قصة صانع الصاروخ الباليستي “عراب” الدمار في الحرب العالمية الثانية

بدأ حياته ميكانيكيا بسيطا يعمل في تصليح السيارات ليساهم بعد ذلك في قتل الملايين من البشر بعد توصله لصناعة أول صاروخ باليستي “، هذه باختصار قصة مخترع أول صاروخ باليستي قبل استخدامه في الحرب العالمية الثانية .

ولم يجد الألماني ” النازي ” فيرنر فون براون بعد مساهمته في قتل 7 ألاف شخص في بريطانيا خلال عام واحد ( 1945 -1944 ) سوى قوله بأن الصاروخ البالسيتي كالمشرط في يد الجراح إما أن يعالج أو أن يقتل، والحال كذلك للصاروخ الباليستي أما أن يستخدم لأغراض سلمية كرحلة لاستكشاف الفضاء أو أن يكون أداة للقتل والدمار .

كان هذا ما قاله الرجل الذي بدأ حياته ميكانيكيا بسيطا يعمل في تصليح السيارات قبل أن يقود بعد ذلك برنامج ألمانيا الصاروخي ويساهم في التوصل لاستكشاف وصناعة أول صاروخ باليستي في العام 1938 والذي أستخدم فيما بعد في الحرب العالمية الثانية وكان يصل مداه آنذاك لأكثر من 200 كم .

وينتمي براون الذي ولد في العام 1912 في بلدة ريفية في بولندا تسمى ويرزيسك لأسرة ارستقراطية حيث يعتبر والده مصرفيا مرموقا ووزيرا في جمهورية فايمار التي عرفت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واستمرت ما بين العام 1919 – 1933 .

وربما ان براون لم يشعر يوما ما بالذنب حيال ما خلفته مئات الآلاف من الصواريخ التي قام بالتوصل لها واستخدمت في إبادة الملايين من البشر وذلك حين قال في العام 1971 بعد انتقاله للولايات المتحدة الأمريكية: ” العلم في حد ذاته ليس له بعد أخلاقي، فالعقار الذي يشفي إذا ما تُناول بجرعات قليلة قد يقتل إذا ما تجاوزها. والمشرط في يد جراح ماهر قد ينقذ حياة إنسان ولكنه يقتل إذا ما غرز بضع بوصات أعمق. والطاقة النووية التي تنتج طاقة كهربائية رخيصة في مفاعل صغير قد تقتل عندما تطلق عشوائياً في قنبلة، لذلك ليس من معنى أن تسأل عالماً إذا كان عقاره أو مشرطه أو طاقته النووية مفيدة أو ضارة بالجنس البشري .

كان هذا هو ما كتبه ” عراب الدمار في الحرب العالمية الثانية ” بعد 26 عاما من انتقاله للولايات المتحدة الامريكية وبعد توصله لأول صاروخ أطلق عليه v2 ليتطور العلم بعد ذلك في أمريكا وليتمكن من الوصول لصواريخ أخرى مستلهمة من ذلك الصاروخ الذي استخدم في الحرب العالمية الثانية.

الشيء الذي قد تعرفه لأول مرة هو أن براون من ساهم بشكل رئيسي في وصول الأمريكان للفضاء بعد سنوات قضاها في وكالة ناسا للفضاء , ولهذا لم يقتله الأمريكان حين انقضت الحرب بل مُنح الجنسية الأمريكية ومزايا أخرى إضافة إلى مناصب عليا في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ليقدم لهم بعد ذلك خدمة عظيمة لا تزال حتى هذه اللحظة محل فخر لبلاد العم سام .

وقبل حوالي 40 عام من قراءتك لقصته وتحديدا في شهر يونيو من العام 1977 توفي براون بعد معاناة طويلة مع داء السرطان الذي أصابه في البنكرياس ليدفن أخيرا بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مقبرة بولاية فيرجينيا الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى