مهرجان “الأدب والموسيقى” في عيون شباب الإمارات

تتراقص الأنوار والكلمات على بوابة منارة السعديات مع الموسيقى، بينما تستقبل زوار مهرجان “الأدب والموسيقى” في العاصمة أبوظبي، حيث انطلق ليلة أمس الاثنين واعداً بمزيج نغم وشعر حتى 23 ديسمبر الجاري. زار 24 الحدث رفقة جمهور واسع من الشباب والشابات الإماراتيين وخليط من الثقافات الأخرى التي جاورتهم خلال ليلة فنية بامتياز بدأت باسم “لحن الكلمات”.

“شهريار” و “الطار”
وشارك في الحفل الفنان “شهريار” المعروف بعزفه على آلة العود الأذربيجانية المعروفة باسم “الطار”، وقدم للجمهور لمحة حول انتشار آلة العود بين الحضارات العالمية، وتفاعل الجمهور مع معزوفات عذبة حركتهم وضج المسرح بالتصفيق.

وقالت عائشة سالم حميد، إحدى حضور الحفل: “من أجمل الآلات الموسيقية تلك، لم أكن أعرفها قبل هذا الحفل، أنا ممتنة للذوق الرفيع للمنظمين”.

الإمارات.. نجوم الروح
كما قدم الشاعران الإماراتيان، حامد الهاشمي وأحمد المناعي، وشارك معلمي “بيت العود”، شيرين تهامي (على آلة العود) وبسام عبد الستار (على آلة القانون)، في حوار فريد بين الإيقاعات الموسيقية التقليدية والصور التعبيرية التي رسمها شعراء الإمارات.

وقالت شما علي، إحدى زائرات المهرجان: “أعجبني وجود فقر خاصة للشعر الإماراتي، حيث تظفي طابع وطني وتقرب العرب وغيرهم من الحضور من الجنسيات الأخرى من ثقافتنا وتساعدهم على فهمها أكثر عبر الفن”.

وقال خالد محمد، أحد زوار المهرجان: “من أجمل الفعاليات التي أحضرها منذ مدة، بعدما انتهينا وخرجنا من منارة السعديات بقيت زمناً أرنو لنجوم الليل في السماء، مستمتعاً بسمو روح وصفاء ذهن زودتني به هذه الليلة الرقيقة”.

وقال ناصر عبد الله: “هذه هي الموسيقى حقاً، بعيدة عن الابتذال ومؤثرة للغاية، والشعر معها وجهان لخطاب واحد يسافر بك عبر الزمن”.

بين الأدب والغناء والعربية
ويعد مهرجان “الأدب والموسيقى”، برنامجاً أعد خصيصاً للاحتفاء بيوم اللغة العربية الذي اعتمدته الأمم المتحدة 18 ديسمبر من كل عام، ضمن جهودها لصون التراث الثقافي والعالمي.

وتوجه دائرة السياحة أبوظبي من خلال هذا المهرجان الدعوة للجمهور للاحتفاء باللغة العربية في هذا الملتقى الثقافي الذي يجمع بين الفنانين والكتاب والموسيقيين وجميع المهتمين بالدمج والجمع بين الأدب والموسيقى.

وستقام ليلة بعنوان “أدبٌ طَرِب” في منارة السعديات الخميس المقبل، حيث يستقبل الجمهور الفنانة “جاهدة وهبة”، ويشمل البرنامج الشعري الغنائي والمسرحي الذي تتميز به الثقافة العربية، بالإضافة لإرث أدبي لكبار الكتاب والشعراء العرب.

جمهور خاص
وتقدم الليلة المنتظرة فرقة موسيقية مكونة من حوالي 10 موسيقيين من الإمارات وفرنسا ولبنان، تحمل مجموعة نسخ مترجمة للعربية لشعراء وكتاب عالميين من بينهم المتنبي، وولادة بنت المستكفي، وجلال الدين الرومي، وعمر الخيام، والحلاج، ومحمود درويش، وجبران، ورابعة العدوية، وأحلام مستغانمي، وغونتر غراس، وبابلو نيرودا، ولوركا، بجانب شعراء وكتاب من الخليج العربي.

وقالت سمية الطنيجي: “أنا بانتظار ليلة الخميس، فأنا وصديقاتي من المعجبين بالموسيقى الأصيلة والتي ربما لا تراها على الشاشات العربية للأسف ولا تسمعها ولها جمهور خاص، إلا أني آمل أن تساعد مهرجات كهذه على تهذيب الذوق ودعوة الشباب لأنواع فنية رفيعة وخلابة في نفس الوقت، كما أنها تصلح لهذا العصر، فمثلاً العديد من القصائد لمشاهير الشعراء وغيرها من أعمال الكتاب العالميين عمد الشباب لعصرنتها وخرجوا بنتيجة رائعة، أتمنى أن أرى المزيد ولا أعتقد أني استمتعت منذ مدة مثل الآن مع انطلاق هذا المهرجان المتميز”.

عرائس و”فيل”
وتتناول الفعالية الموسيقية خلال هذا الاحتفال جميع المقامات والإيقاعات الشرقية العربية بين العصرين الحديث والقديم، بالإضافة لموشحات أندلسية مستوحاة في الأصل من الشعر العربي.

ويلي ذلك ليلة بعنوان “الهدية” في حديقة الأطفال في حديقة أم الإمارات، حيث يقدم المهرجان عرض عرائس خيال الظل، ومسرح العرائس العربية، وتتمحور فكرة هذا العرض الذي تعود للعصر العباسي حول هدية أرسلها هارون الرشيد إلى الملك شارلمان عبارة عن “فيل”، انطلقت رحلة الهدية من بغداد حاملة معها شعار الصداقة بين البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى