قالت نشرة “أخبار الساعة” إن دولة الإمارات عموماً وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص تعمل على استحداث وتطوير استراتيجياتها بشكل متواصل، وخاصة تلك التي تتعلق بتعزيز مدخلات القطاعات الرئيسية الحيوية الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي. ويأتي ذلك من خلال السعي حثيثاً نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة من وراء ذلك من خلال العمل على تطوير الشركات الوطنية، وتحديداً تلك العاملة في قطاع النفط والغاز وفق خطط استثمارية تلبي الاحتياجات والطموحات، وتحقق أداء إيجابياً ونمواً في الأعمال والمشاريع، من دون إغفال أهمية التركيز على تنمية المهارات البشرية وزيادة استقطاب الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز وتحفيز مساهمة القطاع الخاص، وبما يعزز مكانة الدولة على خريطة الطاقة عالميا.

وتحت عنوان “مكانة مرموقة على خارطة الطاقة العالمية”، أشارت إلى أنه خلال ترؤس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اجتماع المجلس في مقر شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، أكد أن دولة الإمارات وبقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ماضية في تطوير قطاع النفط والغاز واستثمار عائداته لجهود تنويع الاقتصاد، وضمان التنمية المستدامة الشاملة باعتباره العمود الفقري والممكن الأساسي للاقتصاد الوطني.

وأضافت النشرة الصادرة اليوم الثلاثاء عن “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أنه وانطلاقاً من مواصلة شركة “أدنوك” لجهودها في إحداث نقلة نوعية في مختلف أعمالها لتحقيق قيمة مستدامة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية، جاء اعتماد المجلس الأعلى للبترول خلال الاجتماع “استراتيجية أدنوك الشاملة للغاز”، تعبيراً عن السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول من مستورد إلى مصدر للغاز من خلال تحفيز الاستثمارات والمشاريع التطويرية والشراكات الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز القيمة من مكامن الغاز، وخاصة بعد اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، واكتشاف مليار برميل إضافي من النفط الخام، الأمر الذي حفز المجلس على اعتماد خطط لزيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020، و5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، واعتماد خطة العمل الجديدة التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للفترة من 2019 إلى 2023.

وقالت إن “أدنوك” عملت على الارتقاء بأداء قطاعي النفط والغاز ارتكازاً على أسس صلبة تشتمل على الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة والارتقاء بالأداء، ورفع الكفاءة والمرونة وتعزيز العائد الاقتصادي والربحية والنشاط التجاري، حيث أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالنتائج المهمة التي حققتها “أدنوك ” في أدائها المالي والفني وجهودها في إقامة شراكات استراتيجية تحقق أقصى قيمة من أعمالها في قطاعي النفط والغاز تأكيداً لدورها الريادي الذي تلعبه أبوظبي في قطاع الطاقة العالمي، وخاصة بعد الإعلان عن محفزات كبيرة ستنعش سوق الطاقة وتحدث نقلة نوعية كبيرة في اقتصاد الإمارة خلال السنوات الخمس المقبلة، وبما يحرك نموها ويدعم الاقتصاد الوطني.

وذكرت أن تشديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة استشراف المستقبل ومواكبة تطورات قطاع الطاقة لضمان البقاء في صدارة الركب، وترسيخ مكانة الدولة المرموقة كمزود موثوق به ومسؤول عن موارد الطاقة، يؤكد أحد أهم الدوافع التي جعلت من “أدنوك ” تعمل على مواصلة توسعة أعمالها، وتحقيق قيمة إضافية لها سعياً إلى تحقيق المزيد من النمو والتوسع في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والغاز والتكرير والبتروكيماويات، تستند إلى شراكات استراتيجية تسهم في نقل المعرفة واستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الذكي، وبما يدعم الاقتصاد الوطني ويحفز النجاح لخطط التنمية الشاملة والمستدامة ،ويلبي في الوقت نفسه الطلب العالمي المتنامي على الطاقة.

وأوضحت “أخبار الساعة” في ختام مقالها الافتتاحي أن اعتماد استراتيجية الغاز الشاملة يشكل مرحلة جديدة ومهمة ضمن الجهود في تنفيذ “استراتيجية أدنوك المتكاملة للنمو الذكي 2030” عبر تطوير مكامن الغاز والموارد غير التقليدية من خلال الاستثمارات سعياً إلى تلبية الطلب المحلي المتنامي على الكهرباء والاستخدامات الصناعية للطاقة، وتعزيز استخدامات الغاز الطبيعي المسال في إنتاج البتروكيماويات، فضلاً عن أن الزيادة التدريجية في السعة الإنتاجية للنفط سيبقي “أدنوك” قادرة على الاستمرار بدورها كمزود معتمد وموثوق به للطاقة، ويبقيها قادرة على الاستجابة للنمو المتوقع في الطلب على النفط الخام ما من شأنه إنعاش قطاعات عدة في الإمارة والدولة، أبرزها قطاعات المقاولات والإنشاءات والخدمات والعقارات والصناعة، وخاصة الصناعة المعتمدة على النفط وصناعة المواد الأولية كالأنابيب وغيرها.

شاركها.