اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.. طحن السعوديين يسبق “جعجة” العرب

79 عاما مضت، بين وصف رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل لـ “الملك عبدالعزيز” بأنه “أصلب وأعند حليف لبريطانيا يعارضها في القضية الفلسطينية”، وبين مواقف الملك السعودي السابع سلمان بن عبدالعزيز تجاه القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ أولى أيام توليه الحكم، والتي أظهر من خلالها الطحن السعودي “جعجعة” العرب، بعد تدخل الملك سلمان في إعادة فتح المسجد الأقصى للمسلمين في الـ 27 من يوليو من العام الجاري 2017، والتي أعلنها بيان للديوان الملكي السعودي جاء فيه.. “أن العاهل السعودي أجرى اتصالات بالكثير من زعماء العالم بما فيهم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لعدم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين، وعدم منعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم فيه، في الوقت الذي تتاجر فيه الكثير من الدول الإسلامية والعربية بالقضية الفلسطينية”.

ولم يكن وصف تشرشل للملك عبدالعزيز هو الموقف الوحيد للمؤسس السعودي الذي قال في اجتماع له باللورد بلهافين وستنتون والسير ريدر بولارد في عام 1938، “إن مشروع تقسيم فلسطين يحسب بحق نكبة عظيمة على العرب والمسلمين، ولذلك يجب أن يصرف عنه النظر بتاتا وأن يسير إلى خطة أخرى”، هو الموقف الوحيد للمؤسس السعودي الذي دعم الثورة العربية الكبرى في فلسطين في العام 1939 بشراء ألف بندقية ألمانية و 52 رشاشا، إضافة إلى مليون طلقة كلفت الخزانة السعودية قبل ظهور النفط -آنذلك- نحو 9.5 ألف جنية إسترليني، لتواصل السعودية دعمها المادي لفلسطين في العام 1978 بتقديم دعم سنوي لفلسطين لمدة 10 أعوام بلغ 1.97 مليار دولار، إضافة إلى تخصيصها 6 مليارات دولار لدعم الانتفاضة الفلسطينية في العام 1987، فالتعهد بتمويل البرنامج الإنمائي بـ 300 مليون دولار في الأعوام 1994، 1995، 1997، 1999، إضافة إلى وفائها بالالتزام العربي بدعم الموازنة الفلسطينية، منذ العام 2002 وحتى العام 2004 بتحويلها 184.8 مليون دولار، إضافة لإنشائها صندوقي “الأقصى” برأس مال 800 مليون دولار كانت حصة السعودية فيه 200 مليون دولار، وصندوق “انتفاضة القدس” برأس مال التزمت السعودية بدفع 50 مليون دولار فيه من رأس مال بلغ 50 مليون دولار.

الدعم السعودي للقضية الفلسطينية لم يقتصر على المال فحسب، بل جاوز ذلك إلى التصويت السعودي المعارض لقرار تقسيم فلسطين ضمن 13 دولة عارضت قرار الأمم المتحدة رقم 181 في العام 1947، والقاضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيمها إلى كيان فلسطيني وآخر يهودي، ووصاية دولية على “القدس” و”بيت لحم”، إضافة إلى المشاركة السعودية في حرب 48 إلى جانب القوات المصرية في حربها مع اليهود بقوة بلغت نحو 97 ألف جندي استشهد منهم نحو 96 جنديا سعوديا.

أول مشروع عربي للسلام، كانت فكرته سعودية أيضا، بعد إعلان الملك فهد بن عبدالعزيز مشروعا للسلام العربي في القمة العربية في فاس العام 1982، والمطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، بما فيها القدس، وإزالة المستعمرات الإسرائيلية بعد 67، وضمان حرية الأديان إضافة إلى تأكيد حق الفلسطينيين في العودة وتعويض من لا يرغب، إضافة إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، إضافة إلى مبادرة الملك عبدالله بعد 20 عاما في بيروت العام 2002 المؤكد على الحق الفلسطيني في إنشاء دولة فلسطينية والمطالب بحل دائم وعادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد مدى الاهتمام السعودي بالقضية الفلسطينية، والعمل الجاد الذي يقوم به السعوديون فعلا، دون أي متاجرة بالقضية، أو محاولة تشتيت انتباه العالم عن القضايا الأخرى بإبراز القضية الفلسطينية كالمواقف القطرية والإيرانية والتركية تجاه القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى