“اليونسكو” تدعو الأفراد والحكومات للاحتفاء باليوم العالمي للشعر

تحتفي منظمة الأمم المتحدة بمناسبات عدة على مدار العام، تهدف إلى إذكاء الرغبة لدى الجمهور لمتابعة أنشطتها وبرامجها المُتخصّصة، وتتولى منظمة اليونسكو سنوياً مسؤولية إحياء فعاليات اليوم العالمي للشعر الذي يُصادف يوم 21 مارس (آذار) من كل عام، ويُعتبر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية في مختلف دول العالم. ودأب رؤساء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، منذ العام 2000، على توجيه رسالة خاصة باسمهم في هذه المناسبة المميزة للشعراء ولعُشّاق الشعر في كل مكان، بهدف تكثيف الفعاليات التي تحتفي بالشعر ودوره الإنساني، ودعم الشعراء الشباب على وجه الخصوص.

وفيما تستعد المنظمة لإطلاق فعاليات ثقافية خاصة في مقرّها بالعاصمة الفرنسية، وجّهت اليونسكو هذا العام دعوات عدّة على مستوى الأفراد والحكومات للمُشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 مارس (آذار) 2018، وأوضحت أنّ ذلك من الممكن أن يتم من خلال اقتناء دواوين للشعراء الشباب، ودعم شعراء البلد للمشاركة في جلسات شعرية خاصة، وكذلك دعوة الأصدقاء لأمسية شعرية مميّزة، وحتى تخزين مواقع شعرية إلكترونية مُفضّلة للرجوع إليها في كل فرصة لتذوق الشعر.

كما حثّت المنظمة الدولية على تعلّم الشعر من خلال تداول حكم الشعراء والأمثال الشعبية لمختلف الدول، والاستمتاع بباقة من القصائد والألغاز الشعرية الفكاهية، وإيقاظ حسّ الإبداع الأدبي عبر مفاجأة الأصدقاء ومتذوقي الشعر خصوصاً بحفظ وإلقاء أقوال ومأثورات شعرية في أغراض متنوعة على مسامعهم.

وكانت منظمة اليونسكو أعلنت عن اليوم العالمي للشعر في عام 1999، وليتم الاحتفاء به لاحقاً بدءاً من مارس (آذار) 2000، والهدف من هذا اليوم كما جاء في مُبرّرات الإعلان عنه، هو تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم. وكذلك تجديد الاعتراف بأهمية الشعر كتراث إنساني عالمي، وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية.

ووفقاً لمنظمة اليونسكو، فإنّ اليوم العالمي للشعر يسعى كذلك لدعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها شعراً في مجتمعاتها المحلية.

وبالإضافة لذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم، كما أن الهدف منه أيضاً هو رسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا يُعاد ينظر إليه كشكل قديم من أشكال الفن.

وتشجع اليونسكو الدول الأعضاء على القيام بدور نشط في الاحتفال باليوم العالمي للشعر، على المستويين المحلي والدولي، والمشاركة الإيجابية للجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الثقافية الخاصة والعامة كالمدارس والبلديات والمُجمّعات الأدبية، والمتاحف ودور النشر والروابط الثقافية.

وتعترف الأمم المتحدة بالشعر كأحد أشكال التعبير الشفاهي وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، فمنذ آلاف السنين عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، ويُحوّل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.

يُذكر أنّ منظمة اليونسكو كانت احتفت في مايو (أيار) الماضي، بمقرّها في باريس، بمشاريع أبوظبي الشعرية برنامجي “شاعر المليون” و “أمير الشعراء”، حيث قدّم حينها مدير عام شركة أبوظبي للإعلام وعضو لجنة تحكيم برنامج “أمير الشعراء” علي بن تميم ورقة عمل، أكد فيها أنّ مثل هذه البرامج الثقافية التلفزيونية تُساهم في النهوض الحضاري والتنموي، وفي تطور الذائقة والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني، وتعزيز قيم الحوار والتسامح، وخلق فضاءات للتعبير الشبابي، وهو ما يحمي أيّ أمة من الأمم من التحجر والسقوط في فخّ الخطابات المتشنجة والمتطرفة والعنيفة.

وأشاد وزير الثقافة الأسبق في الجمهورية الفرنسية فريديريك ميتران بالدور الثقافي الكبير الذي تلعبه أبوظبي على مستوى العالم، وبأهمية برنامجي شاعر المليون وأمير الشعراء ودورهما التثقيفي للجيل الجديد، والمساهمة في تعزيز الاحتفاء بالشعر كأحد أهم عناصر التراث الثقافي للبشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى