أكد وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، اليوم الإثنين، الدور الريادي المهم لـ “أسبوع أبوظبي للاستدامة” الذي يقام تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في دفع جهود التنمية المستدامة حول العالم، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 10 روؤساء دول و 120 وزير ضمن مشاركة 180 دولة، في هذا الحدث العالمي. جاء ذلك اليوم الإثنين في المؤتمر الصحافي الذي انعقد للإعلان عن “أسبوع أبوظبي للاستدامة” الذي سيقام بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بين 12و19 يناير (كانون الثاني) 2019، بحضور كل من وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” عدنان أمين، ووكيل دائرة الطاقة بأبوظبي محمد جمعة بن جرش الفلاسي، والرئيس التنفيذي لـ “مصدر” محمد جميل الرمحي، والرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية بسوق أبوظبي المالي العالمي ريتشارد تينغ.

منصة عالمية
وقال وزير التغير المناخي الدكتور ثاني الزيودي إن “أسبوع أبوظبي للاستدامة بات يمثل واحدة من أهم المنصات العالمية التي تعمل على نشر وعرض تجارب وحلول الاستدامة، ورفع الوعي بأهميتها وضرورة إسراع الخطى في اعتمادها للحفاظ على البيئة، كما يساهم في إبراز جهود دولة الإمارات ودورها الرائد في تبني هذه الحلول محلياً والعمل على نشرها عالمياً”.

وأشار إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن استراتيجيتها لدعم وتعزيز تحقيق الاستدامة على مستوى القطاع البيئي والعمل من أجل المناخ وتمكين الشباب من المشاركة في تحقيق هذا الهدف، وتفخر الوزارة بالمشاركة بشكل فعال في “أسبوع أبوظبي للاستدامة” عبر تنظيمها للدورة الثانية من مبادرة ملتقى تبادل الابتكارات في مجال المناخ – كليكس، التي تعد وبناءً على نتائج دورتها الأولى خطوة فعالة لخلق روافد تمويليه للابتكارات الشابة في مجال الاستدامة.

وتنعقد دورة هذا العام من أسبوع ابوظبي للاستدامة تحت شعار “تقارب القطاعات: تسريع وتيرة التنمية المستدامة”، وستسلط الضوء على التقارب الحاصل بين التقنيات الرقمية والمبتكرة وما يفضي إليه من فرص وحلول جديدة يمكن أن تساهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الازدهار.

مسار مشترك
من جهته، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” عدنان أمين: “يعتبر أسبوع أبوظبي للاستدامة واحداً من التجمعات العالمية البارزة، إذ يلتقي تحت مظلته قادة ورواد أعمال وأكاديميون بهدف تحديد مسار مشترك لمستقبل اقتصادي مستدام وأكثر ازدهاراً تقلُّ فيه نسبة الانبعاثات الكربونية”.

وأضاف “تنعقد الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي السلطة النهائية لاتخاذ القرار في الوكالة التي تضم 180 بلداً، سنوياً خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهو ما يعكس أهمية الأسبوع كمنبر عالمي رائد للحوار حول السياسات وتشجيع اتخاذ خطوات عملية”.

وأشار أمين إلى أن تسريع نشر الطاقة المتجددة يشكل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، ويمثل أكثر الوسائل فعالية من حيث التكلفة والجدوى الاقتصادية والمزايا المجتمعية والتي تضمن تحقيق أهداف الوكالة في الحد من التغير المناخي، مؤكداً التزام “آيرينا” بتسليط الضوء على هذه الأهداف خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة وغيره من المناسبات الأخرى.

تعزيز الاستدامة
ويهدف أسبوع أبوظبي للاستدامة، أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم، إلى استكشاف أبرز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، ويجمع تحت مظلته مزيجاً فريداً من قادة الدول والوزراء وصناع القرار وخبراء القطاعات ورواد الابتكار وقادة الاستدامة في المستقبل، لتبادل المعارف وتطبيق الاستراتيجيات وتطوير الحلول الكفيلة بمواصلة مسيرة التقدم”.

واستقطبت الدورة الماضية من أسبوع أبوظبي للاستدامة 38 ألف مشارك من 175 دولة، من ضمنهم أكثر من 300 متحدث دولي و180 وزيراً، وشهدت إعلان مشاريع بنحو 15 مليار دولار.

ويُستهل الأسبوع فعالياته بانعقاد الدورة التاسعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” من 11 إلى 13 يناي (كانون الثاني)، ويختتمها مع فعالية المهرجان في مدينة مصدر التي تقام يومَي 18 و19 يناير.

محاور الحدث
وجرى هذا العام توسيع نطاق محاور الأسبوع ليغطي بالإضافة إلى الطاقة المتجددة مجالات وقضايا أخرى بما يتماشى على نحو أمثل مع “رؤية الإمارات 2021” وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، والعمل على مواجهة تحديات الاستدامة العالمية وفق نهج أكثر شمولاً. وتشمل المحاور الجديدة الطاقة والتغير المناخي، والمياه، ومستقبل التنقل، والفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا لحياة أفضل، كما سيجري مناقشة موضوعين رئيسين هما الشباب والرقمنة ضمن كافة المحاور.

وقال وكيل دائرة الطاقة بأبوظبي محمد جمعة بن جرش الفلاسي، إن “الاستدامة هي أحد الركائز الأساسية في استراتيجيتنا الرامية إلى زيادة كفاءة مواردنا الطبيعية وتعزيز مساهمتها في دعم قطاع الطاقة في دولة الإمارات. ونحرص على تحقيق هذا من خلال زيادة مستويات التكامل والتنسيق بين جميع الشركاء المعنيين بهذا القطاع، ووضع استراتيجية وقوانين مناسبة تقلل من معدلات استهلاك النفط والغاز وتعزز الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة وتحديداً الطاقة الشمسية. ويشكل الاعتماد على أحدث التقنيات والحلول الذكية في مختلف مراحل عملية إنتاج الطاقة، توجهاً عملياً كونه يعزز من كفاء القطاع ويقلل من نسب انبعاثات غاز الكربون”.

من ناحيته، أضاف الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” التي تستضيف أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019 محمد جميل الرمحي، أنه “بالإضافة إلى ريادتها في مجالي الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام، تفخر مصدر باستضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يقام تحت رعاية كريمة من ولي عهد أبوظبي نائي القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، وبفضل التزام دولة الإمارات تجاه جهود الاستدامة، ودعم شركة مبادلة للاستثمار، والتعاون مع مختلف الأطراف وشركائنا الاستراتيجيين ووسائل الإعلام، ومشاركة مختلف أطياف المجتمع المحلي، بات يشكل هذا الحدث واحداً من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم”.

تضافر وتعاون
وأضاف الرمحي: “ثمة العديد من القطاعات ومن ضمنها شركات ناشئة، تلتزم باتخاذ خطوات فاعلة لتعزيز جهود الاستدامة مستفيدة من التطور التكنولوجي والتسارع التقني وقدرتهما على إحداث التغيير، وندرك في مصدر بأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تضافر جميع الأطراف وتعاون مختلف القطاعات، وهي مهمة لا تقتصر فقط على قطاع الطاقة المتجددة، فمن خلال التزام الجميع بقضايا الاستدامة يمكننا تحقيق تقدم ملموس في الحد من ظاهرة التغير المناخي”.

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية بسوق أبوظبي المالي العالمي ريتشارد تينغ: “يسر سوق أبوظبي العالمي استضافة ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام تحت مظلة أسبوع أبوظبي للاستدامة، وذلك من منطلق دوره كمركز مالي دولي وإيمانه بأهمية التمويل المستدام والاستثمار والعمل مع الأطراف المعنية في المنطقة والعالم لاستقطاب الاستثمارات لمجال التمويل بما يعود بالفائدة على المجتمع والاقتصاد”.

وأضاف “يقدم ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام منصة تجمع الجهات الحكومية والمبتكرين وموفري الخدمات والمستثمرين ورواد القطاع لمناقشة الاستثمار المستدام والتنمية الاقتصادية على المدى الطويل. وإننا على ثقة بأن أبوظبي ودولة الإمارات يوفران بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات تمكنهم من زيادة رأس المال، والإدارة الحكيمة للمخاطر بما يعزز نجاح واستدامة أعمالهم”.

القمة العالمية لطاقة المستقبل
وستستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية الرئيسية في أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة، أكثر من 850 شركة من 40 دولة، كما ستعقد الدورة الأولى من “قمة المستقبل” يومَي 15 و16 يناير (كانون الثاني) وستجمع قادة من القطاعين العام والخاص بهدف تسريع عملية التحول نحو بناء مجتمعات مستدامة عبر تضافر الجهود بين المستثمرين والحكومات ومختلف القطاعات، وتشمل قائمة المتحدثين الذين تأكدت مشاركتهم في الأسبوع رؤساء حكومات وعدد من كبار الشخصيات الإماراتية والأجنبية وقادة القطاعات في العالم.

وفي إضافة جديدة لقائمة فعالياته، يشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام انعقاد الدورة الافتتاحية من “ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام”، والذي يركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام ودفع رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وسيجمع الملتقى نخبة من كبار المستثمرين من الشركات والمنظمات العالمية والشركاء المعنيين والأكاديميين والمؤثرين الرئيسيين لتبادل الأفكار الخاصة بقطاع التمويل المستدام في المنطقة، كما سيتيح المجال للكشف عن خطط سوق أبوظبي العالمي لإنشاء مركز تمويل مستدام قوي وعالمي.

وسيوفر مركز “شباب من أجل الاستدامة” منصة للطلبة والمهنيين الشباب والمبتكرين ورواد الأعمال للاطلاع على مستقبل قطاع الاستدامة والتواصل مع خبراء القطاع. وسيضم المركز فعالية “مهارات المستقبل 2030″، وهي عبارة عن تجربة تفاعلية تجمع بين نخبة من الخبراء ورواد الصناعات وصناع القرار مع الشباب بهدف استكشاف وتعزيز المهارات التي يتوجب توفرها في مهن ووظائف المستقبل.

ويواصل ملتقى “تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس”، أحد المكونات الرئيسية لمركز “شباب من أجل الاستدامة”، حيث سيعمل على الجمع بين الجهات الاستثمارية وأصحاب الأفكار المبتكرة بهدف صياغة شراكات مؤثرة تسهم في دفع عجلة الجهود المبذولة للوصول إلى حلول مستدامة تساهم في الحد من تداعيات تغير المناخ، وذلك عن طريق تبادل المعرفة وقدرات الابتكار وتأمين التمويل. وقد قام المشاركون النهائيون في عام 2018 من الملتقى بعرض ابتكاراتهم في سوق ملتقى ” كليكس”، وقد أبدت جهات استثمارية اهتمامها بهذه الابتكارات وحصل نصف المشاركين على تعهدات من المستثمرين يقدر قيمتها بـ 17.5 مليون دولار.

وعمل ملتقى ” كليكس” على توسيع برنامجه لهذا العام وتلقى رقماً قياسياً في أعداد الطلبات وصل إلى 811 طلباً من 83 دولة، وشملت قائمة المواضيع المطروحة الاستدامة في مجال الفضاء، ومستقبل الطاقة، ومستقبل الغذاء والزراعة.

 جائزة زايد للاستدامة
وسيعقب حفل الافتتاح الأسبوع المقرر في 14 يناير(كانون الثاني)، توزيع جوائز “جائزة زايد للاستدامة”، التي قامت أيضاً بتوسيع فئاتها هذا العام لتشمل إضافة إلى فئة المدارس الثانوية العالمية أربع فئات جديدة هي الصحة والغذاء والطاقة والمياه.

وسيشهد الأسبوع انعقاد “ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” تحت شعار “دور المرأة في النهوض بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة” وذلك في 16 يناير(كانون الثاني).

ويذكر أن الملتقى أطلق خلال الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 2015 بهدف التركيز على ثلاثة محاور أساسية هي تعليم المرأة، وإتاحة فرص التواصل أمامها، وتمكينها عبر تزويدها بالمهارات اللازمة للمشاركة بدور فاعل وقيادي في كافة قطاعات الاستدامة.

حملة “نحن ملتزمون”
وفي إطار دعم أهداف أسبوع أبوظبي للاستدامة وتعزيز مخرجاته العملية، ستنطلق حملة عالمية بعنوان “#نحن_ملتزمون” بمشاركة وزراء من الإمارات وقادة أعمال وشخصيات بارزة من الإمارات والعالم.

وإلى جانب تعهد الشخصيات المشاركة في الحملة بالالتزام بجهود الاستدامة، تدعو الحملة الجمهور إلى تسليط الضوء على التزاماتهم الخاصة باعتماد أسلوب حياة أكثر استدامة، مع تعزيز الاعتراف بحق جميع المجتمعات في التمتع ببيئة نظيفة ونقية وموارد مياه عذبة في 2019 الذي أطلق عليه عام التسامح في الإمارات.

وستختتم فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019 بالمهرجان الذي يقام في عطلة نهاية الأسبوع بمدينة “مصدر”، ويهدف إلى تشجيع الوعي البيئي. وستركز أنشطة المهرجان على سبع مناطق تعبر عن مواضيع الطاقة، والاستدامة، والمياه والزراعة، والأنشطة المجتمعية، بالإضافة إلى منطقة السوق، ومنصة العروض الترفيهية، ومصدر بارك.

شاركها.