“آي فون إكس” نظرة عن قرب!

تحتفل شركة أبل بمرور عشرة أعوام على إصدارها هاتف آي فون الشهير من خلال إطلاق جهاز آي فون إكس، حيث يمتاز الهاتف الجديد بشاشة بدون حواف تقريباً والاستغناء عن الزر الرئيسي “هوم”. وعلى الرغم من أن هاتف آي فون إكس الجديد يبدو بحجم أصغر من جهاز آي فون 8 من حيث الأبعاد الخارجية، إلا أنه يتضمن أكبر شاشة أطلقتها شركة أبل في هواتفها الشهيرة، حيث يبلغ مقاس الشاشة 5.8 بوصة وتعمل بدقة وضوح 2436×1125 بكسل، وقد تمكنت شركة أبل من تحقيق ذلك بسهولة، نظراً لأن الشاشة تأتي بدون حواف تقريباً من أعلى ومن أسفل.

وظيفة Face ID
ونظراً لعدم توافر مساحة لتركيب الزر الرئيسي “هوم” المستدير، الذي يتضمن مستشعر بصمة الأصابع، فقد اعتمدت الشركة الأمريكية في هاتف “آي فون إكس” على وظيفة التعرف على الوجه ثلاثية الأبعاد، تعرف باسم وظيفة “فيس آي دي”، ويمكن للمستخدم إعداد هذه الوظيفة بسرعة وسهولة، حيث يتعين على المستخدم حمل هاتف آي فون إكس أمام الوجه، على غرار ما يحدث عند التقاط صور السيلفي، ثم إجراء حركة دائرية بالوجه مرتين متتابعتين أمام الكاميرا.

ولا تدعم وظيفة “فيس آي دي” التعرف على وجه المستخدم من خلال الصور ثنائية الأبعاد، نظراً لأنه سيكون من السهل التغلب على هذه الطريقة، مثلما تم مع هاتف سامسونغ “غالاكسي إس 8″، وخلال هذه العملية يقوم هاتف آي فون إكس بإسقاط حوالي 30 ألف بيكسل غير مرئي على وجه المستخدم، لكي يقوم بالتقاط صورة ثلاثية الأبعاد.

وإلى جانب العدسة الأمامية التقليدية يشتمل نظام “ترو ديبس” على كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حتي يتمكن المستخدم من إلغاء قفل الهاتف في الظلام، وأظهرت الاختبارات المختلفة أن وظيفة “فيس آي دي” تعمل بشكل موثوق على الأقل مثل طريقة إلغاء القفل بواسطة بصمة الأصابع في موديلات آي فون السابقة.

نظارات الشمس العاكسة
ولا تعمل وظيفة “فيس آي دي” عند ارتداء نظارات الشمس العاكسة، كما أن الهاتف يستجيب للوجوه الغريبة من خلال حركة اهتزاز قصيرة فقط، علاوة على أنه لا يمكن خداع وظيفة التعرف على الوجه ثلاثية الأبعاد حتى مع ارتداء القناع المسرحي المزود بصور حقيقية، مثلما فعلت مراسلة صحيفة “وول ستريت جورنال”، وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2013 تمكن نادي كايوس للحاسوب من خداع وظيفة “تاتش آي دي” من خلال بصمة أصابع مصورة على شريحة.

ويمكن الاستفادة من وظيفة التعرف على الوجه في بعض الاستخدامات المرحة أو ما يعرف بالرموز التعبيرية المتحركة Animojis؛ حيث يمكن للمستخدم إضافة وجه إلى الرموز التعبيرية المختلفة في تطبيق الرسائل، كما يمكن التحدث بصوته وإرسال المقطع الصوتي كرسالة iMessage، وعلى العكس من وظيفة إلغاء قفل الهاتف تعمل هذه الوظيفة مع أي وجه.

ونظرا لأنه يمكن تنزيل الرموز التعبيرية كمقطع فيديو على هاتف آي فون إكس، فإنه يمكن استعمالها مع تطبيقات التراسل الفوري الأخرى مثل واتس آب، كما يعتمد تطبيق سناب شات على هذه الوظيفة لاستعمالها مع فلاتر جديدة، وبينما تتمكن وظيفة “تاتش آي دي” من تخزين خمسة بصمات للأصابع، فإن وظيفة “فيس آي دي” تقوم بتخزين وجه واحد فقط، وعند استعمال الهاتف بواسطة أشخاص آخرين، فيمكنهم استعمال الهاتف عن طريق كود القفل فقط، وأكدت الشركة الأمريكية أنه يتم تخزين البيانات البيومترية لوظيفة “فيس آي دي” على الهاتف في نطاق مؤمن، وإذا لم تنل وظيفة التعرف على الوجه إعجاب المستخدم، فيمكنه عدم استعمالها بكل بساطة.

وإلى جانب وظيفة التعرف على الوجه توجد إيماءة مسح جديدة من الحافة السفلى للشاشة إلى أعلى من أجل إلغاء قفل هاتف “آي فون إكس” الجديد، وبالتالي يتمكن المستخدم أيضا من الانتقال إلى الشاشة الرئيسية من أحد التطبيقات، ويعتاد المستخدم على هذه الوظيفة الجديدة بعد فترة قصيرة من الوقت.

تقنية “أوليد”
ولأول مرة تعول شركة أبل على تقنية “أوليد” على شاشة هاتفها الذكي “آي فون إكس”، على الرغم من اعتماد الشركات المنافسة على هذه التقنية منذ فترة طويلة؛ حيث تبدو الألوان أكثر تشبعا على شاشات “أوليد”، ولذلك تبدو الألوان على هاتف “آي فون إكس” بشكل أكثر طبيعية.

وبالإضافة إلى ذلك، تمكنت شركة أبل من الحد من تحول الألوان مع زوايا المشاهدة المختلفة إلى درجة ملحوظة، حيث غالباً ما تظهر مع الأجهزة الأخرى تحولات في الألوان إلى الأزرق أو الرمادي عند تغيير زاويا المشاهدة، ويتم عرض الصور ومقاطع الفيديو بجودة رائعة على هاتف “آي فون إكس”.

ولكي يتم عرض التطبيقات على صيغة الصورة المستطيلة بشكل تام، فإنه يجب مواءمة التطبيقات مع النظام الجديد، وقد قامت شركة أبل بذلك بالفعل مع بعض التطبيقات، مثل متصفح سفاري وتطبيق ميل، كما ظهرت معظم تطبيقات أبل الأخرى بشكل تام على الشاشة أثناء الاختبار، حيث تم إعداد تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتويتر والكثير من التطبيقات الأخرى بشكل مسبق، ومع ذلك يتعين على شركة غوغل ومطوري التطبيقات مواءمة منتجاتهم مع النظام الجديد، حيث دائماً ما يظهر شريط أسود عريض أعلى الشاشة وأسفلها.

شحن لاسلكي
وعلى غرار هاتف آ يفون 8 قامت شركة أبل بتجهيز هاتف آي فون إكس بجانب خلفي من الزجاج، وبالتالي يمكن إعادة شحن الجهاز الجديد لاسلكياً من خلال وضعه على وسادة الشحن اللاسلكي دون الحاجة إلى توصيل كابل الشحن، وبالنسبة للكاميرا اعتمدت شركة أبل على اثنين من المستشعرات والعدسات، مثل هاتف آي فون 8 بلس، ولأول مرة يتم تجهيز العدستين بوظيفة حماية بصرية من الاهتزاز.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن العدسة المقربة أقل سطوعاً من هاتف آي فون 8 Plus (فتحة العدسة f/2.4 بدلا من f/2.8)، ولا يظهر أي اختلاف تقريباً في الضوء الساطع أثناء النهار، في حين تظهر صور هاتف “آي فون إكس أقل تفصيلا في ضوء الشموع أو في ظل ظروف الإضاءة السيئة.

وفي المقابل يمتاز هاتف “آي فون إكس” بصور سيلفي أفضل من جهاز آي فون 8 بوضوح، نظراً لأنه لأول مرة يتم عن طريق تقنية “ترو ديبس” توفير وضع خاص لصور البورتيريه للكاميرا الأمامية، حيث يمكن إخفاء الخلفية عند التقاط صور السيلفي على غرار ما يتم مع صور البورتيريه الاحترافية.

وهناك بعض النطاقات الأخرى، التي اعتمدت فيها أبل على مكونات مستمدة من هاتف آي فون 8، ومنها على سبيل المثال المعالج A11 Bionic سداسي النوى، حيث تتولى أربعة أنوية مهام الحوسبة العادية للمعالج، وعند استدعاء القدرة القصوى للمعالج فإنه يتم تشغيل الست أنوية، وهو ما يساعد على إطالة فترة تشغيل البطارية بوضوح، والتي تزيد بمقدار ساعتين عن فترة تشغيل بطارية هاتف آي فون 7، والتي تبلغ 15 ساعة مع الاستعمال المتوسط.

وتتلخص مزايا هاتف آيفون إكس الجديد في شاشة أوليد بدون حواف تقريباً ووظيفة التعرف على الوجه العملية بالإضافة إلى الكاميرا الرائعة، ولكن الميزة الأهم في هاتف أبل الجديد تتمثل في الحصول على هاتف آي فون قوي دون الحاجة إلى أن يكون بحجم كبير مثل أجهزة الفابلت، ولكن يمكن الاستفادة بوظائف متطورة في جسم جهاز صغير.

زر الذهاب إلى الأعلى