات الأطفال، بل مراعاة لعدم إيذائهم نفسياً، إذ إنهم يجدون أنفسهم أمام شخص أو أكثر من الغرباء للمرة الأولى دون أمهاتهم غالباً، ومطالبين بالتفاعل معهم، ناهيك عن تهديد الأم برفض ابنها في حال عدم تجاوبه، ما يدفعها إلى الضغط نفسياً عليه لعدم خسارة فرصة القبول في هذه المدرسة، وتوفير عناء البحث عن بديل والخضوع لذات التجربة أو أسوأ منها في مدرسة أخرى.

وأشار عادل سعيد، إلى أن ابنته تبلغ من العمر 3 سنوات و5 شهور، وتم رفضها في مدرستين تحت ذريعة أنها انطوائية ولم تجب على الأسئلة المكتوبة لامتحان القبول، والتي كانت عبارة عن 3 ورقات، إلى جانب الأسئلة الشفهية، والأنشطة التفاعلية الأخرى.

وذكر أنه اضطر لاستقدام معلمة خاصة لإعطائها حصصاً تجعلها جاهزة معلوماتياً ونفسياً لاجتياز امتحان القبول، حيث ساعدتها المعلمة بإعطائها نماذج من الأسئلة التي تطرح على الأطفال في معظم المدارس، إلى جانب تدريبها على عدد من الأنشطة التفاعلية المطلوب اجتيازها في عدد منها.

زر الذهاب إلى الأعلى