قالت نشرة أخبار الساعة إن القمة العربية – الأوروبية تنطلق اليوم الأحد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وسط تحديات مشتركة متنامية وربما غير مسبوقة، تحتم على العرب والأوروبيين تكثيف التعاون، بل إقامة شراكات وربما تحالفات استراتيجية حقيقة أكثر واقعية وفاعلية. ويولي الجانبان أهمية كبيرة لهذه القمة، حيث توفر منصة مهمة لمناقشة وتحقيق المصالح المتبادلة التي تربط الإقليمين العربي والأوروبي، بينما تشكل فرصة حقيقية لتفعيل الروابط الجغرافية وحتى التاريخية بما يخدم القضايا والمصالح المشتركة.

ظروف حساسة
وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “انعقاد القمة العربية – الأوروبية وسط تحديات مشتركة متنامية”، إن “القمة تعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة، فمن الجهة الجنوبية تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يشكل العرب عصبها الرئيسي تطورات متلاحقة، حيث تعاني العديد من دوله أزمات متنوعة أسفرت عن مشاكل سياسية معقدة، وتحديات أمنية شائكة وصعوبات اقتصادية مزمنة، كما يتزايد التحدي الإيراني، حيث تواصل طهران دعمها للميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، ولم تتوقف عن تدخلاتها السافرة في شؤون الدول العربية، بينما تحول دون إيجاد حلول للازمات التي تضرب المنطقة، بل على العكس من ذلك، تقوم بتغذيتها والانخراط المباشر وغير المباشر فيها. كما تتواصل المعاناة من ظاهرة التطرف والجماعات الإرهابية مع تحقيق تقدم طفيف في معالجة أسباب الظاهرة وخيوطها المعقدة، وما يزيد من أهمية هذه القمة أيضاً، أنها تُعقد بينما يشهد البحر الذي يربط أوروبا بالوطن العربي، أكبر موجات للمهاجرين الذي يشكلون أحد أكبر الهواجس للأوروبيين، وأحد المسببات للخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يجري فيه اكتشاف المزيد من الموارد الحيوية ليس لأوروبا فقط، وإنما أيضاً للعالم أجمع، خاصة تلك المتعلقة بالاكتشافات الحديثة لحقول الغاز الضخمة التي ستجعل من سابع أكبر بحر في العالم مساحة، ربما أكثرها أهمية استراتيجية سياسياً واقتصادياً، وكذلك أمنياً وعسكرياً”.

الاتحاد الأوروبي
وأوضحت أنه “بالمقابل، يمر الاتحاد الأوروبي بظروف مستجدة وتطورات ربما غير مسبوقة أيضاً: فهو أولاً، يعاني مشكلة خروج بريطانيا التي تمثل مأزقاً حقيقياً للأوروبيين والبريطانيين، وسيكون لها انعكاسات وتأثيرات اقتصادية وسياسية كبيرة ستطال الاقتصادات العربية والأوروبية، وثانياً، تعاني أوروبا، التطرف والإرهاب، وهناك مخاوف حقيقية من عودة عناصر تنظيم داعش الذي يقترب – وفقاً لمصادر أمريكية – من نهايته عسكرياً في سوريا”.

وتابعت النشرة: “ثالثاً، تعاني دول أوروبا، أزمة ربما غير مسبوقة مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت سياساتها التجارية تمثل تحدياً حقيقياً لاقتصاد الدول الأوروبية، حيث تضعف السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من قدرة أوروبا على المنافسة التجارية، بينما تشكل ضبابية التزاماته التحالفية، سواء في إطار حلف شمال الأطلسي الذي يعد ركيزة الأمن الأوروبي، أو خارجه في مناطق مهمة وحيوية أخرى للجانبين، مصدراً لقلق أوروبي حقيقي، وخاصة مع تنامي النفوذ الروسي عالمياً من خلال بناء شراكات وتحالفات متنوعة، وإقليمياً في شرق البحر الأبيض المتوسط، هذا فضلاً عن التحديات الذي يثيرها صعود الشعوبية والتيارات اليمينية التي قد تخلط الأوراق وتضر بعلاقات أوروبا بجيرانها إذا ما وصلت إلى السلطة، وكذلك تنامي التيارات المعارضة للعولمة، وهي التي قد تجعل من بعض دول القارة مصدراً للهجرة المعاكسة، بعد أن كانت موطن للهجرة القادمة”.

واختتمت أخبار الساعة قائلة: “إذن، تنعقد القمة العربية – الأوروبية وأمامها جدول أعمال زاخر ليس من حيث عدد الملفات فقط، ولكن أيضاً من حيث خطورتها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة في المصالح الخاصة والمشتركة، وسيكون في مقدمة هذه القضايا التي تمثل هواجس مشتركة ومصدر قلق للعالم العربي والقارة العجوز، هي الهجرة والأمن والتطرف والإرهاب والتغيرات المناخية، والملفات الإقليمية الساخنة مثل الصراع العربي – الإسرائيلي والأزمة في اليمن والوضع الأمني والسياسي المتفاقم في ليبيا وتطورات الساحة سوريا، ويبقى السؤال الأهم هنا: هل تنجح هذه القمة في إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الجانبين لتقوية العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستويات جيدة، تحقق مصالحهما المشتركة؟!”.

شاركها.