“مركز الإمارات للدراسات” يبدأ فعاليات مؤتمره السنوي الرابع والعشرين

افتتح مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر السنوي الرابع والعشرين للمركز “حوار أبوظبي: تحديات وفرص التغيير في القرن الحادي والعشرين” الذي تستمر فعالياته حتى غد الأربعاء بقاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي. استهل المؤتمر أعماله بكلمة ترحيبية للدكتور جمال سند السويدي، أكد خلالها أن “هذا المؤتمر يعكس إدراك المركز المتعاظم لأهمية استشراف المستقبل حتى يمكننا معرفة ما يحمله من تحديات وفرص، ومن ثم طرح الرؤى والتوصيات الكفيلة بمواجهة هذه التحديات، وتعظيم الاستفادة من تلك الفرص، وذلك على النحو الذي يسهم في دعم صانع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أحد الأهداف الأساسية التي يسعى المركز إلى تحقيقها”.

المستقبل العالمي
وأضاف السويدي: “لقد حرصنا ونحن نعد جدول أعمال هذا المؤتمر على أن يناقش القضايا الأساسية المؤثرة في صياغة المستقبل العالمي، ولكننا لم ننس في الوقت نفسه مناقشة قضيتين مهمتين للغاية بالنسبة لنا في العالم العربي، وهما: قضية الهوية الوطنية في ظل التغيرات العالمية، وقضية التغيير ومستقبل اللغة العربية، حيث لا يخفى على أحد ما تتعرض له الهويات الوطنية الفرعية، بشكل عام، في النظام العالمي الراهن من تحديات وجودية، تتطلب بذل كل الجهود الممكنة للحيلولة دون محو هذه الهويات وذوبانها”.

وشدد جمال السويدي على أن “التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم، تفرض علينا الاستعداد بشكل مبكر لكي نتعامل من خلال استراتيجيات فعالة مع ما يحمله لنا المستقبل من فرص وتحديات”.

وأعرب السويدي عن ثقته بأن هذا المؤتمر، بمحاوره المختلفة وبهذه النخبة المتميزة المشاركة فيه، وما سيناقشه من موضوعات متميزة، سيقدم رؤى عميقة وجادة حول كيفية مواجهة تحديات المستقبل وتعظيم الاستفادة من الفرص الكبيرة التي سيوفرها.

ثم ألقى قائد كلية الدفاع الوطني اللواء الركن طيار رشاد محمد السعدي، الكلمة الرئيسية للمؤتمر، التي أكد فيها أن المؤتمر السنوي الرابع والعشرين لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يتضمن محاور متميزة ترسم ملامح واقعية للحاضر والمستقبل، ما يوفر ركائز مهمة لمراجعة وإعداد السياسات والخطط الاستراتيجية التي تتقاطع فيها عناصر تقييم وتحليل البيئة الاستراتيجية مع واقع الموارد المادية والبشرية، وسبل ووسائل تحقيق الأهداف المخططة في خضم قفزات تقنية متوالية، وتنافس دولي تخوضه القوى العالمية الرئيسية من خلال توظيف واستخدام آليات استراتيجية وأدوات متجددة وحديثة، وأساليب مبتكرة وربما غير مسبوقة تتجاوز في بعض مراحلها القوانين والأعراف الدولية السائدة، وقيم الأمم والشعوب وحضاراتها في نزعة شرسة لتحقيق مآربها وبلوغ غاياتها، وفرض التغيير كواقع مسلم به.

وأشار السعدي إلى أن “البيئة الأمنية الاستراتيجية يعتريها الكثير من التحديات الحقيقية والصعوبات غير المسبوقة، ولكن بالقدر الذي عظمت فيه التحديات فإنه من الإنصاف أيضا الإقرار بظهور الكثير من الفرص الواعدة التي تبشر بمستقبل مزدهر لكافة الدول التي تسعى لاستثمار ذلك، مؤكداً أن التغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم تفرض ضرورة لعب أدوار تشاركية من قبل الحكومات والمنظمات والأفراد ومراكز الفكر في سبيل السيطرة على بعض نتائجها وإفرازاتها ذات التأثيرات شديدة الخطورة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التخلي نسبيا وتدريجيا عن السياسات الانطوائية والكلاسيكية، والقيام بأدوار جماعية تتطلب التحلي بالإرادة الجادة والعزم والشفافية، والتعاون وبذل جهود واقعية تستند إلى رصد موارد كافية، وإعداد استراتيجيات وخطط متوسطة وبعيدة الأمد”.

زر الذهاب إلى الأعلى