داوود الشريان.. صحافي جابت به “اليمامة” أرجاء الجزيرة وطارت ركابه “طوعا” من الـ 8

يعرفه محرك البحث Google جيدا، 296 ألف نتيجة في 53 ثانية، ويعرفه السعوديون منذ أكثر من 40 عاما، عاشها داوود الشريان في بلاط صاحبة الجلالة يلتقف المواضيع الملقاة على قارعة الطريق بعين الصحافي الذي يحمل في رأسه فكرة وفي يده قلما، حتى بات أحد أشهر الصحّافة السعوديون وأبرزهم، ورجلا يشار إليه بالبنان عند كل خطب جلل، طارت به “اليمامة” في أرجاء الجزيرة، وحطت ركابه “طوعا” في تمام الـ 8.

الصحافي المتفرغ للحبر والورق، والذي كان لـ”عصابة” رأس والدته السبب الأبرز ونقطة تحول حياته من “رسوب” إلى نجاح، حتى تخرج من جامعة الملك سعود بالرياض متخصصا في “الصحافة” العام 1977، ذات العام الذي أكمل فيه عامه الأول مراسلا في صحيفة الجزيرة، وذات التاريخ الذي يشهد على التحاقه بـ”مجلة اليمامة” التي تدرج بها حتى منصب “مدير التحرير” قبل أن يصبح أول مراسل سعودي لوكالة الـ”الاسوشيتد برس” في السعودية.

خطوات الشريان على بلاط صاحبة الجلالة لم تكن مستقرة طيلة مشواره الصحافي ذو الـ 40 عاما، بعد هجره الصحافة في العام 1987 للعمل الإعلامي، وانشغاله بتأسيس شركة للتوثيق والمعلومات، التي أصدرت موسوعتي “التراث الشعبي في المملكة”، و”وثائق تاريخ الملك عبد العزيز”، ذات العام الذي قطع فيه الشريان وعدا على نفسه بأن لا يذهب للصحافة، بل ستأتي هي له، ليستلم بعد ذلك أواخر العام 1987 منصبي رئاسة تحرير وإدارة مجلة الدعوة، قبل أن يعمل محاضرا في جامعة الامام محمد بن سعود بالرياض، و”وكالة الأنباء السعودية“.

العام 1989 شهد خطوة جديدة للشريان تتلاءم واختصاصه الصحافي في المجلات الإسلامية، بعد توليه رئاسة تحرير جريدة “المسلمون الدولية” إضافة إلى عضويته في مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث، لينقل بعد 4 أعوام منها لـ”صحيفة الحياة” مسؤولا عن التحرير في السعودية والخليج بعد اختياره من قبل ناشر صحيفة الحياة الأمير خالد بن سلطان لهذا المنصب رغم تحذيرات الكثير ممن استشارهم حول الشريان عدا تزكية يتيمة من “تركي السديري” الأمر الذي دفع ناشر الحياة لاختيار داوود لهذا المنصب.

14 عاما فصلت بين إدارة الشريان لـ”الحياة” وانتقاله للعمل في تلفزيون دبي وإطلالته من الشاشة في برنامجه السياسي “المقال” الذي حاز في عامه الأول2004 على الجائزة الفضية للبرامج الحوارية في مهرجان قناة “الجزيرة” لينتقل بعد ذلك لمنصب نائب مدير قناة العربية مدير “ام بي سي” السعودية العام 2006، ليتولى رئاسة تحرير “العربية نت” في مايو العام 2009.

الرجل الذي أشغل “الإعلام” حياته قدّم للمشاهدين برنامجه الحواري الأبرز “الثامنة” في العام 2012، والذي أشغل به السعوديون أيامهم طيلة 938 حلقة، شاركوا فيها الإعلامي النجدي ذو الـ63 عاما همومهم وأفراحهم وأتراحهم، ذات الرجل الذي اختار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ظهوره الإعلامي الثاني ليكون معه في حلقة حوارية أضافت للسعوديين الكثير من الحلم الحقيقي، وللشريان نقطة هامه في سيرته الذاتية التي تحمل بين صفحاتها صحافيا لامعا وكاتب عمود في صحف البلاد، اليوم، الرياض، الحياة، ومحاورا لا يعرف إلا الصدق في حديثه مع المواطن والمسؤول والوزير، قبل أن يوقف الشريان عقارب ساعته التي اختارت الـ8 رأسا لها طوعا منه، قبل أن ينتقل إلى وجهته الجديدة التي لم يعلن عنها حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى