أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، برنامج الفحص المبكر عن تشوهات القلب الخلقية الحرجة “CCHD” عند المواليد الجدد في المستشفيات، من خلال اعتماد بروتوكول إلكتروني ذكي لقياس نسبة تشبع الأكسجين لجميع المواليد قبل مغادرتهم المستشفى، بهدف وقاية حديثي الولادة من الوفاة الفجائية أو حتى المضاعفات المزمنة عند الأطفال حديثي الولادة. وأنهت الوزارة كل التجهيزات اللوجستية والفنية من ناحية توفير الأجهزة والكوادر الطبية المدربة لتطبيق هذا البرنامج في 9 مستشفيات تقدم خدمات الولادة موجودة في 5 إمارات لتشمل تغطية البرنامج 50% من سكان الدولة، علماً أن الفحص المبكر عن تشوهات القلب الخلقية يستغرق 3 دقائق باستخدام أحدث الأجهزة العالمية، ويجب تقديمه خلال 24 ساعة من الولادة.

وافتتح فعالية إطلاق برنامج الفحص المبكر عن تشوهات القلب الخلقية الحرجة (CCHD) عند المواليد الجدد في مركز التدريب والتطوير بالشارقة الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات الدكتور يوسف محمد السركال، ومدير إدارة المستشفيات الدكتورة كلثوم محمد، والمدير الإقليمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط و أفريقيا لشركة ماسيموستايسي أورسات والمدير الفني في مستشفى القاسمي الدكتورة سمية الزرعوني.

وأكد الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات الدكتور يوسف السركال، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، على أهمية إطلاق برنامج الفحص المبكر عن تشوهات القلب الخلقية الحرجة “CCHD” عند المواليد الجدد، لتحسين نسبة التنبؤ بالمرض، ومن ثم تقليل معدل الوفيات وأمراض الرضّع المصابين بتشوهات القلب، ولتخفيف العبء المالي والاجتماعي والنفسي على المرضى وذويهم في ظل ارتفاع تكاليف إجراء عمليات تشوهات القلب.

الأولى عالمياً
ولفت إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية تعتبر الأولى عالمياً في استخدام تطبيق Eve الخاص بجهاز Masimo Rad-97™ بما يضمن الكشف السريع وانتقال المعلومات إلكترونياً لقاعدة البيانات وتوفر تطبيق إلكتروني لجمع البيانات وتحليلها، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي اعتمدته الوزارة في إنجاز عدة مشاريع حيوية، بهدف الارتقاء بالخدمات الصحية في مستشفيات الوزارة إلى مستويات تنافسية مرموقة وضمن معايير عالمية وذلك في إطار توجهات القيادة الحكيمة لتنفيذ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 وتستهدف في قطاع الصحة تقليل نسبة الأمراض المزمنة والخطيرة ودمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية وإدارة المستشفيات.

وأشار إلى أن الوزارة ستقوم بإنشاء قاعدة بيانات للأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية القلبية، ووضع مؤشرات أداء إكلينيكة لمتابعة سير البرنامج، كما تم ربط البرنامج بنظام تكنولوجيا الرعاية الصحية (وريد) لإنشاء سجل الكتروني للمرضى وتوحيد طرق العلاج والفحوصات اللازمة و المراجعات الطبية، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة الهادفة لتقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة وتطوير نظم المعلومات الصحية وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية للمستشفيات وبناء أنظمة الجودة والسلامة الصحية.

الدول المتقدمة
وأوضح الدكتور يوسف أن هذا البرنامج موصى به من قبل العديد من الجمعيات العلمية والهيئات العالمية مثل الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، مضيفاً أنه “تم تطبيق مثل هذا البرنامج في دول أخرى في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية والسويد ووألمانيا والدنمارك وبإنضمام الوزارة إلى هذا البرنامج تم إداراج دولة الإمارات من ضمن الدول المتقدمة التي تقدم الفحص للمواليد الجدد على خارطة العالم. ويأتي تطبيق البرنامج ليعزز الخدمات الصحية في مستشفيات الوزارة إلى مستويات تنافسية مرموقة، في إطار استراتيجية الوزارة لبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية وتعزيز استخدام التقنيات الذكية وفق المعايير العالمية، بما يتوافق مع رؤية الامارات 2021 والأجندة الوطنية”.

كما أشارت مدير إدارة المستشفيات الدكتورة كلثوم محمد إلى أن برنامج الفحص المبكر عن تشوهات القلب الخلقية الحرجة “CCHD” سيتم تطبيقه في 9 مستشفيات تابعة للوزارة، وذلك بعد توفير الجيل الجديد من أجهزة قياس النبض ونسبة تشبع الأكسجين بالدم من أجل الكشف عن التشوهات الخلقية القلبية، كما تم بناء تطبيق ذكي يساعد الفنيين الصحيين على تسجيل المعلومات وإدخال بيانات الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية القلبية، لإنشاء قاعدة بيانات موحدة و مؤشرات أداء اكلينيكية لمتابعة سير البرنامج.

ورشات عمل
وأوضحت أن الوزارة ستقوم بتقديم ورشات عمل للممرضات من أجل تأهيلهم لعمل فحص التشوهات الخلقية القلبية وشرح البرنامج الوطني، كما سيتم توزيع نشرات تثقيفية في أقسام الولادة الحديثة للطاقم الطبي والأهالي لشرح أهمية الخضوع للفحص سواء للوالدين أو حتى للمجتمع، و سيتم توعية وتثقيف الممارسين الصحيين بهذا البرنامج وتعريف الأهالي بأهمية الفحص الوقائي.

ولفتت إلى أنه سيتم استخدام أحدث أجهزة قياس النبض ونسبة تشبع الأكسجين بالدم للكشف عن التشوهات القلبية من شركة ماسيمو. وأكدت بأن الفحص دقيق وسريع، حيث يستغرق ثلاث دقائق لكل مولود ويتم القيام به قبل خروج المواليد الجدد من المستشفى. وبخصوص الحالات التي لم تجتاز الفحص المبكر سيتم إجراء فحوصات إضافية لمعرفة السبب و تقديم العلاج المناسب حسب الحالة من أجل تقديم الرعاية الصحية المبنية على أسس وبراهين علمية وتقليل العبء على الدولة والمجتمع.

هذا وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن أمراض القلب الخلقية تعتبر من العيوب الخلقية أكثر شيوعا حيث تصيب 8 مواليد جدد تقريباً من كل 1000 مولود حي . وعليه، فإن الإخفاق في اكتشاف أمراض القلب الخلقية الحرجة قد يؤدي إلى مضاعفات حرجة تهدد حياة المريض.

شاركها.