في محاولة منهم إلى استعادة حياتهم ما قبل “ثورة الشك”، ورغبة منهم في العودة إلى ما قبل حقبة “عقدة الذنب”، يحاول السعوديون استرجاع الحياة السعودية في حقبة ما قبل 1979، أو الحقبة التي يدرج السعوديون على تسميتها بـ”الصحوة”، بتداول عدد من المشاهد والصور التي أظهرت ما كان عليه أبائهم وأجدادهم قبل أكثر من 30 عاما من الآن.

وعلى الرغم من محاولات عدد من “مشائخ الصحوة” تغيير ملامح “التطرف” بـ “قناع الصحوة”، استطاع السعوديون أخيرا الخروج من عنق زجاجة “عقدة الذنب” التي أوهمهم بها العديد منهم، من خلال شمّاعة “سد الذرائع” التي اقتحمت حياة السعودي البسيط وتدخلت في أبسط مقومات الترفيه والمعيشة الخاصة به، ابتداءا من طريقة لبسه وأكله، مرورا بـ”تفتيش جواله” وأسئلة “ماركة الثلاجة” و “لون غرفة النوم” عند إيقافه من قبل “الهيئة”، وانتهاءا بـ”تحريم البلوت والبلوتوث”.

ولم تستطع ذكريات دور السينما في جدة و الطائف، أو حفلات محمد عبده وطلال مداح في الأحياء الشعبية في المدينتين، أو “بوسترات” إعلانات الحفلات في العديد من الصحف السعودية قبل حقبة 1979 في صد موجات الصحوة التي استخدم فيها مشائخها التشدد والترهيب بخطاب ديني أوهم الناس بانغماسهم في الذنوب، واستهدف فئة الشباب من خلال المخيمات الدعوية، إضافة إلى أشرطة المحاضرات التي “وزعت مجانا ولم تباع”، حتى بدلت “المقالم” من جباه الجنوبيات، ونفت الأغنية السعودية أكثر من 15 عاماً خارج البلاد، قبل أن يتحرك السعوديون لـ”استعادة ضبط الفطرة” وحلحلة “عقدة الذنب” ونبذ “ثورة الشك”.

شاركها.