تعتبر تربية الطفل على الصدق و عدم الكذب من الامور الصعبة عند بعض الاباء و لهذا نقدم لك حصريا على مجلة رجيم الاولى عربيا في عالم الرشاقة الصحة و الجمال 10 نصائح تساعدك على تعليم الصدق لطفلك تتعرف عليها عبر المقال التالي.

000000000000000000000

الكذب، من المشاكل الشائعة لدى الأطفال!

يمرّ الأطفال في حياتهم بمرحلة يكون فيها حبّهم للاستطلاع شديدًا جدًّا، فهم يريدون أن يعرفوا معنى كل شيء يسمعونه، ويكون خيالهم خصباً جدًّا، ويربطون كل شيء بأنفسهم، فينعت الأهل أقوالهم بالكذب أحيانًا. فهل هو يسمّى بالفعل كذبًا في هذا العمر وفي هذه الحالة؟ لإحاطة هذا الموضوع من جوانبه كافّة والتعمّق فيه أكثر نقدّم لك هذه المعلومات المستقاة من كتاب “أولادنا من الولادة حتى المراهقة” لكاتبته “ريتا مرهج”.

عندما يستطرد ابن الرابعة في سرد قصة من خياله فهذا لا يعني أنّه يكذب، إذ أنه لا يعرف أين ينتهي الواقع وأين يبدأ الخيال، لذلك تراهم يعشقون القصص والروايات التي نخبرهم إياها أو نقرأها لهم، لذلك هم يخافون كثيرًا من البرامج التلفزيونية العنيفة. إن تأليف القصص في هذا العمر أمر طبيعي والولد يخترع هذه القصص من أجل المتعة. فلا داعي لتأنيب الولد ومعاقبته عندما يقوم بهذا النشاط، أو حتى جعله يشعر بالذنب، كما أنه لا يجوز مناداته بالكاذب. لكن لا داعي للأهل أن يقلقوا من هذا الأمر طالما كان الطفل سعيدًا واجتماعيًا مع بقية الأولاد. في كل الأحوال، عندما نواجه ولدًا يكذب يجب علينا أن نأخذ عنصرين بعين الإعتبار، وظيفة الكذب من جهة، إستمراريته وتطوره من جهةٍ أخرى.

تطور الكذب عند الطفل

في عمر الثلاث أو أربع سنوات، يكتشف الولد أن هناك خيارًا جديدًا في الحياة، وهو أنّه يستطيع أن لا يقول كل شيء! بعدها يكتشف أنّه بإمكانه أن يقول أشياء غير موجودة مثل اختراع قصّة. والإنتقال من الإكتشاف الأول إلى الإكتشاف الثاني مرتبط بشكل وثيق جدًّا بتطوّر النطق. فالكذب عند الطفل إنما هو تأكيد له أن عالمه الخيالي الداخلي يبقى له وهو ملكه الشخصي. من هنا تأتي رغبته بأن لا يقول كل شيء وأن يخفي بعض الأشياء عن الآخرين. والطفل في هذه المرحلة لا يملك القدرة الذهنية على تمييز العالم الخيالي عن العالم الخيالي. ولكن في عمر الست والسبع سنوات، يبدأ الولد بالتمييز بوضوح بين الصواب والخطأ في محيطه وهذا أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسانز ففي مثل هذا العمر تترسّخ الأخلاق والقيم الإجتماعية الصالحة بشكل وطيد، ويتعلم الطفل من ناحية أن قول الحقيقة شيء مرغوب اجتماعيًا، ومن ناحية أخرى يتعلّم أن الكذب قد يساعده في الدفاع عن نفسه في ظروف معيّنة.

أنواع الكذب

الكذب الوظيفي (وهو شبيه بكذب الكبار)، أي الكذب لكسب امتياز معيّن أو منفعة معيّنة مثل الكذب حول العلامات المدرسيّة. من المهمّ جدًّا أن نشير إلى الولد أننا انتبهنا إلى أكاذيبه لكن من دون الإصرار المبالغ على ذلك. هكذا يتعلّم الطفل أن الكذب لا ينفع، علمًا بأن أكثر أسباب الكذب تكون بداعي لفت الإنتباه أو الإنتقام من الأهل.
أما النوع الثاني فهو الكذب التعويضي، وهو أيضًا يمنح الطفل امتيازًا معيّنًا يتمثّل بإعطاء صورة ذاتية أفضل بالنسبة له مثلًا عندما يخترع الطفل عائلة أغنى وأجمل، أو عندما يخترع لنفسه إنجازات مدرسية متفوّقة… في الطفولة، تعتبر هذه الاختراعات طبيعية، حتى أن بعض الأطفال يطوّرون ما نسمّيه “بالرواية العائلية”، وهي كناية عن عائلة منسوجة من خيال الطفل. وإذا استمرّت هذه الممارسات بعد عمر الست سنوات، من الضروري التدخّل لمعرفة السبب الحقيقي وراء هذه التخيّلات، فإذا كان الوالدان بعيدين عاطفيًّا عن ابنهما ولا يظهران الحنان والمحبة التي يحتاجها، فقد يخترع الطفل عائلة محبة عطوفة سخيّة بالتعبير العاطفي تجاهه.

أسباب الكذب عند الأطفال

يعرّف الأخصائيون الكذب بأنه تجنب الطفل لقول الحقيقة الكاملة أو تغيير الحقيقة كلها، وإختلاق وقائع لم تحدث مع تخيلها بمبالغة، لهذا فمشكلة الكذب عند الأطفال تعتبر من أهم المشاكل المنتشرة فى كل بيت، وهي ظاهرة يجب التعامل معها بمسؤولية وجدية من قبل الأب والأم. ذلك، لتجنّب تعريض أبناءهم لها ولمخاطرها الإجتماعية فيما بعد، حيث تعود على صاحبها بالمضرة خاصة بعد أن تصبح عادةً فى اقوالهم وجزءًا متأصلًا من سلوكهم.

قد يرى الكثير من الآباء والأمهات أن الكذب عند الطفل هى صفة بسيطة وطبيعية وليس لها مخاطر، وهى رؤية غير صحيحة لأن الطفل ينشأ على ما تعود عليه وما اكتسبه من خبرات فى طفولته، لهذا إن تركنا الطفل يتعود على الكذب ولم نقدم له التوجيه السليم، سيكون الكذب ملازمًا له مهما تقدم به السنّ.

قد يشعر الطفل بالنقص تجاه زملائه أو اصدقائه أو حتى أقاربه، لذلك يلجأ الى تعظيم ذاته أمام الآخرين، رغبة منه بتحسين ظاهره، فيتجمل بما ليس فيه حقيقة، كأن يدعي أنه من عائلة كبيرة، أو بأن والده يشغل منصبًا كبيرًا، أو حتى بإدعاء الذكاء أو إمتلاك الأشياء.

الانتفاعي:

وهو أكثر أنواع الكذب شيوعًا بين الأطفال، والهدف منه الهروب من العقوبة أو التخلص من موقف ما فينسب الأحداث لغيره، وقد يكون بسبب محاولته لامتلاك شيء ما فلا يجد طريقة للوصول لغايته إلا بإختلاق الأكاذيب.

جذب الإنتباه:

سعة خيال الطفل قد تدفعه الى الكذب، وذلك عبر خلق مواقف غير صحيحة، ويلجأ الى ذلك بعد ما يفقد إهتمام من حوله، فيلجأ للكذب لجذب الإنتباه والاهتمام تجاهه.

الإلتباس:

غالبا ما يقع الطفل فى هذا النوع من الكذب عندما يسرد قصة قد حدثت مثلا على من حوله، وعند سردها يحدث التباسًا في أحداث القصة دون قصد، فتنسى ذاكرته التفاصيل ويبدأ هو بإضافة أو حذف تفاصيل بما يتناسب مع تفكيره وعقليته.

0000000000000000

التقليد:

يبدأ الطفل بالتقليد عندما يرى والده يبالغ مثلا فى شيءٍ ما، فيشرع إذًا بالتعود على المبالغة فى الحديث حتى يصبح عادة تتحول لكذبةٍ اعتادها مع الوقت.

المرضي:

قد يبدأ الطفل بالكذب دون أن يشعر، ثم يستمرّ معه حتى مرحلة متأخرة من حياته، قبل أن يتحول هذا النوع من الكذب مع الوقت إلى الكذب المتقن، والذى يتضمن مشاكل أكبر أخرى كالهروب من المدرسة أو السرقة.

-المؤذي:

يلجأ الطفل لهذا النوع من الكذب ليخلط المواقف على شخص أكبر منه مثلا ليوقعه فى مشكلة ما.

الكيدي:

يضطر الطفل الى هذا النوع من الكذب ليضايق شخصًا ما، لإحساسه بالظلم أو الغيرة من حصول هذا الشخص مثلا على إمتيازات لم يحصل هو عليها.

تخلق الأعذار:

قد يلجأ الطفل لهذا النوع من الكذب فى مرحلة مبكرة من حياته عندما يطلب منه أحد الأشخاص مثلًا عمل شيء ما لا يرغب بعمله.

نصائح للتعامل مع الطفل الكاذب

الثقة

على الأبوين أن يزرعا الثقة بينهم وبين طفلهم حتى تكون هذه الثقة هي السبب في حماية الطفل من الكذب والتعود عليه، ولتحقيق هذه الثقة على الأبوين أن يستخدما مع الطفل اللين والرفق وعدم استخدام أساليب التعنيف التي لا تأتي دائمًا بنتائج غير مرغوب فيها، وعن طريق استخدام اللين لن يضطر الطفل إلى الكذب في حال ارتكابه خطأ ما على العكس فقد يتسبب اللين في مصارحة الطفل لأهله بارتكاب خطأ ما دون سؤال أهله له.

النقاش

مناقشة الطفل عند كذبه عن أسباب قيامه بالكذب قد يكون سببًا فيما بعد لعدم قيامه بالكذب، لذلك قومي وزوجك بمناقشة طفلك عند ارتكابه لكذبة ما حتى لا يكرر ذلك الأمر مرة أخرى.

المكافأة والعقاب

عليكِ أن تكافئي طفلك في حال قوله للصدق وعدم كذبه كما عليكِ معاقبته عقابًا مناسبًا في حال ارتكابه للكذب حتى لا يقوم بتكرار الكذب في المرات القادمة، لكن عليكي الحذر من عقاب طفلك دون تنبيهه لأخطار الكذب ومدحه في الصدق ومن يقولون الصدق.

لا تكوني متناقدة

لا تمدحي من يقول الصدق أمام طفلك وتعاقبيه حين يعترف لكِ بخطأه، امدحيه على قوله للصدق وحددي له عقابًا مناسبًا على خطأه، ولا تكوني متناقضة حين تكذبين على شخص آخر أمام طفلك وترغبين من طفلك أن يكون صادقًا معكِ، ذلك التناقض قد يصيب الطفل بمشكلة نفسية.

لا يوجد كذب أبيض

من يقوم بارتكاب كذبة بيضاء يسهل عليه أن يقوم بالكذب، هذا ما عليكِ تعليمه لطفلك حتى لا يسهل عليه ارتكاب الكذب حين تعوده على الكذب الأبيض.

10 نصائح تساعدك على تعليم الصدق لطفلك

– اجعلي كافة أفراد أسرتكِ يقولون الحقيقة فهذا سيجعل طفلكِ يفهم أهميتها.

– انصحي طفلكِ بفضيلة الصدق و قبح الكذب فهذا من شأنه أن يجعل طفلكِ يترك الكذب.

– ابتعدي عن العقاب كوسيلة لمنع الطفل من الكذب و الأفضل أن تجعلي طفلكِ يعرف أن الاعتراف بخطئه ليس عيبًا و أن قول الصدق هو الأفضل و الذي سيجعله يتجاوز العقاب.

– إذا كذب طفلكِ عليك فاحتفظي برباطة جأشكِ لأنه من الطبيعي أن يستخدم الكذب حينما يكتشفه فبدلًا من أن تغضبي حاولي أن تفهمي الأسباب التي تجعله يكذب فاهتمي بأن تعرفي النوايا الطيبة لدى طفلكِ و اشرحي له بشكل هادئ اعتقادكِ لماذا لا يقول الحقيقة و لا تجبريه عليها فورًا إذا شعرتِ بعدم راحته في هذا حتى يثق بكِ.

– امنحي طفلكِ مساحة كافية كي يعبر عن نفسه بدون أن يخاف من أن يتم عقابه أو نهره و استخدمي أسلوب المناقشة و الحوار حتى يقول الحقيقة.

– إذا لجأتِ لعقاب طفلكِ على كذبه فخففيه عندما يعترف بالحقيقة و اجعليه يفهم خطأه و علميه بود و حب لأنه بغير ذلك سيكون العقاب غير ذي نفع و ربما يتسبب في العدوانية و الكذب بشكل مفرط.

– لا تجعلي طفلكِ يمرر كذبته للآخرين لأن ذلك سيجعله يتشجع و يجعله يثق في مقدرته على جعل الآخرين يصدقون ما يقوله حتى لو كان غير حقيقي.

– لا تظهري الريبة و الشك في طفلكِ و لا تجعلي طريقة استفساركِ منه عن أمر ما شبيهة بالتحقيق بل اجمعي الحقائق حول الأمر جيدًا حتى تتأكدي من أن طفلكِ قد كذب فعلًا و قام بأفعال غير مرغوب فيها و لو ثبت أنه قام بهذا فوضحي له الأسلوب الصحيح للتصرف بشكل هادئ و لا تقومي بتخويفه.

– لا تستخدمي التقريع اللفظي و تجرحيه بألفاظ نابية أو تلقبيه بألقاب سيئة لأن ذلك يؤثر عليه بشكل سلبي و يجعله يلجأ للكذب كي يصنع الصورة التي ترضيكِ.

– لا تقومي بتحقير طفلكِ أو تسخري منه أو تشهري به أمام الآخرين لأن ذلك سيجعل مفهومه عن ذاته يتناقص مما يجعله يكذب كي يخفي الضعف الموجود به.

إبتعدي عن الكذب الأبيض أمام الطفل!

– التهديد الأجوف:

ويعد من ضمن الكذب التهديدات الجوفاء التي لا تنفذ, لذا عليكِ أن تكوني منطقية في تهديداتكِ وأن تختاري عقوبات متناسبة مع الحدث وعليكِ تنفيذها.

– المجاملات:

علمي أبنائكِ المجاملة دون الكذب بمعنى ان يقول الطفل على طعام أحدهم أنه غير طيب, ولكن يمكن أن يقول أنه لا يحب هذا الطعام مثلاً, وبهذا يكون صادقاً دون أن يكذب والأفضل أن يقول أنه طيب وسلمت يداك لأنه بالفعل طيب بالنسبة لغيره.

– إفشاء الأسرار:

له نوعان:

– أن يسمع الطفل أبويه يتحدثان عن أحدٍ بسوء فيذهب لإخباره, ولهذا عليكِ ألا تتحدثى بسوء على أحد وبالتحديد أمام الأطفال.

– أن يتعلم الطفل أللا يروي أسرار البيت وأن يجيب فقط على الأسئلة العادية مثل كيف كانت المدرسة اليوم؟ ماهى نتيجتك الدراسية؟ وهكذا دون إفشاء اسرار البيت والتي يجب ألا تقال أمام الأطفال.

الأسباب التى تجعل طفلكِ غير مستوعب لتلكِ الأمور حتى العاشرة من عمره:

– أن الإبن يريد لفت إنتباه الأهل وهو ما يعني أن الأبوين لا يتواصلان مع طفلهما كما ينبغي.

– أنه لا يعرف معنى السلوك القويم ولا يعرف الصواب من الخطأ وأنه نال تدليلاً أفسده, ويجب الحرص والصبر على تقويم سلوكه من جديد.

– أنه ينتقم بشكل عنيف, والسبب أن الأبوين مفرطين في الحديث السلبي عن الإبن فيكون هذا وسيلته للدفاع عن النفس وهو الإنتقام من الآخرين بشكل عنيف.

– على الطفل أن يعرف أن الكذب غير مسموح به إطلاقاً.

– يوجد فرق كبير بين الخيال والكذب فالصغار بفطرتهم لا يكذبون إلا بعد أن يتعلموا ذلك من المحيطين, إذ قد يروى لكِ طفلكِ قصة عن صديق خيالي أو موقف حدث له لا يُصدق فكلها من خيال الطفل ولا تعد كذباً طالما لم تؤذي أحداً, ولهذا لا تتسرعي بالحكم على الطفل و صدقيه ودافعي عنه.

– لا تكذبي ابداً حتى وإن كان الصدق صعباً, بل حاولي تبسيط المعلومة كالموت مثلاً فالأفضل أن تقولي أن الجد قد ذهب للجنة بدلاً من أن تقولي أن الجد قد سافر فيظل الطفل في إنتظار رجوعه.

– قومي بمكافئة طفلكِ على الحديث الصادق وإن كان مخطئاً وأصفحي عنه ولا تعاقبيه جزاء صدقه.

0000000000000

شاركها.