كشف معرض الدفاع الدولي آيدكس 2019 المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مدى التطور العملي الكبير الذي حققه أبناء الإمارات باختصاصاتهم العلمية المتقدمة والدقيقة في كثير من المجالات الحديثة والتي تنم عن مدى مواكبة الشباب لتطلعات القيادة وطموحاتها نحو المستقبل ورؤيتها الهادفة إلى توجيه وتوظيف قدرات الشباب وطاقاتهم للوصول إلى حكومة تعتمد على الابتكار والمعرفة كأساس للوصول إلى الريادة عالمياً. 24 التقى خلال معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2019)، عدداً من طلاب وطالبات الإمارات الذين التحقوا بتخصصات جديدة ونادرة في جامعات حكومية لمواكبة توجهات الدولة المستقبلية، حيث أكدوا أهمية التخصصات الجديدة التي التحقوا بها ودورها في تأهيلهم للعبور إلى المستقبل بخطى واثقة متسلحين بالمعارف والمهارات التي اكتسبوها، مشيرين إلى ضرورة إعداد كوادر إماراتية جاهزة لمواجهة تحديات المستقبل، واللحاق بعجلة التغيرات المستمرة في سوق العمل، مثمنين ما يحظون بهم من دعم واهتمام من القيادة الإماراتية، التي توفر لهم جميع الإمكانات وبرامج التمكين للنهوض بقدراتهم ومهاراتهم ليكونوا شركاءها في صناعة المستقبل.

دليل تشريحي للطائرات
وبدوره، قال يعقوب علي عبد الرحمن الشامسي، طالب ماجستير أمن معلومات في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب حصوله على بكالوريوس هندسة طيران في تركيز الطائرات، وبكالوريوس في الرياضيات الحاسوبية: “هندسة أمن المعلومات مهمة لتطوير المعلومات، والبنية التحتية المتكاملة للصناعات والتكنولوجيا الحديثة، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، مؤكداً أهمية وجود خبرات إماراتية تقوم بتطوير المعلومات في الدولة، إلى جانب المشاركة في صياغة القوانين والسياسات الحكومية في مجال أمن المعلومات.

ولفت إلى أنه فيما يتعلق بهندسة الطيران، فكان سيراً على خطى والده، وتحقيقاً لحلمه بأن يكون لديه ابن يصمم الطائرات ويشارك في الصناعات العسكرية المحلية في الدولة.

ويعرض الشامسي في جناح جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، مشروعه الذي يقدم أول دليل تشريحي مطور للأجهزة الإلكترونية – وخاصة الطائرات دون طيار – “الدرون” على مستوى الأجهزة الأمنية في العالم، بما يمكن جميع الأجهزة الأمنية من استخدامه والوصول إلى هذا الدليل الذي يشرح كيفية استخدام الجهاز بطريقة احترافية، واستخراج جميع الأدلة من تاريخ إمساك الجهاز وحتى تسليمه للمحكمة بعد صياغة الأدلة الجنائية.

الفضاء
ومن جهته، قال طالب هندسة ميكانيكية تخصص أنظمة فضائية في جامعة خليفة للعوم والتكنولوجيا علي ناصر سالم الحمادي،: “اختياري لتخصص الأنظمة الفضائية هو لما يوفره هذا المجال من فرص مستقبلية واعدة، كما يلعب الفضاء دوراً مهماً في الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تتبناها دولة الإمارات، باعتباره أحد القطاعات السبعة ذات الأولوية من ناحية الابتكار”.

وأكد على أهمية قطاع الفضاء في الدولة من ناحية دعم الاقتصاد، وإتاحة الفرصة للشباب الإماراتي بالدخول إلى المجالات الواسعة التي يتيحها هذا القطاع المستقبلي الواعد، مضيفاً: “وعلى المستوى الشخصي أحببت هذا التخصص كونه جديداً وأردت اكتشافه، إلى جانب أنه شكل بالنسبة لي تحدياً ولدي طموح بالتميز فيه وليس مجرد دراسته”.

وأشار إلى أنه يعرض وفريق من الجامعة خلال (آيدكس 2019) القمر الاصطناعي (ماي سات 1)، منوهاً بأن العمل على تصميم وصناعة الأقمار الصناعية يفتح المجال للإنسان للتعرف على مدى ترابط الأنظمة في كل قمر اصطناعي ببعضها البعض، متابعاً: “الفضاء لم يعد حلماً وفي قاموسنا لا وجود لكلمة مستحيل، ودورنا كشباب هو مشاركة دولتنا وقيادتنا في تحويل الأحلام إلى واقع”.

الجندي الطائر
وبدورهن، استطاعت 3 طالبات يدرسن في جامعة الإمارات، ابتكار “الجندي الطائر” الذي قدمن طلباً للحصول على براءة اختراع به، وهن: فاطمة النعيمي تخصص هندسة تصميم أنظمة الحاسوب الرقمية، وحمدة عبد الله الشامسي وميرا سعيد الساعدي طالبتا هندسة الكمبيوتر.

وأشارت الطالبات إلى أن اختيارهن لهذا التخصص هو بهدف مواكبة توجهات دولة الإمارات للتحول نحو الحكومة الإلكترونية، وتماشياً مع الثورة الصناعية الرابعة، إذ أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان، إلى جانب الفرص الوظيفية والآفاق الواسعة التي يفتحها لهن هذا التخصص مستقبلاً.

وحول مشروع “الجندي الطائر” الذي يقمن بعرضه ضمن جناح جامعة الإمارات في معرض (آيدكس 2019) للمرة الأولى، شرحت الطالبات آلية عمله، إذ يعمل على إتمام عمليات نقل الأسلحة والمعدات العسكرية بأمان من مكان إلى مكان آخر، من خللا ربطه بتطبيق عبر الهاتف الذكي، بحيث يستطيع تحديد اليوم والتاريخ الأنسب، وأفضل طريق لنقل الأسلحة.

وأضفن أنه يتم إرسال طائرتين دون طيار (درون)، الأولى مهمتها استكشاف المكان ومدى كون آمناً أم لا لإتمام العملية، وترسل تنبيهاً عبر الهاتف الذكي للطرف الآخر بأنه يمكن إرسال شحنة الأسلحة عبر هذا الطريق الآمن، بينما مهمة الطائرة الثانية احتساب عدد قطع الأسلحة التي تحملها سيارة نقل الأسلحة، كما ترافقها حتى الوصول إلى مكان التسليم، لتقوم بعدها بالتأكد من أن عدد القطع هو ذاته من نقطة الانطلاق حتى نقطة التسليم، كما أن (الجندي الطائر) يستطيع استبعاد السيارات المرافقة لعمليات نقل الأسلحة، إذ يمكن للجنود الاكتفاء بمتابعة سير العملية مباشرة عبر التطبيق الذكي، والتدخل في الحالات الطارئة.

وأكدن أنهن قمن بالاطلاع على أهم احتياجات القطاع العسكري، وكيفية توظيف الطائرات دون طيار في تلبيتها، ونوهن إلى أن عملية البحث قبل بدء تنفيذ المشروع استغرقت 3 شهور، والفترة ذاتها كانت للتنفيذ وبرمجة الطائرة دون طيار، بينما سيعملن لاحقاً على مسألة تحليل البيانات التي تسجلها الطائرة.

مشروع “حوام”
ومن جانبه، ذكر الطالب حمدان أحمد النقبي تخصص جيولوجيا في جامعة الإمارات، أنه اختار هذا التخصص حباً بالعلوم والخوض في تفاصيل الأشياء وسبر أعماقها، ومواكبة التطورات، للإسهام في مسيرة تقدم الدولة، وتلبية لطموحاتها المستقبلية.

ولفت إلى أنه يعرض ضمن جناح جامعة الإمارات في معرض (آيدكس 2019) مشروع (حوام)، وهو ثمرة التعاون بين قسم الجيولوجيا في الجامعة وعلى رأسه الدكتور خالد البلوشي، وشركة سند لحلول الطيران التابعة لمبادلة.

وأوضح أن المشروع عبارة عن طائرة دون طيار (درون)، مثبت عليها جهاز يسمى “الميغناتو ميتر” الذي يقيس الخاصية المغناطيسية لباطن الأرض لاستكشافه، إذ إن أي شيء له خاصية مغناطيسية أو معدنية تحت باطن الأرض يمكن اكتشافه مثل المعادن والذهب والألمنيوم وغيرها، إلى جانب التعرف على تركيبة باطن الأرض وتحليلها، وعمله يشابه آلية عمل أجهزة تصوير الأشعة لجسم الإنسان.

وذكر أن الاستخدامات العسكرية لهذا المشروع الذي يعرض لأول مرة، هي إمكانية اكتشاف الألغام، ورصد مخلفات الحروب مثل الصواريخ أو أجزاء منها، مشيراً إلى أن المشروع استغرق عاماً ونصف من العمل لإنجازه، إذ إنه من التحديات التي عرقلت إتمامه في مدة أقصر، حساسية هذا الجهاز للمعدن ما جعل تصميمه واختيار المواد المكونة له يستغرق 9 أشهر.

شاركها.