“أم الإمارات” تزور منطقة الحصن وتتجول في معالمها التاريخية والثقافية

أكدت رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن الارتباط بالماضي وتراث الأجداد، وفهم التحولات التاريخية تعد ركائز هامة لتطور ونمو المجتمعات الحديثة، إذ يتم من خلالها العمل على بناء الإنسان والرقي بوعيه من أجل تحسين مستوى الحياة بشكل عام. وجاء ذلك خلال زيارتها اليوم الخميس لمنطقة الحصن التي افتتحها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسمياً مساء أمس الأربعاء، بعد إنجاز دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لمشروع الترميم والتجديد للموقع، حيث تتألف منطقة الحصن من 4 مكوّنات مترابطة، هي: قصر الحصن، والمجمع الثقافي، والمجلس الاستشاري الوطني، وبيت الحرفيين، ويُعد الافتتاح الرسمي لهذه الوجهة الثقافية احتفاءً بتاريخ إمارة أبوظبي العريق وثقافتها الغنية.

وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك: “من دواعي الفخر والاعتزاز أن نشهد ترميم الصرح التاريخي الأبرز في أبوظبي، والذي شهد التحولات التي عاشها شعب الإمارات، حيث نجد في موقع الحصن ما يذكرنا بتضحيات الأجداد وتاريخهم العريق في صنع المعجزات وتحدي الظروف القاسية من أجل أن ننعم اليوم بحياة عصرية، إن وجود موقع تاريخي وثقافي بحجم قصر الحصن في قلب أبوظبي كفيل بتذكيرنا بجذورنا ونحن نتوجه إلى مستقبل مشرق وإيجابي دون أن ننسى الإرث العريق الذي تركه لنا الأجداد، وبما يحفظ ذاكرتنا وتاريخنا للأجيال القادمة”.

وأضافت “أبارك للجميع افتتاح منطقة الحصن وأدعو المواطنين والمقيمين إلى زيارة معالمه التاريخية والثقافية والتراثية، والتعرف على تفاصيل تاريخنا وتراثنا القديم والمعاصر، فموقع الحصن قلب مفتوح للجميع وفيه ينبض التاريخ وتتجدد فصول من الإنجازات التي عودتنها عليها دولة الإمارات”.

وتجولت الشيخة فاطمة بنت مبارك، في المجلس الاستشاري الوطني، الذي تأسس على يدي مؤسس الدولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بين العام 1968 و1970 وجرت فيه العديد من النقاشات المتعلقة بإدارة شؤون البلاد، وكان شاهداً على العديد من القرارات الهامة، كما استضاف النقاشات الإّتحادية والوطنية حتى أواخر التسعينيات إلى جانب تطوير الأنظمة الحكومية الحديثة والعصرية على المستويين المحلي والوطني، والتي كانت لها أساساتها في المفاهيم التقليدية للمجلس والشورى.

وكما تجولت في قصر الحصن التاريخي والذي تحول إلى متحف يسرد المحطات التي مرت بها أبوظبي عبر التاريخ، فاطلعت على معرض الحصن الداخلي بغرفه المتعددة والتي تؤرخ فصولاً وأحداثاً تاريخية هامة من خلال تتبع تفاصيل الحياة اليومية في الحصن، وكيفية تحول الحصن الداخلي الذي بُني حوالي عام 1795 من برج مراقبة وأصبح مقراً للحكم وللعائلة الحاكمة.

ويسرد المعرض طبيعة الحياة التي عاشها الأجداد وقصة انتقال قبيلة بني ياس من منطقة الظفرة إلى ساحل أبوظبي واستقرارهم فيها، كما يتناول تاريخ توحيد القبائل على يد الشيخ زايد الأول والذي كان يستقبل أفراد المجتمع بمجلسه في الحصن، الى جانب عرض مقتنيات للشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الشخصية، ثم ينتقل المعرض إلى تطور المدينة الحديثة في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث يعرض جواز سفره الأصلي وغيرها من الوثائق الهامة.

وانتقلت بعدها إلى القصر الخارجي والذي شُيد في أربعينيات القرن الماضي على يد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ويضم غرفاً متعددة منها مجلس الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والذي أعيد تصميمه.

ومن خلال المقتنيات والصور والمواد الفيلمية يتم شرح أساليب العمارة التي كانت متبعة في ذلك الوقت، وإنجازات الشيخ شخبوط وبراعته الدبلوماسية في إدارة شؤون البلاد وتحدي المحن العصيبة علاوة على عرض مقتنيات أثرية اكتشفها علماء الآثار في موقع الحصن.

واطلعت أم الإمارات على الغرف الخاصة بالعائلة الحاكمة والتي تضم قطعا أثرية تستحضر الفترة التي عاش فيها الشيخ شخبوط في قصر الحصن، بما فيها الغرف الشخصية لكل من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخة سلامة بنت بطي ومجلس النساء، حيث تروي هذه الغرف سير من سكنوا القصر والعادات والتقاليد التي ميزت ذلك العصر، بما فيها الحياة الاجتماعية والمناسبات المختلفة للإحتفال والموارد الطبيعية والغذائية التي كانت متوفرة عندها.

وانتقلت بعدها إلى “بيت الحرفيين”، والذي يضطلع بدور ريادي في حماية وصون التراث الإماراتي المعنوي العريق، والترويج له، وتحقيقاً لهذا الهدف، يقدم بيت الحرفيين برنامجاً شاملاً تتخلله مجموعة من المعارض وورش العمل والبرامج التدريبية التي تركز جميعها على الحرف الإماراتية اليدوية مثل السدو “النسيج البدوي” والخوص “تجديل سعف النخل” والتلي “التطريز”، بما يضمن نقل المعارف والمهارات المتعلقة بها للأجيال المقبلة.

والتقت الشيخة فاطمة بنت مبارك بمجموعة من الحرفيات اللاتي يمارسن حرفاً تقليدية مختلفة، ويعملن على نقل المعارف والتقاليد المختلفة المرتبطة بهذه الحرف إلى الأجيال المقبلة.

واختتمت جولتها بتفقد المرافق الخارجية حول موقع الحصن، والتي أعيد تصميم مناظرها الخارجية لتوفر مساحة مريحة للاستمتاع بمشاهد المدينة البانورامية والمساحات المزروعة بأشجار النخيل والغاف، إلى جانب القنوات المائية التي تم تصميمها لتحاكي نظام الري بالأفلاج في الواحات، ورافقها في هذه الجولة عدد من الشيخات والوزيرات وقيادات العمل النسائي.

وتحتفي الحِرف اليدوية الموجودة في “بيت الحِرفيين” بالعلاقة الإبداعية والفنية التي طورها الأجداد مع الموارد الطبيعية المحيطة، فقد تمكن الحِرفيون من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية التي تتميز بثرائها وتنوعها؛ حيث توجد فيها 3 أنواع من الأنظمة البيئية بما في ذلك النظام الصحراوي، والجبلي، والبحري.

وتعكس الحِرف اليدوية بفضل هذه المهارات إحساساً فنياً عالياً، ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، على الحفاظ على المهارات العملية فقط، بل يسهم أيضاً في تعزيز القيم الاجتماعية المشتركة المرتبطة بالهوية الإماراتية.

يذكر أن منطقة الحصن تفتح أبوابها للزوار والجمهور، بدايةً من يوم غد الجمعة 7 ديسمبر(كانون الأول) الجاري بدءاً من الساعة الرابعة عصراً ويتزامن مع هذه المناسبة تنظيم أسبوع حافل بالفعاليات الثقافية.

زر الذهاب إلى الأعلى