لم يتحقق حلم الفنان محمد أبو عمرو الذي خطه على رمال بحر غزة بالعودة لبلاده، التي هجّرت إسرائيل أجداده منها، فقد كانت رصاصات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي قمعت مسيرة “العودة الكبرى” على حدود قطاع غزة، أسرع من تطبيق قرار الأمم المتحدة، الذي يقضي بعودته وعودة أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني. الفنان أبو عمرو، والذي اشتهر في غزة برسمه على رمال البحر، خط على شاطئها قبل يوم من استشهاده جملة “أنا راجع”، في إشارة لهاشتاق تداوله النشطاء الفلسطينيون، للتحشيد في المشاركة في مسيرة العودة الكبرى، على حدود قطاع غزة، والتي قمعها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أبو عمرو استشهد، جراء قمع جيش الاحتلال لمسيرة العودة الكبرى، حيث كان يشارك في فعالياتها في منطقة شرق مدينة غزة، ضمن عشرات آلاف الآخرين جاؤوا للمشاركة في المسيرة، فيما بقي “حلم العودة” يراود أصدقاؤه، الذين أكدوا استمرارهم في المشاركة في فعاليات مسيرة العودة، حتى منتصف مايو(أيار) المقبل، والذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية الـ70.

ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الشهيد أبو عمرو مؤكدة أن المبدعين، ولو رحلوا جسداً، فإن إبداعاتهم ستبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال، ولن تموت.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو، إن “ما حصل في قطاع غزة من استهداف بالقتل لأبناء شعبنا، وأسفر عن استشهاد 15 منهم، وبينهم الفنان أبو عمرو، إنما هو استمرار للحرب التي تتواصل منذ عقود ضد الثقافة الفلسطينية، باعتبارها واحدة من أساليب النضال الأساسية ورافعاته، ولكون الثقافة مقاومة”.

وأضاف بسيسو أن “الثقافة بكافة مفرداتها الإبداعية، من أهم أدوات مقاومة الاحتلال، وسياساته العنصرية، الذي يحاول تهويد التاريخ، وتشتيت الذاكرة وتزييف الوعي، وإلغاء الوجود الفلسطيني ليكون شكلياً، وحصارا الفلسطيني، وعزله عن عمقه العربي والإنساني”.

الفنان “أسامة سبينة” والذي اشتهر هو الآخر بالرسم على رمال بحر قطاع غزة، نقش اسم الشهيد محمد أبو عمرو على رمال بحر مدينة غزة، لتخليد اسمه، مهدياً هذا العمل الفني لروحه.

ويقول سبيتة، إن أدوات الشهيد محمد أبو عمرو التي كان يستخدمها للرسم رمال البحر ستظل معه، وسيستخدمها لرسم، ونقش كل ما يحث على العودة لفلسطين.

شاركها.