من هوليوود إلى برلمانات أوروبا.. تتعدد الأدوات و”التحرش واحد”

فتحت عشرات الادعاءات بشأن وقائع اغتصاب واعتداءات جنسية ضد منتج هوليوود الشهير هارفي وينستاين، الباب على مصراعية لسيل من الاتهامات بين ضفتي الأطلسي أطاحت بوزراء وبرلمانيين ونحوم سياسيين. ويبدو أن ما رشح حتى الآن هو قمة جبل الجليد، فقد ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية إنها اطلعت على قائمة ادعاءات ضد 40 من نواب البرلمان التابعين لحزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ومن بينهم العديد من وزراء الحكومة الذين اتهموا بـ”القيام بمحاولات جنسية غير مرغوب فيها”. وقالت ماي على موقع تويتر “إن السلوك الجنسي غير المرغوب فيه، غير مقبول ويجب القضاء عليه”. ويأتي تدخل ماي في ظل ما يتردد حول تقارير متزايدة بشأن وقائع تحرش قديمة وحديثة، من جانب نواب في البرلمان وشخصيات نافذة أخرى، من بينهم منتجون وصحفيون في هيئة الإذاعة البريطانية.

واستقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون يوم الأربعاء بشأن سلوك سابق قال إنه كان دون مستوى “المعايير المرتفعة التي تشترطها القوات المسلحة”. ويحقق حزب المحافظين الحاكم مع وزيرين آخرين بخصوص مزاعم سلوك غير لائق ويبحث حزب العمال المعارض والحزب القومي الاسكتلندي تقارير مماثلة بشأن أعضاء فيهما.

كما اضطر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب الاسبوع الماضي للاعتذار عما وصفته الممثلة هيذر ليند بأنه “تحرش جنسي” بدر منه. وقال إن الأمر كان مجرد “تربيتة” ودودة ومزحة حتى تشعر أنها على سجيتها خلال جلسة لالتقاط الصور. ونشرت ليند (الاتهام على إنستقرام مع صورة لبوش (93 عاما) وهو يصافح الرئيس السابق باراك أوباما خلال تجمع الرؤساء الأمريكيين الخمسة الأحياء. وكتبت أنها تذكرت حين رأت هذه الصورة لقاءها ببوش قبل ثلاثة أعوام عندما “تحرش بي جنسيا أثناء الاستعداد لالتقاط صورة مشابهة“. وأضافت “لم يصافحني. لمسني من الوراء وهو جالس على مقعده المتحرك وبجانبه زوجته.

ولم تسلم مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل من مزاعم بوقوع انتهاكات. وناقش أعضاء البرلمان مقترحا عاجلا يدعو لتشديد القواعد والعقوبات المتعلقة بالانتهاكات في أماكن العمل وطالبوا البرلمان بالتوقف عن غض الطرف عن الممارسات “المقززة” وذكر تقرير لصحيفة “صنداي تايمز” أن أكثر من 12 مساعدة برلمانية أغلبهن من الشابات اشتكين من التعرض للتحرش على يد مشرعين رجال.

وفي باريس تجمع محتجون في ميدان بلاس دي لا ريبوبليك استجابة لدعوة تم نشرها عالميا الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق (مي تو) واستخدمت هذا الهاشتاق ملايين النساء عبر العالم لتبادل تجاربهن بشأن التحرش على تويتر وفيسبوك. ووفقا لمراقبين فلا يعلم أحد متى ستتوقف كرة “التحرش” المتدحرجة في اتجاهات متباينة.

زر الذهاب إلى الأعلى