تجربة رائدة “تحرر” المصابات بسرطان الثدي من العلاج الكيميائي!

وجدت تجربة سريرية أمريكية رائدة أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي في المراحل المبكرة يمكنهن تجنب مخاطر فقدان الشعر والعقم والألم المزمن وحتى الوفاة الناجمة عن العلاج الكيميائي.

وبات يمكن للأطباء تقديم النصيحة بثقة لآلاف النساء اللواتي يعانين من أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعا، بإمكانية تخليهن عن “معاناة العلاج الكيماوي” دون الإضرار بفرصهن في البقاء على قيد الحياة، وفقا لمنظمات السرطان الخيرية.

وتعد هذه التجربة الأكبر من نوعها فيما يتعلق بعلاج سرطان الثدي، وإحدى أولى اختبارات العلاج الشخصي باستخدام علم الوراثة لدى المرضى، وفقا للباحثين الأمريكيين.

ويقوم المعهد الوطني للصحة والرعاية الصحية في بريطانيا (NICE)، والذي يقرر ماهية العلاجات التي تمولها هيئة الخدمات الصحية الوطنية، بمراجعة توجيهاته بشأن اختبار Oncotype DX المستخدم في هذه التجربة، والذي كان متاحا في NHS منذ عام 2013.

وقال أخصائيو السرطان في بريطانيا إنه من الضروري أن تؤخذ هذه النتائج الأخيرة في الاعتبار عند إعداد التقرير النهائي، وذلك لضمان حصول النساء في NHS على الرعاية العالمية الرائدة.

ومن خلال النظر إلى 21 علامة وراثية في خلايا الورم، كان اختبار Oncotype DX قادرا على تحديد مدى فعالية الورم مع إعطاء درجة من واحد إلى 100 لخطر انتشاره في مكان آخر، بالإضافة إلى احتمال عودته.

وخلص الباحثون إلى أنه يمكن الاستغناء عن العلاج الكيميائي في الحالات الآتية:

– لدى جميع النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 50 عاما ولديهن مستقبلات هرمونية إيجابية وسرطان ثدي HER2 سلبي، مع معدل تكرار يصل إلى 25، أي حوالي 85% من النساء في هذه الفئة العمرية.

– لدى جميع النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 50 عاما مع معدل تكرار المرض من 0 إلى 15، حوالي 40% من النساء في هذه الفئة العمرية.

وبالإضافة إلى الآثار الجانبية الشائعة، يمكن لمضاعفات العلاج الكيميائي أن تهدد الحياة، بما في ذلك خطر قصور القلب أو سرطان الدم الذي يتطور بعد سنوات عديدة من العلاج.

ويمكن للنساء بدرجات تكرار تساوي 10 أو أقل، البدء باستخدام علاج هرموني مانع لهرمون الإستروجين بأمان. في حين أن المصابات اللواتي حصلن على 26 درجة أو أكثر، فيمكنهن الاستفادة من العلاج الكيميائي أيضا، للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.

ومع ذلك، فإن غالبية النساء المصابات بهذا المرض “يقعن” بين الخيارين، حيث كانت فوائد العلاج الكيميائي غير مؤكدة وقرارات العلاج أكثر صعوبة.

وجاءت أحدث النتائج التي نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine، وقدمت في وقت واحد في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية في شيكاغو، بعد إجراء تجربة شملت 10273 امرأة.

وقالت الدكتورة كاثي ألباين، المعدة المشاركة في الدراسة من كلية الطب في Chicago Strich: “يجب أن يكون للدراسة تأثير كبير على الأطباء والمرضى. وستعمل النتائج على زيادة عدد المرضى الذين يستطيعون التخلي عن العلاج الكيميائي دون المساس بفرص بقائهم على قيد الحياة”.

المصدر: إنديبندنت

ديمة حنا

زر الذهاب إلى الأعلى