أشادت مؤسسة “غيتس الخيرية” بالدور الهام والإسهام الكبير لدولة الإمارات في الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال، بدعمها الملموس لحملات مكافحة المرض في باكستان. ووصف مدير البرنامج الخاص باستئصال شلل الأطفال في مؤسسة “غيتس الخيرية”، جيمس وينغر، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأنه أحد أبرز القادة العالميين الذين أبدوا التزاماً قوياً لدعم الجهود العالمية في القضاء على شلل الأطفال.

وقال، إن دولة الإمارات دعمت أيضاً جهود استئصال المرض في أفغانستان، وإثيوبيا، وكينيا، والسودان، مشيراً إلى أن المؤسسة ودول الإمارات تعكفان على دراسة إنشاء معهد بحثي في أبوظبي تتلخص مهمته في ترجمة البيانات والأبحاث حول مرض شلل الأطفال، إلى سياسات فعالة يتم تطبيقها في أرجاء المنطقة.

وأضاف “نتطلع للاستفادة من الكفاءات والإمكانيات التي تتمتع بها أبوظبي لتسريع الجهود الرامية لمعالجة العديد من التحديات المرتبطة بالصحة في العالم، وفي مقدمتها استئصال شلل الأطفال بشكل نهائي”.

تحديات
وأوضح أن القضاء على مرض شلل الأطفال من شأنه أن يسهم في تحسين حياة معظم الأطفال في الدول المتأثرة بهذا المرض، مستطرداً أن هناك تحديات ضخمة ما تزال ماثلة في المناطق التي ينتشر فيها المرض ومن ضمنها الصراعات المسلحة، وانعدام الأمن، والنزوح السكاني، وصعوبة الوصول للقرى النائية بشكل يعقد مهمة الفرق العاملة على إيصال وتقديم جرعات التطعيم للأطفال.

إلا أن وينغر أبدى تفاؤلاً بالقضاء التام على شلل الأطفال في العالم، قائلاً إن تقلص المناطق الجغرافية التي ينتشر فيها المرض والزيادة الملحوظة في مستويات المناعة، تُظهر بوضوح أن الحملات المتواصلة للتطعيم والالتزام المستمر من المانحين والمسؤولين سيكون لهما أثر فعال في القضاء على المرض.

دعم إماراتي كبير
وبسؤاله عن خطط التعاون المستقبلي بين المنظمات الدولية، مثل “مؤسسة غيتس”، والدول المانحة، مثل دولة الإمارات، أجاب وينغر أن العديد من قادة العالم، وعلى رأسهم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أبدوا التزاماً قوياً لدعم الجهود العالمية، ويكفي أن الشيخ محمد بن زايد قدم العام الماضي 30 مليون دولار أمريكي، مساهمةً منه في دعم المبادرة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال.

ودعا وينغر قادة الدول المتأثرة لإظهار التزامهم بالتعاون التام لمكافحة واستئصال المرض، ودعا الدول والجهات المانحة لمواصلة دعم البرنامج، مشيراً في هذا الصدد للشراكة الناجحة القائمة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤسسة “غيتس الخيرية” والتي تسعى للقضاء التام على مرض شلل الأطفال في العالم.

ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية واليونسيف، نجحت برامج التطعيم ضد شلل الأطفال في تغطية 85% من المناطق المستهدفة في العالم، ما يترك حوالي 19.9 مليون طفل عرضة للإصابة بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه عبر اللقاحات.

جهد متواصل
ولفت وينغر إلى أنه بجانب دعمه المتواصل لجهود استئصال شلل الأطفال ظل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يدعم بسخاء البرامج العالمية لمكافحة الأمراض الأخرى مثل برنامج استئصال دودة غينيا.

وذكر في هذا الإطار أن دولة الإمارات قدمت في 2017 دعماً سخياً لتلك البرامج من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان والذي نجح في تطعيم أكثر من 13 مليون طفل في ذلك العام، ما رفع إجمالي الجرعات المقدمة للأطفال دون سن الخامسة إلى 96 مليون جرعة، في 66 منطقة، مسهماً بذلك في خفض احتمال تعرض الأطفال للشلل بـ 98%.

وقال إن استضافة دولة الإمارات لاجتماع الاستعراض النصفي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين في ديسمبر (كانون الأول) المقبل ستمثل فرصة لتقييم أداء التحالف خلال الفترة الاستراتيجية 2016 – 2020، وللاحتفاء بالإنجازات التي تحققت، ولاستقطاب شركاء جدد، خاصةً من منطقة الشرق الأوسط.

وعن مدى الخطورة التي يشكلها شلل الأطفال على المصابين، قال وينغر إن الطفل الذي يتعرض لشلل الأطفال سرعان ما يعاني من تيبس، وضعف في جزء من عضلات جسمه ويصبح معاقاً، مشيراً إلى أن أسوأ حالات شلل الأطفال هي التي تصيب العضلات التي تساعد الطفل على التنفس، ما يؤدي لوفاته إذا لم يحصل على الرعاية الطبية الملائمة.

وأوضح أن شلل الأطفال، عبارة عن فيروس يدخل عن طريق الفم ويستقر في الأمعاء، مشيراً إلى أن المرض كان منتشراً في كل بلدان العالم، ووصلت الحالات في 125 بلداً عام 1988 إلى 350 ألف حالة وفي هذا العام، شخصت 20 حالة فقط في العالم في دولتين هما أفغانستان، وباكستان.

وعلق في هذا الصدد قائلاً، إن ذلك يعكس مدى التطور الملحوظ في جهود القضاء على المرض إلا أن هناك غياباً للإحصائيات في بعض المناطق النائية في العالم، وأن القضاء التام على المرض يتطلب إيصال اللقاحات لجميع الأطفال في تلك المناطق.

وتناول وينغر الاستراتيجيات التكميلية التي يتبناها البرنامج لدعم عمليات التطعيم باللقحات مثل حملات التطعيم من منزل لمنزل، وبرامج التوعية واحتفالات يوم التلقيح، على المستويات الوطنية، وبرامج التواصل مع النازحين.

وأضاف أن البرنامج يتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني في الدول المتأثرة ويتمتع بشراكات قوية مع علماء الدين، والمنظمات النسوية، ويقيم برامجاً تدريبية للناشطين في خدمة المجتمع.

وقال إن اللقاح الذي يؤخذ عن طريق الفم يعتبر من أنجع الوسائل التي تحول دون انتقال الفيروس من شخص لآخر، كاشفاً أن استخدام هذا النوع من اللقاحات ساهم في استئصال 99% من حالات شلل الأطفال في العالم.

وشدد وينغر في ختام اللقاء على أهمية التركيز على تجاوز العقبات الأخيرة التي تواجه جهود الاستئصال عوض التركيز على تحديد آخر يوم لاستئصال المرض، مبرراً ذلك بأن هناك الكثير الذي يجب فعله لتحقيق هذا الهدف، معرباً عن تفاؤله بالنجاح في القضاء على هذا المرض بشكل كامل.

شاركها.