مخاوف من دخول مواطنين إلى السجن بسبب “مفطّحات”!

ماذا وراء عزائم المفطّحات؟

تخوّف كاتب سعودي من دخول عدد من المواطنين إلى السجن، بسبب “عزائم المفطّحات”، من خلال الإصرار على مظاهر الإسراف و”الهياط الاجتماعي”.

وقال الكاتب عبدالله الجميلي في مقال نشره اليوم الثلاثاء بصحيفة “المدينة”، تحت عنوان “حرب مفطّحات.. ثم السجن!”، وقال: ” نعم صور (إسراف مجتمعنا السعودي)، واهتمامه بالكماليات والهوامش كثيرة ماضيا وحاضرا؛ يقوده لذلك الهياط والنفاق الاجتماعي حتى أن بعض من في الخارج اعتقد امتلاك كل سعودي لـ (بئر من النفط)؛ ولكن ما على الجميع أن يتنبه له أن الظروف المحيطة قد تبدلت والمعطيات قد اختلفت؛ وأن من يمدحك ويصفق لك إذا أسرفت اليوم، لن يلتفت لك أبدا إذا استدنت، ثم أعسرت فسجنت غدا!“.

وما دعا الكاتب لتذكر مشاهد “الهياط”، استشهاده بقصة في بريطانيا لأحد المبتعثين، حيث كتب: “يقول أحد طلابنا الدارسين في بريطانيا، كنت ذات يوم مع (المشرف على رسالتي العلمية في الجامعة)، وعند حلول وقت الاستراحة اقترح علَيّ مصاحبته لمنزله القريب لتناول بعض الطعام، وفي طريقنا توقعت أن أجد هناك أطباق (المُحمّر والمُشمّر، كما يقول إخواننا المصريون)، فهذه أول مرة يتجرأ ويدعوني؛ ولكن كانت المفاجأة عند وصولنا أنه فقط قدم لي (تفاحة وعُلبة من زبادي الفواكه)!”.

وأضاف الجميلي: “استغرابُ (طالبنا) نابع من الثقافة التي نشأ وعاش عليها، أما (أنا) فلم أعجب أبدا من (تصرف ذلك الرجل)؛ فزياراتي لأكثر من 30 بلدا كشفت لي أن المجتمعات هناك أفرادا وأسرا تعيش وفق إمكاناتها بعيدا عن البذخ والمظاهر الكذّابة! وهذا عكس ما يحدث في (مجتمعنا)، فالفئات ذات الدخل المحدود أو المتوسط، والمكبلة بالديون تهتم مثلا في سكناها بالمجالس الكبيرة، وفي عاداتها بالولائم الباذخة؛ بل منها من تتحمل المزيد من القروض لأغراض السفر السياحي، أو لحفلات زواج أبنائها؛ حيث ليلة واحدة تلتهم منها أكثر من (100 ألف ريال)؛ فقط من أجل إرضاء قلّة من الناس ستأتي لنصف ساعة لتأكل، ثم لن تخلو تعليقاتها بعد ذلك من الانتقادات!”.

زر الذهاب إلى الأعلى