حدد العلماء البريطانيون أنواعا بكتيرية جديدة “سوبر بكتيريا” لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية، وحددوا أيضا مصادر هذه الأنواع الخطيرة.

أصبحت “البكتيريا الفائقة”، أي الميكروبات المقاومة لعمل واحد أو أكثر من المضادات الحيوية، المشكلة الأكثر تعقيدا للأطباء. ومن بين هذه البكتيريا مسببات لأمراض نادرة من الالتهابات الخطيرة، مثل المكورات العنقودية الذهبية “Staphilococcus aureus” أو المكورات الرئوية “Klebsiella pneumoniae”. إذ يشكل هذا النوع من البكتيريا المقاوم للمضادات الحيوية خطرا حقيقيا يهدد حياة الناس، ويرجع بالطب إلى “العصور المظلمة” حسب قول العلماء.

ويقول الباحث ويليام غيز من جامعة إكزتر البريطانية إن “هذه البكتيريا الفائقة موجودة في أمعاء راكبي الأمواج بنسبة تزيد عن الناس الآخرين بثلاث مرات، لذلك يتوجب على الرياضيين الذين يمارسون هذا النوع من الرياضة الانتباه أكثر إلى صحتهم. كما نناشد السلطات المحلية في تلك الأماكن التي يكثر فيها هذا النوع من الرياضة أخذ التدابير اللازمة لحماية الصحة العامة من خطر هذه الأنواع البكتيرية”.

ويؤكد الباحثون على أن الحاضنات الرئيسة لهذه الميكروبات هي المستشفيات ومزارع الماشية التي تستخدم المضادات الحيوية لتسريع نمو سلالات البقر والحيوانات الأخرى. كما يوجد خطر كبير في المستشفيات للتركيز العالي للناقلات المحتملة للعدوى والجراثيم نفسها بسبب تأقلمها مع المضادات الحيوية، التي تؤثر على بنية البكتيريا وتجعلها أكثر مقاومة.

فقد كشف غيز وزملاؤه مصدرا آخرا لهذه البكتيريا، من خلال دراسة المحيط البكتيري للمعدة والأمعاء لدى مرتادي المسابح والشواطئ وغيرها من الأماكن التي توجد فيها كميات كبيرة من المياه، التي تعد ناقلات محتملة للسلالات الخطيرة من الميكروبات.

حيث جمع العلماء 300 عينة من الميكروبات لدى مجموعتين من عشاق الرياضات المائية المختلفة، فتبين أن أصحاب رياضة ركوب الأمواج يحملون هذه البكتيريا الخطرة بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف من بقية الأشخاص في التجربة الذين يمارسون رياضات مائية أخرى. فراكبوا الأمواج يبتلعون كمية من مياه البحر الساحلية بنسبة أكبر من غيرهم من الغواصين العاديين والسباحين بـ 10 مرات، وهذه المياه تكون مخلوطة بمياه الصرف الصحي التي تحتوي على بكتيريا ومضادات حيوية نمت في المستشفيات ومزارع المواشي.

ويوصي الأطباء وفقا لهذه البيانات العلمية أن تأخذ منظمة الصحة العالمية والمنظمات الطبية الأخرى، هذا الموضوع على محمل الجد لوضع استراتيجيات لاستخدام المضادات الحيوية ولرسم خطط في مكافحة هذه البكتيريا الفائقة.

المصدر: نوفوستي

خالد ظليطو

شاركها.