رصدت “عين اليوم” انطباعات الشارع حول التأثير الاجتماعي لجملة “راحوا الطيبين” التي لاقت انتشارا واسع في الآونة الأخيرة، وأظهرت نتائج الاستطلاع أجرته الصحيفة أن الغالبية من المجتمع مقتنع بالعبارة على اعتبار أن جيل الزمن الماضي عاشوا مفاهيم البساطة والتعاون والشهامة بحذافيرها وانتهت معهم، وفي المقابل أبدى عدد من الجمهور عدم قناعتهم بالجملة، لأن معناها يقصر الطيب على جيل بعينه، بيمنا الواقع يؤكد أن الأشخاص الطيبين في كل زمان ومكان وليسوا محصورين على جيل معين، ومنهم من أكد أن الجملة تذكرهم بفترة الصحوة ولا يتمنوا العودة إلى الخلف.

وعن ذلك، قالت الإخصائية النفسية هنادي الحربي لـ”عين اليوم” أن عبارة “راحوا الطيبين” هي فكرة غير عقلانية، تؤكد عدم وجود تلك الشريحة في زمننا الحالي، وتم إشاعتها بين العامة، حتى عكست أثرها السلبي فكريا ووجدانيا وسلوكيا.

وزادت “هذه الجملة أُخذت بهزل وكتعليق عابر على بعض المواقف، ومن ثم تداولت وتكرر الاستشهاد بها حتى أُخذت على محمل الجد، وغرست في البعض كقناعة واعتقاد بأنه لم يعد هناك الصالح والنافع والطيب في مجتمعنا، ما ترتب على ذلك الإحباط النفسي، وضعف الثقة في أفراد

المجتمع، وعدم الإحساس بالأمان، والحذر في التعاملات، وتوتر العلاقات، وتعطل المصالح الشخصية والاجتماعية، وغيرها من الآثار السلبية، حيث أن لكل مجتمع ثقافة إما أن تقود أفرادها للتقدم أو تعود بهم إلى الخلف.

وأضافت الحربي “دورنا نشر التوعية والتثقيف النفسي وتصحيح الفكر، وإعادة نظر المجتمع لحمايتهم من الضرر، وكذلك الرفع من مستوى الوعي، وتوضيح الأثر، ونستبدل تلك العبارة بالأفكار الإيجابية ونعممها مثل “نحن زمن الطيبين، المبادرين، الإيجابيين، الصالحين، وغيرها من الصفات الطيبة التي تعزز القيم الأخلاقية والسمات الإنسانية”.

وقالت “علينا أن نتذكر بأن “البلاء موكل بالمنطق”، لهذا قيل: لا تنطقن بما كرهت فربما * نطق اللسان بحادث فيكون”، فـ للكلمة أثر سواء بالكسر أو الجبر، فلا بد أن نكون ممن يجبر لا عكس ذلك، أملا في التغيير والتطوير من أجل مجتمع مستقر ومتمتع بالصحة النفسية الجيدة، استيقظوا، لنمحي الوصمة بتلك الصحوة.

“عين اليوم” تواصلت مع أحد خبراء تقنية المعلومات والتواصل الاجتماعي الذي بين أن تفاعل المستخدمين مع بداية ظهور عبارة “راحوا الطيبين” كان بنسب عالية خاصة في مجال التسلية والترفيه، وقال “وصل استخداماها كتعليقات على محتويات السوشل إلى 70% – 90%، إلا أن استخدامها بدأ يتقلص شيئا فشئا حتى وصلت نسبة استخدامها إلى 20%. على مواقع التواصل”.

شاركها.