2.5 مليون زائر لمهرجان الشيخ زايد التراثي خلال شهرين

اختتمت اليوم السبت فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة بأبوظبي، والتي استمرت شهرين تحت شعار “الإمارات ملتقى الحضارات” وذلك برعاية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبتوجيهات ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وتوافد على المهرجان أكثر من 2.5 مليون زائر من مختلف الجنسيات على مدى 60 يوماً، استمتعوا بالكثير من الفعاليات التراثية التي أقيمت كل يوم على مدار الساعة بالإضافة إلى الفعاليات الضخمة التي واكبت احتفالات الدولة باليوم الوطني ومسيرة القبائل واستقبال العام الجديد.

وعكست فعاليات المهرجان اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتراث الإماراتي خاصة والتراث الإنساني والحضارات الأخرى بصفة عامة، واستعرضت الفعاليات ببناء تفاعلي مبتكر وتوثيق تعريفي تعليمي جوانب متعددة من حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية وآثارها الممتدة في مختلف مناطق الدولة منذ مئات السنين.

وتم خلال الأيام الـ 10 الأولى للمهرجان بناء 12 مجسماً فنياً تجسد مختلف الحقب الزمنية على الامتداد الجغرافي للدولة، لتؤكد أن إنسان الإمارات تواجد على هذه الأرض منذ القدم وأن التراث الإماراتي ثري ومتنوع في عناصره ومدلولاته.

ورفع مدير المكتب الخاص للشيخ منصور بن زايد آل نهيان ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي حميد سعيد النيادي، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على رعايته الكريمة للمهرجان وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمه المستمر للمهرجان ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على متابعته الحثيثة للحدث.

وكما توجه بالشكر إلى مستشار رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، وقال إن “المهرجان حقق نجاحاً كبيراً في دورته الحالية يضاف إلى نجاحات الدورات السابقة التي كان لاهتمام القيادة الرشيدة بها الأثر الكبير في تطوير المهرجان وفعالياته حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من مهرجان عالمي بامتياز”.

وأضاف أن “الاستعدادات للدورة المقبلة بدأت من اليوم”، مؤكداً أنها ستشهد الكثير من الإضافات الجديدة والضخمة سواء من جهة الفعاليات أو الدول المشاركة ليواصل المهرجان وتيرة التطور التي تزيد عاماً بعد عام.

وشهدت ساحات وأجنحة المهرجان احتفالات ضخمة باليوم الوطني الـ 47 لقيام دولة الاتحاد، وأقيمت الكثير من الفعاليات المخصصة لهذا اليوم تضمنت العديد من الفقرات الفنية الفلكلورية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية والألعاب النارية الضخمة التي أضاءت سماء الوثبة.

وشهد يوم 3 ديسمبر “مسيرة الاتحاد” تلك المسيرة المهيبة الحاشدة التي شارك فيها الآلاف من أبناء مختلف القبائل الإماراتية على مستوى الدولة من كبارها وشبابها وصغارها الذين تغنوا بالأهازيج الوطنية تعبيراً عن الولاء والوفاء للقادة وجهودهم في جميع الميادين لحماية مكتسبات الوطن واتحاده.

وتوافد على المهرجان أكثر من 113 ألف زائر ليشهدوا احتفالات المهرجان بالعام الميلادي الجديد والاستعراضات المحلية والخليجية والعربية والعالمية ومشاهدة أضخم عرض ألعاب نارية في العالم.

ودخل المهرجان ليلة رأس السنة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في الألعاب النارية وذلك بأضخم عرض ألعاب نارية أقيم بطول ألف متر على الأرض ولمدة 20 دقيقة متواصلة، تم خلالها إطلاق 19.450 طلقة تزن من 25 إلى 30 طناً لتشكل لوحة فنية بارتفاع وصل إلى 150 متراً.

وبات شعار مهرجان الشيخ زايد التراثي “الإمارات ملتقى الحضارات” حقيقة راسخة في أذهان الجميع عبر الكثير من الفعاليات والمناطق بالمهرجان من بينها منطقة “العالم في الإمارات” التي تم تشييدها في الدورة الحالية.

وضمت المنطقة 14 معلماً ومبنى ثقافياً رمزياً من مختلف حضارات العالم لتشكل محطة مهمة لزوار المهرجان الذين تجولوا بين مجسماتها للتعرف إلى أبرز معالم العالم على نغمات مزيج متنوع من العازفين المتواجدين بجوار كل مجسم يعزفون أنغاماً من تراث وحضارات مختلف الشعوب من حول العالم.

واضطلعت الأجنحة الإماراتية والرعاة الرئيسيون شركاء نجاح المهرجان بدورهم في الحفاظ على التراث الإماراتي عبر أجنحة الحي التراثي الإماراتي وذاكرة الوطن وتمورنا تراثنا والإنسان والإمارات والعادات والتقاليد والواحة الزراعية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإضافة إلى المعارض والرياضات التراثية مثل معرض الخيل والهجن والصقارة والسلوقي.

وأبرز جناح “تمورنا تراثنا” اهتمام الشيخ زايد بالنخيل من خلال مجموعة معارض وورش تفاعلية عن أهمية النخلة والصناعات المحلية المتعلقة بها، وكيف اهتم بالنخلة وما كان لذلك من أكبر الأثر على هذه الصناعات.

ووثق معرض “زايد والخيل” اهتمامات الشيخ زايد بالخيل ومسيرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة ومعرض “زايد والهجن” الذي أوضح علاقة الشيخ زايد بالهجن العربية وقدم عرضاً لسيرة أفضل مطايا هجن الرئاسة.

وعرف معرض الصقارة الزوار برياضة الصقارة وأدواتها ومدلولاتها في التراث الإماراتي عارضاً مجموعة من الصقور أمام الزوار للتعرف إليها عن قرب والتقاط الصور التذكارية معها إضافة إلى معرض السلوقي الذي يبرز التقاليد الخاصة بالسلوقي بما فيها الصيد والسمات المميزة لها وكيفية تدريبها والاهتمام بها وكذلك جناح الحرف التراثية الذي ضم مجموعة من الورش الحية التفاعلية للحرف الإماراتية القديمة.

وأولت اللجنة المنظمة اهتماماً خاصاً بالأطفال بعدما خصصت لهم قرية تراثية على مساحة كبيرة بالتعاون مع قناة ماجد للترفيه إلى جانب استقبال الحدث لطلاب المدارس للتعرف إلى تراثهم.

زر الذهاب إلى الأعلى